ثقافة العطاء

00:10 صباحا
قراءة دقيقتين
صباح الخير

دائماً ولدى كل الشعوب والمجتمعات، يشكل العطاء بكل صوره ومستوياته وروافده وآفاقه، عنصراً أساسياً في تطوير العمران الإنساني، وتقدم المجتمعات في مختلف المجالات؛ إذ لا يمكن أن يتحقق أي تقدم، من دون عطاء وتضحية إنسانية، تتجه صوب تذليل العقبات، وتوفير المتطلبات، وتلبية الحاجات.
 والعطاء الذي نعدّه جسر العبور، إلى تقدّم الأمم والمجتمعات وتطورها، ليس محصوراً أو محدداً في جانب، فهو مطلوب في كل المجالات، ويسع كل التعبيرات والمبادرات التي تتجه صوب خدمة المجتمع في أي حقل من حقول الحياة. وتقدم المجتمعات يحتاج إلى كل ذرة عطاء وتضحية، لبناء المجتمع وعزته؛ فالعطاء يتجسّد في الكلمة الطيبة والإنفاق المادي والسخاء الاجتماعي والجهد التبرعي. 
ولعل من المكاسب الاجتماعية الكبيرة، التي تراكمت في مجتمعنا عبر السنين، النزوع الفطري والسريع عند الكثير من أبناء المجتمع، للإسهام والمشاركة في الأعمال والأنشطة التطوعية التي تقدم مكسباً عاماً، أو تحقق خدمة وطنية، أو تسعى نحو تأكيد قيم التضامن والتعاضد والتعاون.
إننا ندعو إلى ضرورة تأصيل ثقافة العمل التطوعي ومجالاته الاجتماعية والخدمية والإنسانية. وعلى المؤسسات الوطنية، إقامة المنتديات والمؤتمرات التي تؤصل هذه المفاهيم، ودورها في التنمية الوطنية، وتشجيع تبادل الخبرات بينها.
ندعو كذلك، إلى ضرورة العناية بالمبادرات الثقافية والأدبية والفنية التي تشكل رافداً أساسياً من روافد التطوير، لأنها تسهم في مد المجتمع بجملة من القيم والمبادئ، وتبلور آفاق العمل الاجتماعي، وتحدث الزخم الضروري لأية عملية تطور مجتمعي.
والدول المتقدمة تسعى إلى تصدير صناعاتها الثقافية والفنية، لأنها الوسيلة الفضلى لتعريف الآخرين بتاريخها وطبائعها ومدارسها الأدبية والفنية ومنجزاتها الثقافية والعلمية؛ وهذا ما أولته دولة الإمارات عناية كبرى، فغدت من الدول التي تسعى المجتمعات، حتى المتقدمة منها، إلى تمثّل تجربتها الغنية؛ فالمبادرات الإنسانية الحضارية لا تتوقف على مدار العام، وهذا ما أثار الحماسة لدى كل من يقيم على هذه الأرض الطيبة، بأن التطوّع وعمل الخير والمبادرة إلى تقديم المساعدة لمن يحتاج إليها، جزء أصيل من سلوكهم. 
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"