عادي

غابات الأمازون تقترب من «نقطة اللاعودة»

23:51 مساء
قراءة دقيقتين

تحت وطأة الاحترار وإزالة الغابات، تقترب غابات الأمازون من «نقطة اللاعودة» بسرعة أكبر مما كان متوقعاً، ما يعني أن أكبر غابة استوائية في العالم وحوض الكربون الحيوي لتوازن الكوكب قد يتحولان إلى سهل عشبي.

ولبلوغ هذه الخلاصة المقلقة الجديدة، التي نشرتها مجلة «Nature Climate Change»، حلل الباحثون 25 عاماً من بيانات الأقمار الاصطناعية لتقويم مرونة غابات الأمازون في مواجهة حالات قصوى مثل الحرائق أو الجفاف.

وانخفض هذا المؤشر الرئيسي لصحة نظام الأمازون البيئي في أكثر من 75% من مساحة هذه الغابات، مع تدنٍّ يصل إلى 50% في القدرة على الصمود في الأماكن التي تعاني الوضع الأسوأ، خصوصاً تلك الواقعة قرب الأنشطة البشرية أو المتأثرة بالجفاف، على ما أوضح تيم لينتون، الباحث المشارك في إعداد الدراسة من جامعة إكستر البريطانية لوكالة «فرانس برس».

وبحسب النماذج البيانية، يمكن أن يحوّل الاحترار وحده غابات الأمازون إلى سهول عشبية بصورة نهائية.

وحذر خبراء المناخ التابعون للأمم المتحدة (الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ) في تقرير نشروه الأسبوع الفائت من هذا الاحتمال الذي قد يستحيل واقعاً بحدود عام 2050 وفق بعض النماذج البيانية.

تفاعلات

وأضاف لينتون، «لكن من الواضح أن الأمر لا يتعلق فقط بتغير المناخ، فالناس يقطعون أشجار الغابات أو يحرقونها، ما يمثل عنصر ضغط ثانياً»، و«ثمة تفاعل بين هذين العاملين، لذلك هناك مخاوف من أن يحدث الانتقال في وقت أقرب».

إضافة إلى الأمازون، هناك أنظمة مهمة لتحقيق توازن الكوكب، مثل القمم الجليدية والتربة الصقيعية (الأرض المتجمدة بشكل دائم، لا سيما في سيبيريا)، التي تحتوي على كميات هائلة من الميثان أو ثاني أكسيد الكربون، والشعاب المرجانية، ونظام الرياح الموسمية في جنوب آسيا أو تيارات المحيط الأطلسي، مهددة بفعل «نقاط التحول» هذه، والتي يمكن أن تغيّر العالم الذي نعيش فيه بشكل جذري.

وبحسب دراسة حديثة، تحوّلت غابات الأمازون البرازيلية التي تمثل 60% من إجمالي مساحة الأمازون، من «بالوعة كربون» إلى مصدر صافٍ لانبعاثات الكربون، ما أدى إلى إطلاق كميات من غاز الدفيئة القوي تفوق ب20 % تلك التي امتصتها هذه الغابات خلال العقد الفائت.

وحذر معدو الدراسة من أن تحول حوض الأمازون إلى سهل عشبي سيكون له عواقب وخيمة على الصعيدين الإقليمي والعالمي.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"