أكد مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافايل جروسي، أمس السبت، الاتفاق مع إيران على اعتماد مقاربة «براغماتية» لحل القضايا العالقة بين الطرفين، في خطوة يؤمل بأن تسهم في توفير دفع لجهود إحياء الاتفاق النووي، وذلك في وقت بلغت فيه مباحثات فيينا الهادفة لإحياء اتفاق عام 2015 الذي انسحبت الولايات المتحدة أحادياً، مراحل حاسمة.
وبينما كان التركيز منصباً على ردم الهوة في التفاوض غير المباشر بين إيران والولايات المتحدة، دخلت أزمة أوكرانيا على الخط، مع طلب موسكو من واشنطن ضمانات خطية بألا تؤثر العقوبات الغربية التي فرضت بحقها، على تعاونها مع طهران.
وخلال المباحثات مع القوى الكبرى لإحياء الاتفاق النووي، طلبت طهران إقفال ملف مفتوح ضدها لدى الوكالة الدولية يتعلق بالعثور على مواد نووية في مواقع غير مصرّح عنها. وقال جروسي، أمس خلال مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية محمد إسلامي، «لدينا بعض المسائل المهمة التي كانت بحاجة للدراسة والحل معاً».
وأضاف «اتفقنا على اختبار مقاربة عملية وبراغماتية لهذه المسائل للسماح لخبرائنا التقنيين بالنظر فيها بشكل ممنهج، معمّق»، مع «نية صريحة لبلوغ نقطة نحقق فيها نتيجة» مرضية للطرفين.
وأكد جروسي هذا الأسبوع أن الوكالة «لن تتخلى أبداً» عن جهودها لدفع طهران إلى تقديم توضيحات بشأن وجود مواد نووية في مواقع غير معلنة. في المقابل، تشدد طهران على أن أي تفاهم في فيينا لن يتحقق في حال عدم إغلاق هذا الملف الذي تعتبره «مزاعم سياسية». وقال إسلامي: «الآن وقد بلغت مباحثات فيينا المرحلة الأخيرة، من الخطوط الحمر لإيران الإقفال النهائي لملف هذه المزاعم لعدم التسبب في مشاكل إضافية لبلدنا». وتحدث جروسي عن «ترابط» بين ملفي مباحثات فيينا والقضايا العالقة، وأنه «لا يمكن لأحدهما أن يتجاهل الثاني (...) لذا من المهم التوصل إلى هذا التفاهم بيننا اليوم، وهو تفاهم للعمل معا، للعمل بشكل مكثّف».
من جانبه، أكد إسلامي اتفاق إيران والوكالة على «تبادل الوثائق في حد أقصاه شهر يونيو، لحل المسائل العالقة» بين الطرفين. والتقى غروسي إسلامي ووزير الخارجية حسين أمير عبداللهيان غداة وصوله إلى طهران بينما بلغت مباحثات فيينا بين إيران والقوى الكبرى مرحلة حاسمة.
(أ ف ب)
