عادي

الوعي والفهم خط الدفاع الأول

23:08 مساء
قراءة دقيقتين
6

د. منى تهلك*
تعتبر الثقافة الصحية على درجة عالية من الأهمية، وتكتسب المزيد من الزخم في هذا العصر تحديداً، حيث نمتلك الوسائل والتقنيات التي تمكننا من الوصول للجمهور المستهدف بسهولة وفي الوقت المحدد. هناك الكثير من الأمراض الخطيرة على صحة الإنسان، التي يمكن تلافيها وتجنب ألمها الجسدي والنفسي، وتجنب آثارها المؤلمة في الفرد وأسرته، عندما يكتسب هذه الثقافة والمعرفة، ويكون على وعي بما هو مناط به وبما عليه أن يبادر للقيام به، لتجنب تلك الحالات المرضية. من تلك الأمراض الخطيرة، والتي يمكن تلافيها وتجنب الكثير من وقعها المؤلم بالوعي والثقافة، رغم خطورتها البالغة: سرطان عنق الرحم. ولنتوقف قليلاً مع تقرير لمنظمة الصحة العالمية حول هذا الورم الخطير، حيث جاء فيه: «يُعد سرطان عنق الرحم السرطان الرابع الأكثر شيوعاً بين النساء في العالم، وقدّرت حالاته الجديدة بنحو 000 604 حالة ووفياته بنحو 000 342 وفاة في عام 2020. وحدثت نسبة 90٪ تقريباً من الحالات الجديدة والوفيات في جميع أنحاء العالم خلال عام 2020 في البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط».

ورغم ما هو ملاحظ من ارتفاع أرقام الإصابة، وشدة فتك المرض، إلا أنه يمكن الشفاء منه والتخلص من تبعاته المؤذية والمؤلمة، عند المسارعة في الكشف عليه مبكراً، حيث تقول منظمة الصحة العالمية في هذا السياق: «يمكن الشفاء من سرطان عنق الرحم إذا شُخّص في مرحلة مبكرة وعُولِجَ على الفور، حيث تشمل المكافحة الشاملة لسرطان عنق الرحم الوقاية الأوّلية (التطعيم ضد فيروس الورم الحُليمي البشري)، والوقاية الثانوية (فحص الآفات السابقة للتسرطُن وعلاجها)، والوقاية المتخصّصة (تشخيص وعلاج سرطان عنق الرحم المغزوي )، والرعاية الملطِّفة».

دون شك، هناك عدة مجالات لمكافحة هذا المرض من الوقاية بالتلقيح والكشف المبكر ونحوها من الإجراءات الطبية المتبعة، إلا أن الثقافة والوعي بهذه الجوانب، تبقى حيوية ومهمة ولعلها خط الدفاع الأول، لذا على الأب والأم دور مهم تجاه أطفالهما، لحمايتهم من الكثير من الأمراض، حيث تبدأ عملية صد الكثير من الأمراض والوقاية منها من نقطة وعي الأب والأم، وإدراكهما بالدور المناط بهما، خاصة عند ملاحظة أي أعراض مرضية على ابنهما أو ابنتهما. فضلاً عن هذا، فإن كثيراً من النساء، عليهن الوعي بأن هناك أمراضاً فتاكة وخطيرة تحتاج لتجنبها إلى الفحص الدوري، وعدم التأجيل حرصاً على سلامتهن. كمْ أتمنى من مؤسسات التعليم على اختلافها، أن تقوم بدور حيوي في هذا السياق، من خلال تقديم جرعات تعليمية عن بعض الأمراض، وزيادة معارف الفتيات وهن في مقتبل العمر، بالسبل والطرق لتجنبها والوقاية منها، مثل الكشف المبكر.

* استشاري أمراض نساء وولادة مدير تنفيذي مستشفى لطيفة

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"