من نافذة أخرى

00:27 صباحا
قراءة دقيقتين

فيصل عابدون

بعيداً عن ضجيج الحرب الجديدة أو صخب الابتهاج بانتهاء جائحة كورونا، هناك أشكال من الضجيج اليومي الذي يتعرض له الإنسان ويشكل خطراً على صحة سمعه وتهديداً بفقدانه لها. وهي حاسة يتمتع بها الإنسان وغالباً ما تجد منه الإهمال وقلة التركيز، هي حاسة فائقة الأهمية في تحقيق توازن الجسد البشري ودعم قدرته على الاستمتاع بالحياة نفسها.

 ومن جوانب الإهمال والتهميش التي تتعامل بها الغالبية الكبرى من البشر مع قدراتهم السمعية أن ذكرى اليوم العالمي للسمع مرت منتصف هذا الأسبوع بهدوء ومن دون أن تحظى بالقدر المعقول من الانتباه وحتى من دون أن يفطن الكثير من الناس إلى هذه المناسبة التي تصادف الثالث من مارس/آذار من كل عام.

 وفي واقع الأمر، فإن حاسة السمع تحوز أفضلية نسبية حتى على حاسة النظر، وتقول الدراسات إن الإنسان يسمع بشكل أفضل مما يرى، إذ إن هذا الجهاز الصغير العجيب يعالج نحو 50 انطباعاً في الثانية، أي ضعف ما تقوم به العين. كما أن لدى الأذن القدرة على التمييز بين 400 ألف صوت، وكذلك معرفة مصدرها على وجه الدقة. وتعمل نحو 25 ألف خلية شعيرية بكامل طاقتها، على مدى 24 ساعة في اليوم.

ومع احتوائها على هذه الإمكانيات الهائلة والقدرات المدهشة، فإن الإنسان عرضة لفقدان هذه الحاسة المهمة بشكل كامل أو جزئي حال تعرضه للأصوات العالية بشكل منتظم ولفترات طويلة. وتؤكد الدراسات العلمية أن التعرض للأصوات العالية يؤدي إلى فقدان مؤقت للسمع. لكن التعرض المطول أو المتكرر يمكن أن يؤدي إلى تلف دائم في السمع، ما يؤدي إلى صمم لا يمكن علاجه.

 وتقول بنتي ميكلسن، مديرة إدارة الأمراض غير السارية في منظمة الصحة العالمية: إن ملايين الشبان اليافعين والشباب معرضون لخطر فقدان السمع بسبب الاستخدام غير الآمن للأجهزة الصوتية الشخصية والتعرض لمستويات من الأصوات الضارة في أماكن مثل النوادي الليلية والحانات والحفلات الموسيقية والأحداث الرياضية.

 وأطلقت منظمة الصحة العالمية شعار «اعتن بسمعك وانعم به مدى الحياة»، ليكون عنواناً لفعاليات اليوم العالمي للسمع لعام 2022. وأصدرت من ضمن فعالياتها معايير وشروطاً دولية للاستماع. ومن ضمن هذه المعايير ألا يتجاوز متوسط مستوى الضوضاء 100 ديسيبل كحد أقصى في المناسبات العامة، وأماكن الترفيه والفعاليات التي يتم فيها تشغيل الموسيقى. بالإضافة إلى تدريب الموظفين وإبلاغهم بأهمية حماية السمع الجيد.

 وفي سياق مسؤولياتها في المحافظة على الصحة العامة ومشاركة المعلومات، أطلقت منظمة الصحة العالمية في ذكرى اليوم العالمي للسمع، تحذيرات من أن أكثر من مليار شخص ممن تتراوح أعمارهم بين 12 و35 عاماً معرضون لفقدان حاسة السمع بسبب الضجيج الناجم عن الاستماع المطول والمفرط للموسيقى الصاخبة والأصوات الترفيهية الأخرى. وأكدت المنظمة أن فقدان حاسة السمع يمكن أن يتسبب في عواقب وخيمة على الصحة الجسدية والعقلية والتعليم وفرص العمل بالنسبة للشباب. وكل عام وسمعكم بخير وصحة وعافية.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"