عادي
ارتفاع النفط محط أنظار المستثمرين

الأسواق العالمية.. بين توترات أوكرانيا وبيانات التضخم

21:53 مساء
قراءة 3 دقائق
إعداد: خنساء الزبير

لا تزال التوترات الأوكرانية محط تركيز رئيسي للأسواق العالمية؛ حيث يراقب المستثمرون بيانات التضخم الجديدة وارتفاع أسعار النفط خلال الفترة المقبلة، بعد بيع الأسهم في الأسبوع الماضي في تعاملات متقلبة، وارتفع النفط بأكثر من 20% كما زادت أسعار مجموعة كبيرة من السلع الأخرى وسط مخاوف بشأن الوفرة. في هذا التلاطم سعى المستثمرون إلى البحث عن الأمان في السندات، ما أدى إلى ارتفاع الأسعار وعائد سندات الخزانة لأجل 10 سنوات إلى 1.72% يوم الجمعة، كما ارتفع الدولار الأمر الذي دفع بمؤشر الدولار للأعلى بنسبة 2%.

وقال جيم كارون، رئيس إدارة الاستراتيجيات الكلية للدخل الثابت العالمي في مورجان ستانلي: «نحن لا نعرف حتى ما يمكن أن يحدث خلال عطلة نهاية الأسبوع، ويبدو أن الروس يعدون أنفسهم ويصبحون أكثر شراسة».

وأضاف: «إذا لم يحدث شيء خلال عطلة نهاية الأسبوع، أو إذا أصبحت هناك بعض محادثات للسلام، فإن عائدات السندات لمدة 10 سنوات قد ترتفع من 10 إلى 15 نقطة أساس».

سيكون الاحتياطي الفيدرالي أيضاً على رأس اهتمامات المستثمرين الذين سيكون تركيزهم على رفع سعر الفائدة الوشيك في 16 مارس، لكن مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي لن يلقوا خطابات عامة في هذه الفترة الهادئة التي تسبق اجتماعهم المقرر في 15-16 من هذا الشهر؛ أما عن الأجندة الاقتصادية فستكون خفيفة نسبياً في الأسبوع المقبل باستثناء تقرير يوم الخميس عن مؤشر أسعار المستهلك لشهر فبراير، ووفقًا لداو جونز يتوقع الاقتصاديون أن يرتفع التضخم العام إلى 7.8% على أساس سنوي- من 7.5% في يناير - وهو أعلى معدل منذ عام 1982، ويشمل التضخم الرئيسي أسعار الغذاء والطاقة، ويرى مارك تشاندلر، كبير استراتيجيي السوق في بانوكبيرن جلوبال فوركس، أن الخطر في الاتجاه الصاعد ويحذر من أن الأمر سيكون صدمة إذا لامسنا 8%.

مما يركز عليه المستثمرون أيضاً كيفية تداول السوق نفسه بعد أن انخفض مؤشر ستاندر آند بورز بنسبة 1.3% إلى 4.328 في الأسبوع الماضي فيما خسر مؤشر ناسداك 2.8% إلى 13.313، ويقول بول هيكي، أحد مؤسسي بيسبوك،: «إن المتوسطات الرئيسية جميعها في اتجاه هبوطي، ويبدو أنها ستنتعش ثم تفقد قوتها حتى تبقى في حالة من الركود، لكن نريد أن يكون هنالك حذر بعض الشيء لأن هذه الأمور مثيرة للقلق بالتأكيد».

وأضاف: «في الوقت الحالي هنالك الكثير من الشكوك بسبب تقلبات كبيرة تحدث لأعلى ولأسفل، ثم تبدأ الأمور في النهاية في الاستقرار بعد بضعة أشهر... والسؤال هو إلى أين يذهب هذا؟» ويرى بأن السوق تتفاعل بطريقة مشابهة لما كان في الصراعات الأخرى.

غليان النفط

بعد أسبوع من المكاسب قفز النفط بحدة مرة أخرى يوم الجمعة؛ حيث تجاوز «غرب تكساس الوسيط» 115 دولاراً للمرة الأولى منذ عام 2008، فقد ارتفع بنسبة 7.4% يوم الجمعة وبنسبة 26% خلال الأسبوع ليستقر عند 115.68 دولار، ونتيجة للتوترات الروسية الأوكرانية زادت المخاوف من التضخم ورفع الاقتصاديون سقف توقعاتهم بشأنه بسبب ارتفاع أسعار النفط، كما ارتفعت أسعار السلع لأن روسيا منتج رئيسي للقمح والبلاديوم والألمنيوم وسلع أخرى، ويرى الخبراء بأن أسعار النفط تشكل مصدر قلق كونها قد تؤدي إلى واحدة من أكبر الضربات للتضخم، وبسرعة، خاصة وأن روسيا ذات وضع خاص من حيث كونها مُصدّر كبير للسلع الأساسية ولديها المقدرة على التأثير في العديد من الأسواق، بجانب أنها واحدة من أكبر مصدري النفط الخام والغاز الطبيعي في العالم خاصة لزبائنها الأساسيين في أوروبا، وفوق كل ذلك أكبر مصدر للبلاديوم والقمح.

لقد أثرت قفزة أسعار النفط في المستهلكين الأمريكيين بالفعل حتى في محطات تعبئة الوقود؛ حيث بلغت أسعار البنزين 3.83 دولار للجالون الخالي من الرصاص يوم الجمعة، بزيادة 11 سنتاً في يوم واحد فقط و 26 سنتاً في الأسبوع، ويتوقع جون كيلدوف، الشريك في أجين كابيتال، أن يصل المتوسط الوطني إلى 4 دولارات للجالون الأسبوع المقبل، فيما يترقب تجار النفط أيضاً ما إذا كانت إيران قادرة على إبرام صفقة تسمح لها ببيع نفطها في السوق مقابل إنهاء برامجها النووية وحينها سيعود للسوق مليون برميل، لكن المحللين يقولون إنه سيظل هناك نقص.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"