عادي
وجه في الأخبار

أحمد الخطيب.. قامة كويتية ورمز للفكر القومي

01:20 صباحا
قراءة 3 دقائق
1
image_6483441(2)

شيعت الكويت صباح أمس الدكتور أحمد الخطيب، الذي ألقى نبأ وفاته مساء الأحد بظلال من الحزن على الكويت والمنطقة الخليجية والعربية، واستحضر من نعوه، بحسرة وألم مسيرته، الزاخرة بالمواقف والتضحيات، التي تجاوزت حدود الكويت إلى الأمة العربية جمعاء، باعتباره واحداً من صناع الفكر والسياسية منذ منتصف القرن العشرين، وأحد فرسان الفكر القومي العربي، وبطلاً في العمل الاجتماعي بحكم عمله طبيباً، إذ إنه أول دكتور حاصل على شهادة الطب البشري في تاريخ الكويت.

ولد الراحل عام 1927 في منطقة الدهلة في مدينة الكويت، وهو الأخ الأصغر لجاسم الخطيب والفنان عقاب الخطيب أحد رواد الحركة المسرحية، ودرس الطب في الجامعة الأمريكية في بيروت.

والفارس، الذي ترجل عن عمر 95 عاماً، يعتبر أحد رموز الفكر والسياسة في الكويت والساحة العربية، لما تميزت به مواقفه السياسية البارزة والمشهودة في الانتصار للحق خلال تاريخه البرلماني والنضالي العريق، مثلما وصفته صحيفة «القبس». فمن بواكير حياته انخرط في العمل السياسي وقدم إسهامات مقدرة شارك بها في صياغة مستقبل بلاده، وظل على ذلك طوال حياته حتى وافاه الأجل، ليبقى رمزاً وطنياً كبيراً يحظى بالتقدير والاحترام وصاحب بصمة لا تمحى في تاريخ الكويت. ولا يختلف اثنان في الكويت على أن الراحل أحمد الخطيب، جزء من تاريخ البلاد ومدرسة وطنية وقامة عالية بحسن الخلق والحكمة وبُعد النظر، وطوال مسيرته السياسية لم يكن على هامش الأحداث وإنما فاعل ومؤثر وصانع لها، فهو أحد المشاركين في كتابة دستور الكويت، وكان نائب رئيس المجلس التأسيسي، في عام 1962،ثم عضوا مجلس الأمة لدورات برلمانية عدة لأكثر من 30 عاما، واستمر في عمله السياسي بنفس العزيمة والصبر والرؤية حتى العام 1996 عندما قرر الاعتزال لإعطاء فرصة للشباب في إكمال مسيرة البناء والإصلاح، وبموازاة عمله البرلماني، كان الخطيب أحد دعاة التنوير والاعتدال، فأسس صحيفة «الطليعة»، التي كانت لسان حال الحركة الوطنية الكويتية، ومنبراً لترسيخ الاستقلال الثقافي والاجتماعي للبلاد.

وتذكر وكالة الأنباء الكويتية «كونا» أن آخر تغريدة للراحل على حسابه الخاص على «تويتر» كانت يوم 26 فبراير الماضي حين كتب «بمناسبة العيد الوطني والتحرير.. لنستذكر دور الشعب الكويتي وشهداء الكويت في الحفاظ والتمسك بهذا الوطن والدستور الذي التف عليه كل الشعب لعودة الشرعية للكويت. كل عام والكويت بخير»

وعلى المستوى العربي، للراحل أحمد الخطيب دور تنويري تجاوز حدود الكويت، فكان أحد مؤسسي حركة القوميين العرب، مع جيل من الرواد، أبرزهم جورج حبش ووديع حداد وكمال جنبلاط وحامد الجبوري، وغيرهم ممن حملوا رايات الدفاع عن حقوق الأمة العربية وعدالة قضاياها في التحرر من الاستعمار ومكافحة الفقر والأمية وكل معرقلات النمو والازدهار.

كما يذكر له التاريخ أنه لعب دوراً بارزاً عندما طالبت العراق ضم الكويت مطلع الستينيات، عندما سافر إلى مصر مستثمراً علاقته الجيدة مع الرئيس المصري الراحل جمال عبدالناصر وشارحاً وجهة النظر الكويتية التي لاقت تأييداً مصرياً وعربياً.

ومثلما ساهم مبكراً في دعم القضية الفلسطينية وسجل وقفات نضالية سيحفظها له التاريخ، كان أيضاً في طليعة المفكرين العرب دعماً للثورة الجزائرية للتحرر من الاستعمار الفرنسي في خمسينيات القرن الماضي. كما كان للراحل أحمد الخطيب عملٌ ذو أبعاد إنسانية وعالمية تجاوزت الحدود الجغرافية للوطن العربية، وهو ما ترك له أثراً طيباً تجعل من مسيرته قيمة ثابتة في تاريخ الكويت والمنطقة العربية.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"