عادي
وجه في الأخبار

ثالث الثلاثة.. وشبيه أندروبوفسيرجي شويغو

01:10 صباحا
قراءة دقيقتين
1

بحكم وظيفته، التي تتطلب التكتم والانضباط، يحتل وزير الدفاع الروسي سيرجي شويغو ( 66 عاماً) موقعاً حيوياً في السلطة الروسية، ويشكل مع الرئيس فلاديمير بوتين ووزير الخارجية سيرجي لافروف، النواة الصلبة للقيادة السياسية والعسكرية في موسكو.

تؤكد إضبارات سيرته الذاتية، أن نجم شويغو بدأ يلمع منذ حرب الشيشان الثانية عام 2000، عندما كان وزيراً للدفاع المدني وشؤون الطوارئ، ومنذ تلك الفترة أدى المهمات التي أنيطت به بنجاح وكسب ثقة مرؤوسيه، فقد انتهت حرب الشيشان بنصر عسكري ساحق، كما لعب دوراً مهماً في أحداث جورجيا في 2008 التي أفضت إلى انفصال جمهوريتي أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا.

عام 2012، كان حاسماً في مسيرة شويغو الذي أمضى 6 أشهر محافظاً لموسكو، قبل أن يعينه بوتين وزيراً للدفاع في نوفمبر من العام نفسه، ومنذ ذلك الوقت بدأ في تنفيذ خطة شاملة لتحديث قدرات الجيش الروسي، ويعتبر مهندس التطوير العسكري والقائم على إنتاج الأسلحة المتطورة فائقة السرعة. ولا يعرف عن شويغو تصريحات منشورة كثيرة، وإن صرح فلا يلجأ كثيراً إلى الثرثرة الدبلوماسية، لأنه مسؤول عسكري، رغم أنه في الأصل مهندس معماري واقتصادي، ولم يتخرج في أكاديمية عسكرية. ومع ذلك يشهد له نظراؤه الأجانب والإعلام الغربي، قبل أزمة أوكرانيا أن وزير الدفاع الروسي رجل دولة وقائد عسكري، قبل أن ينقلب الإعلام الغربي عليه بعد الرابع والعشرين من فبراير الماضي.

في عام 2014 قاد شويغو الاستيلاء العسكري على شبه جزيرة القرم، التي كانت تحت سيطرة أوكرانيا، دون إراقة دماء. وفي العام الذي يليه، دخلت القوات الروسية إلى جانب الحكومة السورية، وانطلاقاً من قاعدة «حميميم»، أطلقت موسكو عمليات عسكرية كبيرة مكنت دمشق في ظرف وجيز من السيطرة على معظم الأراضي التي كانت تحت سيطرة قوى معارضة وجماعات إرهابية.

ويعتبر شويغو قائد القوات المسلحة الروسية الحقيقي، ويتخذ مع بوتين القرارات العسكرية والسياسية المهمة. ومنذ توليه وزارة الدفاع، نجح في وضع استراتيجية عسكرية طويلة الأمد، تقوم على الجاهزية الدائمة للمعركة. كما تبنى التعويل على الابتكار العالي للتقنية، وعلى ذلك الأساس شكَّل قيادة إلكترونية ودمج القوة الجوية وقوة الفضاء في قوات الفضاء الروسية الجديدة، كما رفع رواتب الضباط، وفي الوقت نفسه، جعل من المستحيل تقريباً على الشباب الروسي تجنب الخدمة العسكرية.

وبعد النجاحات العسكرية في شبه جزيرة القرم وسوريا، أصبح في نظر العديد من المراقبين أن وزير الدفاع الحالي أصبح الأقرب لخلافة بوتين في رئاسة البلاد، وهناك من شبهه بالرجل السوفييتي القوي يوري أندربوف، الذي رئس جهاز المخابرات السوفييتية ال«كي جي بي» بين 1976 و1982 من القرن الماضي، وكان الرجل الثاني بعد الزعيم السوفييتي ليونيد برجنيف وخلفه بعد مماته وقاد السوفييت عامين إلى عام 1984.

وفي خضم الأزمة الأوكرانية الحالية وما قبلها، بدا دور شويغو محورياً في الأحداث. وتقول التقارير الغربية إنه إذا كان هناك شخص يسلم له بوتين أُذنه فإن سيرغي شويغو المقرب منه منذ فترة طويلة، فهو من يردد دائماً موقف بوتين المتمثل في تجريد أوكرانيا من السلاح وحماية روسيا من التهديد العسكري الغربي.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"