المرأة والمجتمع والتحيّز

02:04 صباحا
قراءة دقيقتين

صفية الشحي

تصادف احتفالية العالم بيوم المرأة العالمي الثامن من مارس/آذار، وهي في هذا العام تحمل شعار «كسر التحيز»، وتسلط الضوء على واحدة من الظواهر التي تعاني منها النساء والفتيات عالمياً، حيث تنتشر الكثير من الصور النمطية والتحيزات التي تغذيها عوائق مثل القمع والفقر والخوف، تخلخل استقرار المجتمعات وأمنها، فما تتأثر به المرأة سلباً أو إيجاباً، يمتد بالضرورة إلى أوصال الدول، وهذه «المحدودية» في التعليم والفرص الاقتصادية والعمل والتمثيل الحكومي، هي الوجه الآخر من «عملة التسلط» السائدة.

في الإمارات العربية المتحدة، نقدم أفضل النماذج المتحضرة لكسر التحيز، من خلال خيار المشاركة المتكافئة للجنسين في شتى مجالات الحياة، وعبر سنوات طويلة ترجمت مؤسسات الدولة المختلفة هذا الاعتزاز المطلق بالمرأة، والذي صدقته الأرقام، ففي آخر إنجاز إماراتي تمثل في مشروع «مسبار الأمل» وصلت نسبة مشاركتها إلى ٣٤٪ من فريق العمل، و٨٠٪ من الفريق العلمي الخاص، كما أشار تقرير صادر عن المركز الاتحادي للتنافسية والإحصاء، إلى أرقام تعكس ريادة المرأة في القطاعات المختلفة بالدولة، فعلى سبيل المثال، حققت حضوراً لافتاً في قطاعات الأعمال التي تمثل فيها المرأة ما نسبته ٢٤٪، و ٤٦٪ في إدارة مجالس الجهات الاتحادية، بينما سجلت في قطاع التعليم 64%، والنسبة ذاتها من إجمالي الأطباء والممرضين والفنيين في القطاع الصحي، و٣١ ٪ من إجمالي العاملين في القطاع المصرفي والمالي.

هذه الأرقام بالإضافة إلى 11 قانوناً جديداً وتعديلاً تشريعياً تم الإعلان عنها في 2021، صبت في مصلحة تعزيز حقوق المرأة وتمكينها، كما أنها عززت مكانة الإمارات عربياً وشرق أوسطياً في مؤشر المساواة بين الجنسين، الصادر عن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي؛ حيث حلت الأولى عالمياً في تسع مؤشرات من بينها: عدم التمييز على أساس الجنس في العمل، وجود تشريع بشأن التحرش في العمل، وجود قانون للعنف الأسري، وجود إجازة أبوة مدفوعة، وجود إجازة والدية مدفوعة، وغيرها.

إن كسر التحيز هو ضرورة أسرية قبل أن تكون اجتماعية ومؤسساتية، إذن إن ممارسة «التحيز» قد تبدو طبيعية في كثير من الأسر، ويتم توارثها بين الأجيال، لاعتبارات أخلاقية وتقاليدية فتنمو مع أطفالنا ذكوراً وإناثاً، ليمتد أثرها عبر العقود، مطلة برأسها في كل مأساة أسرية. إن كسر التحيز لا يكتمل بالقوانين والتشريعات المنظمة، فهو يولد مع مبدأ «هو وهي معاً يبنيان مجتمعاً آمناً ومستقراً»، والأدلة على ذلك كثيرة.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"