نقلة عملاقة لخيال الطفل

00:07 صباحا
قراءة دقيقتين

ألا يستحق «العالم الفيلسوف الصغير» مزيداً من الهمّ البعيد، بتعبير المتنبي؟ ما طرحه القلم أمس، لا يوفّيه حقّه. الموضوع جدير بالتفكير من قبل الأسرة والمؤسسات التعليمية. الطرح في منتهى البساطة كفكرة. المنطلق هو السؤال: هل الإنسانية سائرة نحو عوالم تحكمها العلوم والتكنولوجيا في كل جوانبها؟ لا غرابة في هذا، فالعلماء لا يأتون بالعلوم من بيوت أدمغتهم، هم مجرّد مكتشفين، لأن الكون والحياة، من الذرّة إلى المجرّة، علوم في علوم، ولا يزال العقل البشري في القطرة الأولى من بحر الغيوب العلمية.
إذا رجعنا ستة عقود أو سبعة، وجدنا أن البيئة الذهنية لخيال الطفل حتى العاشرة، تلعب فيها دور المحرّك قصص الأطفال التي كان الرائدان الكبيران كامل كيلاني ومحمد عطية الأبراشي ينشران روائعها إبداعاً لغوياً وأسلوبياً وإثارة للخيال. لكن، لا بدّ من الفضاءات الخارقة التي تتيحها الفتوحات العلمية الحديثة. يقيناً، لا يستطيع خيال أن يرقى إلى الخيال العلمي الذي هو في صميم الإبداع الكوني. الكون والحياة لم يكونا في حاجة إلى الإنسان طوال قرابة أربعة مليارات سنة، مع احترام المقولة الجميلة: «الحضارة هي الطبيعة يضاف إليها الإنسان».
بديع الصنع هو الذي جعل الانفجار العظيم سبباً ضرورياً لوجود كل ما حدث في مليارات السنين التالية (13.8). أكثر من 3.5 مليار سنة والحياة على الأرض منتظمة بلا خلل. حتى عندما انقرضت الدناصير، تطلب تمهيد الطريق إلى الثدييات العليا، ستين مليون سنة. قبل ستة آلاف سنة فقط عرف الإنسان التدوين، وقبل ثلاثة آلاف عام فقط ظهرت اللمسات العلمية الأولى. 
اليوم نحتاج إلى حاسوب لنحصي عدد العلوم وتفرعاتها. على التربويين أن يجعلوا العلوم أغزر ينابيع الخيال لدى الطفل. 
ما لم تكن تعرفه الأجيال الماضية يمكن تلخيصه في تعريف الكيمياء عند كبار علمائها، الذين يسمونها: «علم المادّة المطلعة»، علم المادّة التي لديها معلومات. كيف تعرف خليّة المناعة، البيضاء، أن الخليّة المجاورة عدوّ دخيل؟ كيف تبحث عنها وتعثر عليها؟ ما المعلومة التي تجعل ذرّتي هيدروجين تتحدان مع ذرّة أوكسجين لتشكيل جزيء الماء؟
لزوم ما يلزم: النتيجة اليقينيّة: هل يخامرك الشك في أنك إذا أحطت طفلك بهذا الجوّ، فلن يحلّق خياله بألف جناح حالماً طامحاً إلى دخول مركز بحث علمي؟
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"