عادي
محمد الشامسي الرئيس التنفيذي للمجموعة لـ الخليج:

إدراج أسهم «موانئ أبوظبي» يعزز تحولها إلى محرك عالمي

00:00 صباحا
قراءة 7 دقائق
1
محمد الشامسي
أبوظبي: عدنان نجم

أفاد الكابتن محمد جمعة الشامسي العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لمجموعة موانئ أبوظبي، أن المجموعة نجحت في إعادة تنظيم وهيكلة الموانئ والأصول الصناعية واللوجستية والبحرية والرقمية، ما يبشر بانطلاقة حقبة جديدة في مسيرة مجموعة موانئ أبوظبي.

وقال الشامسي في حديث ل«الخليج»: «فخورون بكل ما أحرزناه من إنجازات خلال العقد الماضي، فقد تمكنا من تحقيق كافة الأهداف التي وضعناها نصب أعيننا، وانعكس ذلك في الإنجازات اللافتة التي تم تحقيقها على الرغم من التحديات التي فرضتها جائحة «كوفيد- 19»».

وأضاف: «وضعت المجموعة استراتيجية طموحة للنمو أتاحت لنا تعزيز أداء أصولنا محلياً وترسيخ مكانتنا العالمية بشكل لافت. ومن أبرز الملامح التي ميزت أعمالنا خلال العام الماضي كان التركيز على الاستناد إلى القاعدة الراسخة للنمو المحلي والانطلاق بها نحو النمو العالمي». وفي ما يلي نص الحوار:

  • ما الذي يعنيه هذا الإدراج بالنسبة لمجموعة موانئ أبوظبي؟

- يأتي هذا الإدراج كتطور طبيعي في مسيرتنا منذ التأسيس عام 2006 حتى اليوم، وما حققناه من إنجازات وتوسعات أسهمت في تحولنا من جهة محلية إلى محرك عالمي للتجارة والخدمات اللوجستية.

ونظراً للبعد الدولي في الرؤية الاستراتيجية للمجموعة، فإن إدراج أسهمنا في السوق الرئيسي لسوق أبوظبي للأوراق المالية أمر ضروري لمواكبة التوسع الكبير في أعمالنا وتلبية الاحتياجات الحالية والمستقبلية للمتعاملين، ويتيح لنا الاستفادة من فرص النمو في القطاع، كما يجسد التزامنا الثابت بضمان عائدات مستقرة وخلق القيمة للمساهمين وأصحاب العلاقة على المدى الطويل.

إضافة إلى ذلك، فإن هذا الإدراج يستند إلى الطرح الناجح لسندات مجموعة موانئ أبوظبي في إبريل من عام 2021، ما يعكس الثقة الكبيرة للمستثمرين في مكانة المجموعة وقدرتها على مواصلة النمو. واليوم تتمتع مجموعة موانئ أبوظبي بمكانة راسخة تتيح لها الاستفادة من الفرص الكبيرة داخل دولة الإمارات وخارجها في الأسواق ذات معدلات النمو المرتفعة، ويساعدها على القيام بدورها كلاعب أساسي في سلسلة التوريد العالمية وعلى خارطة التجارة العالمية.

  • حدثنا عن تفاصيل هذا الإدراج، وهل سيكون له أي تأثير على التصنيف الائتماني للمجموعة؟

- يعد هذا الإدراج اكتتاباً خاصاً، أعقبه إدراج في السوق الرئيسي لسوق أبوظبي للأوراق المالية، وستبقى «القابضة» (ADQ) مالكة لحصص الأغلبية في المجموعة بحصة تبلغ 75.44% بعد الإدراج.

وبدأ التداول بأسهمنا في سوق أبوظبي للأوراق المالية بتاريخ 8 فبراير تحت الرمز: (ADPORTS)، ويبلغ عدد الأسهم الجديدة الكلي 1,250,000,000 سهم؛ حيث طُرحت بقيمة 3.2 درهم للسهم الواحد قبل الإدراج.

أما بخصوص التأثير على التصنيف الائتماني للمجموعة، فإن المجموعة حصلت على تصنيف (+A) مع نظرة مستقبلية مستقرة من قبل وكالتي «إس آند بي» و«فيتش»، وبعد الإدراج تم تأكيد تصنيف A+ (مستقر) من قبل الوكالتين.

  • ما هي السياسة التي ستتبعها مجموعة موانئ أبوظبي في ما يخص إيرادات الأسهم؟

- تخضع سياسة إيرادات الأسهم لموافقة ومراجعة دورية من قبل المساهمين. نركز في المرحلة الحالية على النمو، ونتوقع أن تستند السياسة وبصورة دورية إلى الأداء المالي، ووضع السيولة ومتطلبات التمويل والتصنيف الائتماني للمجموعة.

  • لاحظنا خلال ال 12 شهراً الماضية العديد من التطورات والتوسعات في المجموعة، هل لك أن تحدثنا عن استراتيجية مجموعة موانئ أبوظبي؟

- لقد نجحنا في إعادة تنظيم وهيكلة موانئنا وأصولنا الصناعية واللوجستية والبحرية والرقمية، ما يبشر بانطلاقة حقبة جديدة في مسيرة مجموعة موانئ أبوظبي. ونحن فخورون بكل ما أحرزناه من إنجازات خلال العقد الماضي، فقد تمكنا من تحقيق كافة الأهداف التي وضعناها نصب أعيننا، وانعكس ذلك في الإنجازات اللافتة التي تم تحقيقها على الرغم من التحديات التي فرضتها جائحة «كوفيد- 19»؛ حيث تعمل مجموعة موانئ أبوظبي في ظل توجيهات قيادتنا الرشيدة برؤية واضحة ترمي إلى تحقيق نمو استراتيجي والارتقاء بالأداء والازدهار الاقتصادي لإمارة أبوظبي ودولة الإمارات عموماً إلى مستويات أعلى.

ولتحقيق رؤيتنا وأهدافنا وضعت المجموعة استراتيجية طموحة للنمو أتاحت لنا تعزيز أداء أصولنا محلياً وترسيخ مكانتنا العالمية بشكل لافت. ومن أبرز الملامح التي ميزت أعمالنا خلال العام الماضي كان التركيز على الاستناد إلى القاعدة الراسخة للنمو المحلي والانطلاق بها نحو النمو العالمي. وتمثلت أبرز خطواتنا في هذا المجال في تنظيم أعمالنا في خمسة قطاعات متينة مستقلة عن بعضها البعض، وتحقق أعلى درجات التكامل والتناغم فيما بينها في الوقت نفسه، ولعل أبرز مثال على أهمية هذا التنوع والتكامل هو توقيعنا لخمس اتفاقيات مختلفة مع شركة تطوير العقبة في الأردن، وما كان لذلك أن ينجح لولا اعتمادنا على هذه الركائز الخمس المتمثلة في القطاع الرقمي، وقطاع المدن الاقتصادية والمناطق الحرة، والقطاع اللوجستي، والقطاع البحري، وقطاع الموانئ.

فنحن اليوم مجموعة عالمية توفر خدمات متنوعة ونعيد تصور مستقبل التجارة العالمية، من خلال توظيف نجاحاتنا المحلية وخبراتنا الكبيرة في تمكين أعمال متعاملينا وخدمة توسعاتنا العالمية.

إن استقطاب كبرى شركات الشحن العالمية إلى موانئنا أمر بالغ الأهمية، واعتمدنا لتحقيق ذلك استراتيجية مميزة ترتكز على إتاحة الفرصة أمامهم للاستثمار لدينا ومشاركتنا في بناء محطات مخصصة لهم تخدم جميع عملياتهم وخطوطهم الملاحية وبالتالي ننمو معاً ونحق المزيد من الازدهار في الأعمال. فشراكاتنا الاستراتيجية كانت مدروسة، والنمو الذي حققناه كان قائماً على هذه الشراكات التي حرصنا أن تكون مع أفضل الشركاء حول العالم.

1

 

  • ما هي أهم الإنجازات التي تم تحقيقها في هذا الإطار؟

- بداية حققت المجموعة أداء تشغيلياً ومالياً قوياً خلال 2021، كما سجلت أحجام الحاويات التي تمت مناولتها زيادة لافتة على الرغم من بعض القيود التي لا يزال يشهدها قطاع الشحن والحاويات العالمي.

وشهد الإصدار الناجح لسندات مجموعة موانئ أبوظبي بقيمة مليار دولار والتي يتم إدراجها في سوق لندن للأوراق المالية (LSE) وسوق أبوظبي للأوراق المالية (ADX) إقبالاً واسعاً؛ حيث تجاوزت مستويات الاكتتاب 4.5 أضعاف الطرح خلال فترة الذروة.

كما واصلت المجموعة تعزيز محفظة أصولها منذ مطلع العام عبر إضافات جديدة تسهم في إحداث أثر إيجابي على التجارة الإقليمية خلال الأعوام المقبلة.

وشهد العام الماضي 2021 عملية تجديد هويتنا المؤسسية والتي أثمرت عن إعلان اسم جديد وإعادة تنظيم شاملة واستراتيجية لكامل محفظة أعمالنا؛ حيث جرى توزيعها على خمسة قطاعات كما ذكرنا سابقاً وباتت تشكل سوياً قوةً لا يُستهان بها تسهم في دعم نمو أبوظبي ودولة الإمارات وتسعى لزيادة حجم الأعمال والإيرادات. وها نحن الآن مستعدون لحقبة جديدة من التوسّع. وساعدنا ذلك على تسريع نمو أصولنا الحالية وزيادة القيمة التي تقدمها عبر التركيز على عمليات التوسع وإبرام الشراكات والاستفادة من ثمار الازدهار الاقتصادي الذي يحققه اقتصاد إمارة أبوظبي.

كما قمنا بالتوقيع على عدد من الاتفاقيات الاستراتيجية مع شركة تطوير العقبة تنص على تنفيذ مشاريع تطويرية في مجالات السياحة والخدمات اللوجستية والنقل والقطاع البحري في مدينة العقبة بالمملكة الأردنية الهاشمية، وتتعلق الشراكات الاستراتيجية مع الأشقاء الأردنيين بتطوير منطقة مرسى زايد، ومحطة السفن السياحية، ونظام رقمي متقدم لمنظومة الموانئ، وتطوير وتحديث ميناء متعدد الأغراض، وتحديث وتطوير مطار الملك حسين الدولي. كما وقعنا مذكرة تفاهم مع الشركة العامة للموانئ في العراق بهدف تطوير علاقات التعاون والشراكة في مجال النقل بشكل عام والنقل البحري بشكل خاص.

وشهد العام الماضي أيضاً وبحضور صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، ورجب طيب أردوغان، رئيس الجمهورية التركية، توقيع اتفاقية استراتيجية للشراكة بين مجموعة موانئ أبوظبي وصندوق الثروة السيادي التركي لاستطلاع الفرص الاستثمارية لتطوير وتشغيل الموانئ وتنسيق الجهود المشتركة لدراسة عدد من المشاريع الاستثمارية في القطاع اللوجستي في تركيا.

كما وقعنا أيضاً اتفاقية مبدئية مع كل من شركتي ديار المحرق و«إيجل هيلز ديار» لاستطلاع فرص تطوير وتشغيل محطة للسفن السياحية والبنية التحتية المتعلقة بها في مملكة البحرين. وقامت المجموعة أيضاً بتوقيع مذكرة تفاهم مع شركة المجموعة المصرية للمحطات متعددة الأغراض الذراع التجارية لوزارة النقل، بهدف تطوير وتشغيل محطة متعددة الأغراض بميناء سفاجا البحري وتعزيز علاقات التعاون والشراكة وتبادل الخبرات وأفضل الممارسات التي يتبناها الطرفان في أعمالهم.

  • هل يمكن اطلاعنا على الجديد في قطاع المدن الاقتصادية والمناطق الحرة؟

- على صعيد قطاع المدن الاقتصادية والمناطق الحرة، وقعت «كيزاد» اتفاقية مدتها 25 عاماً مع «ليبيديكو»، الشركة العالمية المتخصصة في التنقيب عن الليثيوم وتطويره، تنص على بناء منشأة صناعية لإنتاج الليثيوم تعد الأولى من نوعها في منطقة الشرق الأوسط وباستثمار يبلغ 348 مليون درهم (95 مليون دولار).

كما أبرمنا شراكة مع هيليوس للصناعة تأسيس مصنع لإنتاج الأمونيا الخضراء في «كيزاد» بهدف إنتاج حوالي 200 ألف طن من الأمونيا الخضراء باستخدام 40 ألف طن من الهيدروجين الأخضر، لتكون بذلك المنشأة الأولى من نوعها في الإمارة والتي تقوم بإنتاج الأمونيا الخضراء باستخدام مصادر طاقة متجددة.

وبالشراكة مع مجموعة غسان عبود، تم مؤخراً الإعلان عن تأسيس «المركز الإقليمي للأغذية- أبوظبي» بالتعاون مع شركة «رونجيس»، الذي يعد واحداً من أكبر المراكز من نوعها في المنطقة لتجارة الجملة للأغذية المتنوعة والخدمات اللوجستية المرتبطة بها؛ إذ يمتد على مساحة 3.3 كيلومتر مربع في «كيزاد». ونسعى من خلال هذا المشروع إلى تعزيز جهود الإمارات في إطار جهودها الحثيثة لتكون في المركز الأول في مؤشر الأمن الغذائي العالمي بحلول عام 2051.

ويسهم المركز في تسهيل العمليات التجارية الخاصة بالمواد الغذائية بأنواعها، ويتيح للشركات من جميع أنحاء العالم عرض منتجاتها ما يوفر للمشترين آلاف الخيارات من الأغذية الطازجة.

حول أحدث التطورات التي شهدتها المجموعة مؤخراً، قال الشامسي: ان أحدث التطورات التي شهدتها مجموعة موانئ أبوظبي خلال الأيام القلية الماضية، هي الاستحواذ على شركة «دايف تيك» لخدمات الهندسة البحرية وضمها إلى محفظة أعمالنا ما يتيح لنا توسيع نطاق الخدمات التي يقدمها القطاع البحري التابع للمجموعة.

أضاف: أعلنا عن توقيع اتفاقية مع شركة «ميتال بارك للاستثمار الشرق الأوسط» لتأسيس مجمع متكامل للصناعات المعدنية في «كيزاد» ما يؤكد التزامنا بدعم الجهود الرامية إلى تحقيق أهداف التنويع الاقتصادي، خصوصاً أن الصناعات المعدنية تشكل دعماً مهماً للكثير من القطاعات الصناعية الأخرى.

كما يشكل الاستحواذ على القاطرة الجديدة التي أطلق عليها اسم «السميح» وإضافتها إلى أسطول مجموعة «سفين»، خطوة مهمة تسهم في تعزيز قدراتنا على تلبية الاحتياجات التجارية المتنامية وتسهيل العمليات اللوجستية التي تواصل نموها وتطورها على امتداد المنطقة.

الشراكات والتوسعات الدولية

على صعيد الشراكات الدولية والتوسعات الدولية والإقليمية، وقعت المجموعة عدداً من الشراكات الاستراتيجية بهدف دعم نمو قطاع التجارة والخدمات اللوجستية في الإمارات وخارجها، على رأسها اتفاقية الامتياز التي تم توقيعها مع مجموعة «سي إم إيه سي جي إم» الفرنسية الرائدة عالمياً في قطاع الشحن والخدمات اللوجستية لإنشاء محطة حاويات جديدة في ميناء خليفة باستثمار يبلغ 570 مليون درهم. ليكون بذلك ميناء خليفة مقراً إقليمياً لثلاث من أكبر شركات الشحن في العالم.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"