عادي
موسكو تطالب واشنطن بالعودة إلى قواعد الحرب الباردة

أمريكا تحظر نفط روسيا.. وأوروبا تخشى الأسوأ

01:34 صباحا
قراءة 4 دقائق
الرئيس الأمريكي يعلن من البيت الأبيض حظرا على منتجات الطاقة الروسية(أ ف ب)

أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن حظر واردات النفط الروسي إلى الولايات المتحدة، رداً على العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا. وقال بايدن في كلمة متلفزة إن «قرارنا حظر جميع واردات النفط والغاز الروسية جاء بالتشاور مع حلفائنا»، لافتاً إلى أن هذا القرار «لن يكون بلا ثمن في الولايات المتحدة... وسنبذل ما يلزم لتخفيف تأثر المواطنين الأمريكيين بالعقوبات على روسيا». وأضاف أن «الولايات المتحدة تدرك أن الحلفاء في أوروبا لن يتمكنوا من الانضمام إلى حظر واردات الطاقة من روسيا». وأشار إلى أن واشنطن «تفرض أكبر حزمة عقوبات مؤثرة في العالم دفعت الاقتصاد الروسي للتراجع». ويأتي الحظر الأمريكي على واردات الطاقة الروسية لأسباب منها تزايد الضغط من الحزبين في الكونجرس، رغم تداعيات القرار المحتملة على أسعار النفط المحلية المرتفعة أساساً. وقال بايدن في كلمته إنه اتخذ خطوات تهدف إلى محاسبة روسيا على حربها غير المبررة ضدّ أوكرانيا.

الاحتياطي الاستراتيجي

وتبلغ حصة روسيا أقل من 10 في المئة من واردات الولايات المتحدة من منتجات النفط، ما يعني أن تداعيات حظر محتمل على أكبر اقتصاد في العالم ستكون أخف وطأة. وفيما أججت أسعار النفط المرتفعة المخاوف إزاء التضخم وأساءت إلى شعبية بايدن بين الناخبين، فإن رئيسة مجلس النواب الديمقراطية نانسي بيلوسي تؤيد حظر استيراد النفط ورفع الضريبة الجمركية على سلع روسية أخرى لعزل روسيا أكثر عن الاقتصاد العالمي، غير أنها تؤيد خطوات لخفض أسعار النفط ومنها الإفراج عن كميات أكبر من الخام من الاحتياطي الاستراتيجي الأمريكي.

وحتى قبل فرض الحظر، ارتفعت أسعار النفط بحوالى 30 في المئة، فيما اقتربت عقود برنت الآجلة من 130 دولاراً أمس الثلاثاء.

وارتفعت الأسعار في المحطات إلى 4,17 دولار للجالون، وفقا للمعدل الوطني لجمعية السيارات الأمريكية، مقارنة ب3,46 دولارقبل شهر. وقال المحلل آندي ليبو: في الخلاصة ستشعر الولايات المتحدة ببعض التداعيات بسبب خسارة الإمدادات من روسيا، لكننا في وضع أفضل بكثير مقارنة بأوروبا. وحذر السناتور كريس كونز، من أن أوروبا ستشهد ارتفاعاً كبيراً في الأسعار«نظراً لعدم إمكانية رفع الانتاج بشكل مفاجئ. وقال في تصريحات لمحطة سي إن إن الثلاثاء: هذا ثمن الوقوف مع الحرية وإلى جانب الشعب الأوكراني. سيكلفنا ذلك ثمنا.

جونسون لموقف موحد

وقال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، إن الدول في جميع أنحاء العالم تتحد في موقفها بشأن ضرورة اتخاذ خطوات ملموسة للحد من الاعتماد على النفط الروسي حتى لو كان ذلك صعبا على بعض الدول في وسط أوروبا.

وذكرت بريطانيا إنها ستتخلص تدريجيا من واردات النفط والمنتجات النفطية الروسية بحلول نهاية 2022.

وكانت صحيفة بوليتيكو نقلت عن مسؤولين في الحكومة البريطانية أن بريطانيا ستحظر واردات النفط الروسية. وقالت بوليتيكو إنه ستكون هناك مهلة عدة شهور قبل فرض الحظر للسماح للسوق العالمية بالتأقلم على الوضع ولمنع الناس من التهافت على شراء الوقود. وأضافت الصحيفة أنه لن يتم حظر الغاز الروسي في الوقت ذاته، ولكن ما زال هذا القرار قيد المناقشة داخل الحكومة.

أوروبا وتحدي الشتاء

وأفاد وزير الاقتصاد الألماني روبرت هابيك، بأن الانفجار الذي شهدته أسعار موارد الطاقة مؤخراً غير مسبوق، مؤكداً استعداد بلاده لجميع الاحتمالات. وقال في مؤتمر صحفي: إذا أوقف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الإمدادات عن أوروبا وألمانيا، فسنكون مستعدين لذلك، لافتاً إلى أن السلطات الألمانية تعمل على مثل هذا السيناريو منذ ديسمبر.

من جانبه، أكد وزير الاقتصاد الفرنسي برونو لومير أن أوروبا لديها حلول لتصبح مستقلة عن الغاز الروسي، مضيفا أنه يريد تسريع العمل بموجبها لتكون قادرة على مواجهة تحدي شتاء 2022-2023. وأكد أن أسعار الغاز سيتم تجميدها حتى نهاية عام 2022 للمستهلكين في فرنسا، تحدث الوزير خلال رحلة إلى نورماندي عن سلسلة من الحلول الأوروبية للتعامل مع صدمة الغاز المرتبطة بالصراع الروسي وعواقبها على اقتصاد القارة.

الحلول البديلة

وأوضح الوزير الذي كان يتحدث على هامش زيارة لموقع إنتاج الهيدروجين التابع لشركة إير ليكيد، الاعتماد (على الغاز الروسي) ليس نفسه في كل الدول الأوروبية. ففرنسا تعتمد بنسبة 20 في المئة من إمداداتها على الغاز الروسي فيما يبلغ المتوسط الأوروبي 40 في المئة (...) وبعض الدول تعتمد كلياً عليه (...) مثل فنلندا التي تحصل على إمداداتها من الغاز بنسبة 100 في المئة من روسيا. وأشار لومير إلى الحاجة لحل أوروبي جماعي بشأن هذا الموضوع. ومن الحلول التي ذكرها، قدّر لومير أنه من الضروري تسريع تخزين الغاز اعتباراً من الصيف الحالي لتعبئة وتخزين 90 في المئة من الحاجات اللازمة لمواجهة شتاء 2022. وأضاف:التحدي ليس الآن. التحدي هو شتاء 2022-2023. وتابع الاحتمال الثاني: مشتريات جماعية بهدف الحصول على أسعار مخفّضة. والثالث محاولة تنويع الإمدادات من منتجين آخرين. (وكالات)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"