عادي

انخفاض وزن المولود بداية مشاكل النمو العصبي

22:36 مساء
قراءة دقيقتين

إعداد: مصطفى الزعبي

أظهرت أبحاث جديدة من جامعة برجن النرويجية، أن الولادة بوزن أقل من 3.5 كيلوجرام مرتبطة بارتفاع مخاطر الإصابة بمشاكل النمو العصبي مثل الشلل الدماغي والتوحد.

من المعروف أن الولادة المبكرة تزيد من مخاطر التعرض لمشاكل صحية في وقت لاحق من الحياة، بما في ذلك اضطرابات النمو العصبي مثل فرط الحركة ونقص الانتباه والتوحد. ومع ذلك، فإن معظم الأطفال الذين يصابون بإعاقات في النمو العصبي يولدون عند نهاية الحمل.

أرادت ماريانا كورتيز، من قسم الطب السريري في الجامعة، معرفة ما إذا كانت الولادة في موعدها ولكن بوزن أقل تعني احتمالية الإصابة بهذه الإعاقات.

وأجرى العلماء دراستهم بفحص 1.8 مليون ولادة من سجلات النرويج بطريقة تمكّنهم من متابعة صحة الأطفال حتى مرحلة البلوغ مع تحديد بعض العوامل مثل تدخين الأم. ولم يكن لارتباط انخفاض الوزن عند الولادة بزيادة احتمالية الإصابة بإحدى إعاقات النمو العصبي عند الأطفال الذين يولدون بوزن يتراوح بين 3.5 و 3.9 كجم، سوى تأثير ضئيل في النتيجة.

وكان الارتباط الأقوى مع الإصابة بالشلل الدماغي، إذ زادت الاحتمالات بمقدار 25 ضعفاً لأقل أوزان المواليد. تبع ذلك 16 ضعفاً لإعاقات بصرية / سمعية، و11 ضعفاً للإعاقة الذهنية و 7 أضعاف لمرض انفصام الشخصية. بالنسبة للصرع، كان الخطر 5.4 ضعف، واضطراب طيف التوحد والاضطرابات السلوكية الأخرى بما في ذلك اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه 3.5 ضعف.

ورغم هذه الارتباطات الكبيرة وزيادة المخاطر، فإن انخفاض الوزن عند الولادة يفسر فقط نسبة أقل من الإعاقات الذهنية وهي 21٪، ما يعني أنها أمراض معقدة متعددة العوامل، مع استبعاد جميع الأطفال المصابين بالتشوهات من الدراسة. وقالت كورتيز: «يمكن أن تكون التشوهات جزءاً من المتلازمات وترتبط بإعاقات النمو العصبي. لذلك، استبعد العلماء الأطفال المصابين بالتشوهات لتقليل احتمالية أن تكون نتائجنا ناجمة عن أطفال يعانون تشوهات».

وكان العامل الوحيد الذي اعتمده الباحثون من أجل أن يكون له تأثير في النتيجة هو سنة الميلاد: يقول كورتيز «يمكن أن تكون سنة الميلاد هي التي تحدد الاتجاهات التي تحدث فيما يتعلق بعوامل الخطر الأخرى، مثل حدوث اضطرابات في النمو العصبي، والتغيرات في الرعاية، علامة على بعض مشاكل ما قبل الولادة».

ورغم العلاقة القوية بين انخفاض الوزن عند الولادة وإعاقات النمو العصبي، لا يعتقد الباحثون أن الانخفاض عامل خطر مستقل، إذ يرون أنه يشير إلى أن شيئاً ما حدث أثناء الحمل أدى إلى بطء النمو وبالتالي إلى انخفاض الوزن، وهذا يزيد في الوقت نفسه مخاطر الإصابة ببعض إعاقات النمو العصبي.

وقال العلماء: «نأمل أن تحفز هذه النتائج على إجراء مزيد من البحث حول المشاكل المحتملة قبل الولادة، والأمراض التي يمكن أن تكون السبب الأساسي لبعض الإعاقات، وإذا كانت هذه هي الأسباب التي يمكن التدخل فيها، فهذا يعني أنه في يوم من الأيام يمكن منع حدوث مشاكل النمو العصبي لدى الأطفال».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"