عادي

العالم على شفا أزمة غذاء.. مع تصاعد الحمائية

20:29 مساء
قراءة 3 دقائق

تصاعدت أزمة غذاء عالمية أثارتها الأزمة الأوكرانية، الأربعاء، بتشديد إندونيسيا القيود على صادراتها من زيت النخيل، لتضاف إلى قائمة طويلة من الدول المنتجة التي تسعى إلى إبقاء إمدادات مواد غذائية رئيسية داخل حدودها.

ويهدد الصراع الدائر في أوكرانيا إنتاج الحبوب العالمي وإمدادات زيوت الطعام وصادرات الأسمدة، مما يدفع أسعار السلع الأساسية إلى عنان السماء، فيما يعكس الأزمة في أسواق الطاقة.

وزيت النخيل هو الزيت النباتي الأكثر استخداماً في العالم، ويستخدم في إنتاج العديد من المنتجات منها البسكويت والمسلي النباتي، والمنظفات والشوكولاتة.

وقال وزير التجارة الإندونيسي محمد لطفي، إن القيود على الصادرات تهدف إلى ضمان بقاء أسعار زيوت الطعام في متناول المستهلكين في الداخل.

ويأتي ارتفاع الأسعار في وقت تمثل فيه القدرة على شراء الغذاء، تحدياً، مع سعي الاقتصادات للتعافي من آثار جائحة فيروس كورونا، كما تسهم في رفع معدلات التضخم على مستوى العالم.

وتعد روسيا وأوكرانيا من أكبر موردي زيوت الطعام، كما تسهمان بنحو 30% من صادرات القمح العالمية.

وأعلنت أوكرانيا، الأربعاء، أنها حظرت تصدير نطاق كبير من المنتجات الزراعية، منها الشعير والسكر واللحوم حتى نهاية العام.

ولم يعطّل الصراع عمليات الشحن من منطقة البحر الأسود فقط؛ بل هدد كميات حصاد المحاصيل مع ارتفاع أسعار الأسمدة وتقلص الإمدادات بسبب ارتفاع أسعار الغاز الطبيعي، وهو مكوّن رئيسي في إنتاج العديد من السلع.

وارتفعت أسعار الغذاء العالمية إلى مستوى قياسي في فبراير/شباط لتسجل زيادة سنوية بنسبة 20.7%، وفقاً لمنظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة، وواصلت الأسعار ارتفاعها في العديد من الأسواق هذا الشهر.

وارتفع سعر العقود الآجلة لزيت النخيل الماليزي إلى أعلى مستوياته على الإطلاق بعد الإعلان الإندونيسي، في حين قفز سعر زيت الصويا إلى أعلى مستوياته منذ 14 عاماً.

وزادت أسعار زيت الصويا بنحو 40% هذا العام.

تسابق على الإمدادات

روسيا وأوكرانيا منتجتان كبيرتان لزيت دوار الشمس، وللبلدين نصيب يبلغ نحو 80% تقريباً من الصادرات العالمية، مما ترك دولاً مستهلكة مثل الهند، تسارع إلى تأمين إمدادات بديلة مثل زيت النخيل وزيت الصويا.

وارتفعت العقود الآجلة لقمح شيكاجو بنسبة 60% تقريباً حتى الآن هذا العام، بما يهدد برفع تكلفة سلع غذائية رئيسية مثل الخبز.

ومما فاقم أثر خسارة اثنين من أكبر مصدري القمح في العالم، وهما أوكرانيا وروسيا، أنباء نقلها وزير الزراعة الصيني أفادت بأن محصول القمح في أكبر منتج له في العالم قد يكون «الأسوأ في التاريخ».

كما أن ظروف نمو غير مواتية في مناطق ضربها الجفاف في السهول الأمريكية، ربما تتسبب هي الأخرى في مزيد من الشح في الإمدادات.

وأعلنت صربيا، الأربعاء، أنها ستحظر تصدير القمح والذرة والطحين (الدقيق) وزيت الطهي اعتباراً من اليوم الخميس، لمجابهة ارتفاع في الأسعار، بينما حظرت المجر كل صادرات الحبوب الأسبوع الماضي.

وأعلنت بلغاريا أنها ستزيد احتياطاتها من الحبوب وقد تحد الصادرات إلى حين تنفيذها عمليات شراء مخطط لها.

كما تناقصت أيضاً إمدادات الحبوب في رومانيا، وهي دولة مصدرة كبرى، مع سعي المشترين الدوليين إلى بدائل للإمدادات الروسية والأوكرانية، على الرغم من عدم وجود خطط حالياً لتقييد الشحنات.

ومن الممكن أيضاً أن يقل إنتاج الحبوب العالمي في ظل تقلص إنتاج الأسمدة بعد ارتفاع أسعار الغاز الطبيعي.

وقالت شركة يارا؛ إحدى أكبر شركات تصنيع الأسمدة في العالم، الأربعاء، إنها ستحد من إنتاج الأمونيا واليوريا في إيطاليا وفرنسا.

وحذرت الشركة النرويجية الأسبوع الماضي، من أن الصراع يهدد إمدادات الغذاء العالمية. وروسيا أيضاً مورد رئيسي للأسمدة، لكن وزارة التجارة والصناعة هناك، أوصت الجمعة، المنتجين بتعليق الصادرات مؤقتاً. (رويترز)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"