عادي

«سينسو لاتو» يحتفي بجبل حفيت وعلاقة الحجر بالبشر

00:05 صباحا
قراءة 3 دقائق
لوحات اللمكي تجسد عناصر الطبيعة بالرسم والألوان
هاشل اللمكي

دبي: مها عادل
افتتح الفنان الإماراتي هاشل اللمكي معرضه الفني بعنوان «سينسو لاتو» في «طبري آرت سبيس» بمركز دبي المالي أول أمس، ويستمر المعرض في الفترة ما بين 8 مارس/آذار و1 مايو/أيار 2022. ينطلق المعرض تحت مفهوم «سينسو لاتو» ليعبّر عن مجموعة من الأعمال الحديثة للفنان الإماراتي هاشل اللمكي، والتي تضم عدداً من اللوحات على القماش، بالإضافة إلى وسائط مختلفة مستوحاة من علاقة اللمكي الطويلة مع جبل حفيت والأبحاث الجارية على الجبل.

يشير مصطلح «سينسو لاتو» اللاتيني إلى مفهوم «المعنى الواسع»، وبالمقاربة مع جبل حفيت فإنه يعبّر عن ارتباط الجبل بالسلسلة الأم للجبال، جبال حجر، كما يشير هذا المفهوم إلى الرابط الكبير ومتعدد الأوجه بين الفنان اللمكي وجبل حفيت، فالفنان من مواليد مدينة العين، والتقط اللمكي لحظات مميزة للجبل، وعكسها على لوحات بألوان حسية عالية التشبّع، حيث يسلّط اللمكي الضوء من خلال «سينسو لاتو»، على الجبل من خلال زوايا متعددة: البيئية والاجتماعية والنفسية.

وقال الفنان هاشل اللمكي ل«الخليج»، عن خصوصية المعرض: «أعتمد في كل لوحاتي معايير الاستدامة، وأحرص على استخدام العناصر الطبيعية المستخلصة من عناصر البيئة المحيطة، وهذه الألوان متوفرة فقط في بعض البلدان بالمنطقة؛ لأنها تعتبر نادرة، وأسافر خصيصاً لدول مختلفة، مثل مصر وعمان والمغرب، للحصول على هذه الألوان الطبيعية المستخلصة من مواد طبيعية، مثل دم الغزال وبعض أنواع الحشرات وبعض الصخور، ويتطلب استخدام هذه الألوان تعريض اللوحات للهواء الطلق والشمس حتى تظهر الألوان بالدرجة المطلوبة عندما تجف».

وأضاف: «موضوعات لوحاتي تجسد ملامح الطبيعة مثل «جبل حفيت»، ولهذا أراعي استخدام مواد مستخلصة من الأرض والبيئة المحيطة، وأعيد صياغة المواد الطبيعية، وتحويلها لعمل فني، وإضافة معنى جديد لها بعد أن كانت تعتبر مهملة، فكثيراً ما أستخدم بواقي الجلود الطبيعية وأغصان النباتات وبعض مكابس الكهرباء التي أحصل عليها من أنقاض بنايات قديمة. وأستخدم في هذا المعرض الرسم على قماش القطن وقماش غطاء السرير والكتان وقماش الكانفس». وتابع: «ارتباطي بجبل حفيت بدأ منذ نشأتي، فهو معلم ارتبط بذاكرتي وطفولتي، وهو محور الأحداث في حياتنا بالعين، لذلك فدراسة هذا الجبل وعلاقته بالبشر والحياة والمكان تستهويني منذ سنوات. وأشارك بهذا المعرض من خلال 18 لوحة وقطعتين من المنحوتات وكل الأعمال تدور في فلك جبل حفيت من زوايا وأحجام مختلفة، فهو يمثل بحركته المستمرة واستقلاليته عن سلسلة جبال الحجر التي ينتمي لها نموذجاً فريداً، وهذا مرتبط بطبيعته الجيولوجية، وأسعى لتوثيق وجود الجبل في هذا الموقع، لكن بأسلوب فني وجمالي، واهتمامي بالجبل يجسد شغفي بالطبيعة وعلاقتها بالبشر والحوار المتبادل بين الإنسان والطبيعة».

وتقول مديحة طبري، مديرة المعرض: «يتميز عمل الفنان هاشل اللمكي بطابع خاص، باعتماده في أعماله على مواد مستخلصة من الطبيعة والبيئة المحيطة، ويركز في موضوعاته على قيمة وأهمية الاستدامة. ومن خلال تجربتي في مجال تنظيم المعارض، أؤكد أن هناك في الإمارات والشرق الأوسط فنانين مبدعين لديهم رؤى مختلفة وقصص ملهمة يعبرون عن فنونهم من خلالها بشكل مبتكر، ويعتبر هاشل اللمكي واحداً من أبرز هؤلاء الفنانين الذين يستحقون الدعم والاهتمام، لما يتناوله بأعماله من موضوعات تعنى بالتاريخ والدراسات حول جبل حفيت وأبعاده وتطوره وتأثير الطبيعة على حياة البشر، ومثل هذه الأعمال برأيي تؤرخ للحياة بالدولة ومعالمها».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"