عادي
اختبارات ذكية بقياس بصمة الوجه والعين

رقمنة الامتحانات وتطوير المناهج.. واقع عصري

00:32 صباحا
قراءة 4 دقائق

تحقيق: محمد الماحي
دخلت وزارة التربية والتعليم على خط الامتحانات الرقمية التي تعتمد على التكنولوجيا والابتكار، إضافة إلى تطوير المناهج التفاعلية وإثراء أدواتها، ويُنتظر تطبيقها فعلياً على المؤسسات التعليمية في المستقبل، لمواكبة التطورات العالمية في عمليات تقييم الاختبارات الطلبة، وتصحيح أوراقهم الامتحانية إلكترونياً، بعد أن أصبحت تُمثل الامتحانات النهائية سبباً أساسياً لقلق وخوف عدد غير قليل من الطلبة في المراحل التعليمية المختلفة، فأداء الطالب في الامتحان الذي قد لا يعبّر بحق عن مستواه الفعلي، يمكنه التأثير في مستقبله المهني والاجتماعي، وتُتيح الامتحانات التقليدية للطالب فرصة واحدة لتقديم فكرة عما تعلّمه خلال أشهر، وربما سنوات، والتقليدية هذه ستنتهي خلال عقد من الزمان، وربما أقل.

تكمن المشكلة في أنه في معظم الوقت لا يمثل الامتحان الذي حدد الأكاديميون موعده مُسبقاً بشكل صارم، الوسيلة المُثلى لتقييم مدى كفاءة الطلاب، فقد يأتي في وقت مناسب لبعض الطلاب المحظوظين، في حين قد لا يكون كذلك لغيرهم.

ومع استمرار تفشي جائحة كورونا، يبدو أن رقمنة التعليم ستظل جزءاً أساسياً من أنشطة المؤسسات التعليمية، وبالنظر إلى النجاح الذي حققته، فقد يختار العديد منها الاستمرار في ذلك كخيار على المدى الطويل، وتصبح الأدوات والتقنيات الرقمية أثناء التدريس علامة فارقة أحدثت تغيرات سريعة ومتتالية على عناصر المنظومة التعليمية، حيث أتاح استخدام التقنيات الرقمية للمعلمين تصميم فرص تعلم أكثر جاذبية وفاعلية في الدورات التي يدرسونها، ويمكن أن تتخذ هذه الدورات شكل دورات وبرامج مختلطة أو كاملة عبر الإنترنت.

نظام ذكي

واستعرضت وزارة التربية والتعليم، خطة مستقبل الاختبارات الوطنية واختبار الإمارات القياسي «إمسات» خلال ال50 عاماً المقبلة، من خلال نظام جديد يعتمد على التكنولوجيا والابتكار، خلال ورشة عمل نظمتها الوزارة في «إكسبو» بعنوان «الابتكار ومستقبل التقييم في العالم»، بحضور وكيلة الوزارة لقطاع الأنشطة، الدكتورة آمنة الضحاك. وأفادت مديرة إدارة تطبيق الاختبارات الوطنية والدولية، حصة الوهابي، بأن الوزارة تعمل على تصميم كبسولات اختبار «إمسات» لتسهيل أداء الاختبار على الطلبة أينما كانوا، سواء في المراكز التجارية، أو الخدمية. وسيتوفر داخل الكبسولات نظام ذكي لقياس بصمة الوجه والعين للمراقبة الآمنة للطلبة، كما سيتم توفير عربات نقل للطلبة أصحاب الهمم لنقلهم إلى أقرب مركز اختبار.

وأكدت اختصاصية اختبارات وطنية ودولية في الوزارة، الدكتورة هنادي السويدي، العمل على التوسع في تجربة «إمسات» خلال الأعوام المقبلة، وتأسيس مراكز خاصة بالاختبار، بعد الحصول على الاعتراف العالمي به، في مختلف دول العالم.

المشاكل اللوجستية

وتوقعت الخبيرة التربوية محاسن يوسف، أن الامتحانات التقليدية لن يكون لها وجود خلال عقد من الزمان لتحل محلها تقييمات ستجرى عبر التكنولوجيا، واعتبرت أن جيلاً من المعلمين الذين نشأوا مع التكنولوجيا سيتبنون هذه التكنولوجيا بشكل كامل، متوقعة انتقالاً تدريجياً للتقييم عبر الإنترنت للامتحانات الحاسمة.

لكنها أضافت أن «العملية ستحدث على مراحل، إذ إن مواد مختلفة على الأرجح ستنتقل إلى نظام التقييم الإلكتروني على دفعات مختلفة».

وقالت إن تعزيز استخدام التقييم عبر التكنولوجيا سيحل بعضاً من المشاكل اللوجستية للاختبارات الورقية، مثل توزيع وتجميع الأوراق، معربة عن اعتقادها بأن التقييم التكنولوجي هو على الأرجح أكثر أمناً، وسيساعد في القضاء على المشاكل المتعلقة بالأخطاء التي يرتكبها المصحح.

ويتفق الخبير التربوي علي سيف حميد الجنيد مع ما سبق، ويضيف إليه: «يمكن للتكنولوجيا أن تصبح الأجنحة التي ستسمح للعالم التعليمي بالطيران أبعد وأسرع من أي وقت مضى، إذا سمحنا بذلك»، لافتاً إلى أنه خلال هذه المرحلة، يطرأ تطورات على نظام التعليم من أجل تحسينه، بحيث لا يولد طلبة هذا الجيل ليجدوا أنفسهم محصورين في حدود التعلم البسيط، ففضولهم واسع، ولا يمكن تلبية هذا الفضول عن طريق تطبيق الأنظمة التعليمية المُصممة في الماضي. وتابع: أفسحت الرقمنة الطريق أمام إجراء الامتحانات عبر الإنترنت، ما جعل عملية الاختبار مناسبة لكل من المعلمين والطلبة، على حدٍ سواء، مشيراً إلى أن رقمنة المناهج، خصوصاً التفاعلية تحتاج إلى وقت كاف لتوظيفها وتفعيلها، ونقصد من وراء ذلك أن نطور منظومة تعليمية متكاملة تشمل جميع مكونات المنهاج مثل الدروس والأنشطة والتدريبات والتقويم ووسائل العرض وطرائق التدريس وعمليات التقييم والتواصل المباشر بين المعلمين والطلاب وأولياء الأمور، وتقديمها عبر وسائط تكنولوجية متعددة.

سوق العمل

أما الدكتور جلال حاتم مدير جامعة أم القيوين، فيرى أن التحول الرقمي في المؤسسات التعليمية ومبادرة «رقمنة الاختبارات» تعد نقلة جديدة في التعليم، هدفها الأساسي استقلال المتعلم، والبعد عن فكرة التلقين والحفظ من خلال تعميم فكرة التعلم التكنولوجي لكل المناهج، موضحاً أن تلك الخطوة مع مجموعة من الخطوات الآتية في إطار خطة الدولة للتحول الرقمي تهدف إلى ربط الطالب فيما بعد بسوق العمل من خلال مجموعة المهارات التكنولوجية المكتسبة، بحيث يصبح لذلك التعليم وتلك المهارات عائد استثماري.

ويمضي بالقول: «تعد خطة مستقبل الاختبارات الوطنية واختبار الإمارات القياسي «إمسات» خلال ال50 عاماً المقبلة، من خلال نظام جديد يعتمد على التكنولوجيا والابتكار تعبيراً صادقاً لتوجيهات القيادة الرشيدة نحو بناء إنسان جديد قادر على احترام وتقدير الآخر، والانتقال به من المحلية إلى العالمية، بامتلاك مهارات متعددة، منها القيادة والإدارة والتواصل الاجتماعي، وتحول المعلم من العصر الورقي إلى الرقمي».

علامة فارقة

ويقول علي شبدار، مدير الابتكارات في شركة «زوهو»، الشركة التكنولوجية المتخصصة بتطبيقات الأعمال القائمة على السحابة، إن استعراض وزارة التربية والتعليم لنظام جديد للاختبارات يعتمد على التكنولوجيا والابتكار، سيشكل علامة فارقة في تطور النظام التعليمي وشكل المخرج والإنسان الذي نريده للمستقبل.

وأضاف: «من خلال الشراكة مع شركات التكنولوجيا، شرع قطاع التعليم في الإمارات بتجربة آليات جديدة لتطوير عملية التعليم للأجيال المستقبلية في الدولة أثمرت عن قيام العاملين في القطاع التربوي المحلي بتحديد طرق ملهمة لتوظيف الرقمنة في الأنشطة اليومية للطلبة داخل صفوفهم».

وقال: إن هناك شروطاً لرقمنة الامتحانات والمناهج التفاعلية، منها تحقيق تكافؤ الفرص للمتعلمين عبر توفير الوسائل التكنولوجية لجميع الطلبة، وتحويل عملية التعلم باستخدام تقنيات لدمج المتعلمين في حل المشكلات ومهارات التفكير العليا.

وتابع: «لا شك في رغبة وزارة التربية والتعليم في تعزيز رقمنة الاختبارات، ولو أنّ الطريق ما زال شاقاً، وتحتاج إلى تجارب عدة، حتى يتسنى تعميمها».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"