عادي

الفلسفة.. علم ضروري يسائل الأخلاق والسياسة

23:22 مساء
قراءة دقيقتين
2401

يعرض كتاب «الفلسفة والفلاسفة.. مقدمة للفلسفة الغربية» لجون شاند ترجمة نجيب الحصادي، تاريخ الفلسفة الغربية، و يهدف إلى تأمين مصدر مفيد لطلاب الفلسفة، في مراحل أكثر تقدماً، وتعرض الفلسفة في هذا الكتاب، عبر دراسة فكر الفلاسفة المبرزين، والتركيز على ما يعد بوجه عام مجالات الفلسفة المحورية: طبيعة الفلسفة نفسها، نظرية المعرفة، والطبيعة الجوهرية التي تسم الواقع، ويمكن قراءة مختلف فصول الكتاب وأجزائه بشكل منفصل، فهي مستقلة نسبياً، على الرغم من أن هناك أثراً تراكمياً مفيداً، ينجم عن قراءة الكتاب، وفق الترتيب الذي جاء به.

يقول المؤلف: «بطبيعة الحال يستحيل التعامل مع كل خلاف حول التأويل، على الرغم من أنني حاولت قدر الإمكان إيفاء شرطي الوضوح والدقة، ويتعين النهج العام في عرض كل فيلسوف في تصور، يحاول جعل آرائه مرتبطة بشكل مقنع، عوضاً عن تعريضها لتشريح نقدي مكثف، غير أن هناك بعض الملاحظات النقدية، التي تنشأ بشكل طبيعي عن هذا العرض».

يصعب بالفعل تقديم تصور للملامح المميزة للفلسفة، والسبب في صعوبة الإجابة عن سؤال ماهية الفلسفة، يشكل على نحو مفارق، إجابة من نوع ما، ثمة جزء أساسي من الفلسفة يتعين في إعادة تقويم الفلسفة لنفسها، إنها تنزع إلى طرح أسئلة عامة وأساسية، وهي تثير مشكلات لا تعد عادة مشكلات في معظم مجالات البحث الإنساني الأخرى. تعتبر حرية الفكر من ضمن الجوانب التي تفيدنا في فهم طبيعة الفلسفة، وهي تشكل أحد أسباب فتنة هذا الموضوع الأساسية، ففي الفلسفة ليس ثمة سؤال غير قابل في ظاهره لأن يسأل، ولا مدعاة لأن تكون الفلسفة دفاعية أو خجلى بخصوص طبيعتها أو وجودها.

يقال أحياناً إن موضوع الفلسفة ينأى كثيراً عن أي شيء، يحوز أهمية عملية في الحياة، لكن حتى لو كان هذا صحيحاً، فإنه لا يلزم أن الفلسفة لا تستحق الانشغال بها، فقد تكون مهمة في ذاتها، ثم إن الفلسفة تقوم فعلاً بفحص أفكار في الأخلاق والسياسة، ذات نتائج عملية مباشرة، ومن بين الأسئلة التي تجعل الفلسفة مهمة، أنها تتقصى أكثر من غيرها، وعلى نحو حر، افتراضات وفروضاً مسبقة، يتبناها الناس، ما كان لها في غياب الفلسفة إلا أن تظل بمنأى عن الشك، وكثير من هذه المعتقدات الأساسية التي قد يسلم بها الناس، يفضي ويؤسس لمعتقدات أخرى، ذات نتائج عملية، تحدد ما يعتقده الناس، والكيفية التي يسلكونها.

يشير المؤلف إلى أنه طالما لم يغلق على الناس في نسق ثابت من الأفكار والمعتقدات، أو يرتبطوا به بقوة، سوف تظل هناك فلسفة دائماً، وليست الفلسفة نوعاً من الرفاهية، فهي تصبح في واقع الأمر ضرورة، بمجرد أن يصبح الناس قادرين وراغبين في التفكر بحرية في معتقداتهم، وتؤمن العواقب المروعة التي نجمت عن المعتقدات المتبناة بشكل جازم، عبر التاريخ الإنساني، شهادة كافية على الحاجة إلى فعل التفلسف، إن الفلسفة تنفذ في أعماق معتقداتنا المتعلقة بالعالم، وبموضعنا فيه.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"