عادي
عندما قطع منتجو النفط الإمدادات عن أمريكا والدول الغربية

العالم على حافة أزمة طاقة تفوق السبعينات

21:56 مساء
قراءة 3 دقائق
  • تعطل النفط الروسي يصل بالأسعار إلى 185 دولاراً
  • الخوف يبعد البنوك والمشترين عن التعامل مع موسكو
  • دول حلف الناتو تتلقى نصف الصادرات الروسية

إعداد: خنساء الزبير
تُعد موسكو واحدة من أكبر مصدري النفط في العالم، وبسبب توتراتها مع أوكرانيا أصبح نظامها المالي تحت وطأة عقوبات الولايات المتحدة وحلفائها وهي عقوبات أدت إلى رد فعل عنيف ضد الخام الروسي من قبل البنوك والمشترين وحتى مقدمي خدمات الشحن خوفاً من الإجراءات العقابية التي قد تترتب عن عدم التزامهم بتطبيق العقوبات؛ وفي هذا الشأن يقول دانييل يرغين، نائب رئيس آي اتش اس ماركيت المزود الرائد لبيانات ومعلومات الأسواق المالية الهامة وهو أيضاً مؤرخ في سوق الطاقة: «قد يؤدي التوتر الروسي لأوكرانيا إلى حدوث اضطراب في سوق الطاقة شبيه بأزمة النفط الكبرى في السبعينات»، وعلى الرغم من أن قطاع الطاقة الروسية لم يخضع لعقوبات من قبل الولايات المتحدة ودول أخرى إلا أنه سيكون هنالك فاقد كبير من البراميل الروسية في السوق، وأشار إلى أنها تصدر نحو 7.5 مليون برميل يومياً من النفط والمنتجات المكررة؛ ويرى إمكانية تجنب السيناريو الأسوأ من خلال التواصل عن قرب بين الحكومات التي تفرض العقوبات والصناعة، وأن على الحكومات الوضوح، مشيراً إلى أن الدول الأعضاء بحلف الناتو تتلقى حوالي نصف الصادرات الروسية وجزء من ذلك سيتعطل.

تحذير من النفط الروسي

قال يرغين إن هناك عقوبات تجعل النفط الروسي بعيداً عن السوق على الرغم من عدم فرض عقوبات مباشرة على الطاقة، وأصبح المشترون يحذرون من النفط الروسي بسبب معارضة البنوك والموانئ وشركات الشحن التي لا تريد مخالفة العقوبات؛ وحسب تقديرات جي بي مورجان فإن 66٪ من النفط الروسي يجاهد لإيجاد مشترين، وأن أسعار النفط الخام ربما تصل إلى 185 دولاراً بحلول نهاية العام إذا استمر النفط الروسي معطلاً؛ وهو ما جعل يرغين يتوقع بأن تكون هذه أسوأ أزمة منذ حظر النفط العربي وقيام الثورة الإيرانية في السبعينات، حيث كان كلا الحدثين بمثابة صدمات نفطية كبيرة في ذلك العقد وتحديداً في عام 1973 عندما قطع منتجو النفط في الشرق الأوسط الإمدادات عن الولايات المتحدة والدول الغربية، وأصبح هناك على الفور نقص في المعروض من النفط، واصطف الأمريكيون في محطات الوقود لشراء البنزين الذي ارتفع بشكل كبير، أما الصدمة الأخرى فكانت نتيجة قيام الثورة الإيرانية في الفترة 1978-1979 التي أدت إلى الإطاحة بشاه إيران. ما حدث الآن أن شركات النفط الكبرى، مثل بي بي واكسون موبيل، ذكرت أنها تنسحب من مشاريع روسية، وانخفض سعر خام الأورال الروسي بشكل حاد مقارنة بخام برنت القياسي الدولي.

اقتراب الأزمة

يحذر يرغين من أن الاضطراب قادم في الوقت الذي تعاني فيه السوق بالفعل شحاً في الإمدادات، وقد قررت منظمة أوبك بلس (تحالف بين أوبك وروسيا وآخرين) الأربعاء مواصلة خطط الإنتاج الحالية وهم بذلك يعيدون حوالي 400 ألف برميل يومياً إلى السوق كل شهر حتى يصلوا إلى هدفهم في يونيو؛ ومما زاد من معاناة زبائن روسيا الارتفاع الحاد في أسعار الغاز الطبيعي في أوروبا التي تعتبر أكبر زبون لكل من النفط والغاز الروسيين، وكانت أسعار النفط آخذة في الارتفاع بالفعل عندما ارتفعت التوترات الروسية الأوكرانية يوم الخميس الماضي حيث تم تداول برنت فوق 116 دولاراً للبرميل في ذلك اليوم قبل أن يتراجع وسط تكهنات بأن إيران قد تتوصل إلى اتفاق لإحياء الاتفاق النووي، وأن ذلك يمكن أن يعيد مليون برميل من النفط الإيراني إلى السوق. يقول المحللون في هذا المجال إنه من الصعب معرفة مدى تأثر النفط الروسي لأن البيت الأبيض صرح قائلاً: «لا توجد عقوبات على الطاقة إلا أنها مطروحة للنقاش».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"