عادي
كارثة إنسانية في أوروبا

ما تداعيات موجة النزوح الأوكرانية على القارة العجوز؟

17:27 مساء
قراءة 3 دقائق

إعداد: وائل الغول

أزمة إنسانية، وموجة نزوح غير مسبوقة، وتخوفات دولية من تداعيات مستقبلية، هكذا يتصاعد مسار أزمة الأوكرانيين الفارين إلى أوروبا، بعد تقديرات أممية بنزوح الملايين من بلادهم، وسط تخوف من ظهور أزمة لجوء غير مسبوقة في القارة العجوز منذ عقود، فما تداعيات تلك الأزمة الإنسانية.. على أوكرانيا وأوروبا حاضراً ومستقبلاً؟

نازحون بالملايين

المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قدرت عدد الفارين من أوكرانيا منذ بدء العملية العسكرية الروسية في 14 فبراير، بنحو مليوني شخص، متوقعة أن يصل العدد إلى 4 ملايين لاجئ إذا استمرت الأزمة لفترة أطول.

فيما يعتقد الاتحاد الأوروبي أن هذا الرقم قد يرتفع إلى 7 ملايين لاجئ، في وقت قد يتأثر فيه 18 مليون أوكراني بالحرب الروسية الأوكرانية.

1
د۔ أيمن زهري

وعلى نحو متصل حذرت الأمم المتحدة أيضاً من أزمة النازحين داخل أوكرانيا الذين لم يغادروا الحدود، وقدرت عدد النازحين داخلياً في أوكرانيا بنحو 160 ألف شخص على الأقل.

موقف أوروبي موحد

من جانبه يؤكد الدكتور جاسم محمد رئيس المركز الأوروبي للدراسات والاستخبارات في ألمانيا، أن الاتحاد الأوروبي يعاني الكثير من المشكلات والخلافات والانقسامات حول قضية اللجوء والهجرة غير الشرعية إلى أوروبا.

وأضاف في تصريحات خاصة ل«الخليج»، أن أوروبا عانت انقسامات واضحة ولم يكن لديها استراتيجية موحدة للتعامل مع قضية اللاجئين، وهو ما ظهر جلياً خلال موجة نزوح اللاجئين خلال عامي 2014 و2015، وكان هؤلاء اللاجئين من خارج دول أوروبا.

وتابع قائلاً: «الآن هناك أزمة إنسانية كبرى في أوروبا، فتغيرت استراتيجية القارة العجوز في التعامل مع الأزمات، وبعد الحديث عن تدفق موجات من أوكرانيا تغير الوضع تماماً وهناك توافق بين دول أوروبا واستعداد سياسي واجتماعي لاستقبال اللاجئين من أوكرانيا، وخصص الاتحاد الأوروبي ميزانية خاصة لدعم الدول التي تستقبل هؤلاء اللاجئين الأوكرانيين».

1
د۔ جاسم محمد

وأشار إلى أن أغلب الحكومات الأوروبية قد أعلنت عن منحها اللاجئين الأوكرانيين حق الإقامة لمدة 3 سنوات، وهناك عدد من المؤسسات الأوروبية التي تعمل على مساعدة هؤلاء اللاجئين بعد وصولهم إلى دول جوار أوكرانيا.

وعن تداعيات تلك الأزمة على أوروبا، أوضح رئيس المركز الأوروبي للدراسات والاستخبارات، أن موجة الهجرة من أوكرانيا ستتجاوز أضعاف المهاجرين إلى أوروبا على مدار السنوات الماضية، مؤكداً أن التقديرات تشير إلى تجاوز عدد اللاجئين 5 أو 6 ملايين من جرّاء الأزمة الأوكرانية، وهو ما يعني أن الأمر ستكون له تداعيات خطرة مستقبلاً.

ليسوا لاجئين

على جانب آخر، رفض الدكتور أيمن زهري، خبير السكان ودراسات الهجرة، وصف الفارين من أوكرانيا ب«اللاجئين».

وأكد في تصريحات خاصة ل«الخليج»، أن الأوكرانيين الذين غادروا بلادهم لا يعتبروا لاجئين لأنهم استقبلوا بحفاوة بالغة داخل أوروبا، ولم تنطبق عليهم الطريقة التي تتعامل بها المفوضية السامية لشؤون اللاجئين في تحديد صفة اللاجئ، فقد استقبلوا كضيوف مرحب بهم.

وأشار خبير السكان ودراسات الهجرة إلى أن جزءاً من هذا الترحيب والحفاوة بالأوكرانيين قد جاء «نكاية في روسيا»، كما أن الدول التي استقبلت الأوكرانيين لديها صلات قرابة مع هؤلاء الأشخاص، مستشهداً بأنه يتم استقبال هؤلاء الفارين من الحرب بشكل لائق جداً ويتم توفير كافة المتطلبات لهم.

وتابع زهري قائلاً: أوكرانيا دولة كبيرة سواء من حيث المساحة أو عدد السكان الذي يبلغ 43 مليوناً ونصف المليون شخص، وهم قوى بشرية هائلة، وأغلب دول الجوار الأوكراني تعاني عجزاً ديموغرافياً فلا مانع من ضخ دماء جديدة في الجسد الأوروبي الشائخ من خلال هؤلاء الفارين وخاصة أنهم قدموا من ثقافة مماثلة لتلك السائدة في الدول المجاورة.

واستطرد خبير السكان ودراسات الهجرة قائلاً: داخل أوروبا لا تخوفات من تغير أو تحول ثقافي للدول التي ذهب إليها الأوكرانيون الذين فروا من الحرب، وإن كثر عددهم سيتم استيعابهم في الدول التي ذهبوا إليها وبإمكانهم الاندماج في النسيج المجتمعي الأوروبي.

وعن تداعيات تلك الأزمة، يرى زهري أن أوكرانيا ستعاني مشكلات مستقبلية وعلى رأسها «عجز سكاني» نتيجة تلك الهجرات.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"