كسر التحيّز

00:20 صباحا
قراءة دقيقتين

د. حسن مدن

اختارت الهيئات الدولية المعنية بقضايا المرأة عنوان «كسر التحيز» عنواناً لاحتفالية هذا العام باليوم العالمي للمرأة الذي صادف يوم أمس، الثامن من مارس/آذار. والقصد كسر التحيز الجندري ضد المرأة، وهو محور غالبية العناوين والفعاليات التي يجري بها الاحتفاء بهذا اليوم عالمياً، وعلى مستوى كل بلد في مختلف قارات العالم، خاصة أن مكانة هذا اليوم آخذة في التعاظم سنة بعد سنة، مع تزايد الاهتمام بقضايا المرأة وحقوقها، وضرورة مساواتها مع الرجل في الحقوق المختلفة، السياسي منها والاقتصادي وفرص التوظيف والترقية وتسنم المواقع القيادية في المجالات المختلفة.
انبثقت فكرة اعتماد هذا اليوم بالذات أول مرة على خلفية مسيرة نسوية جرت في مدينة نيويورك بالولايات المتحدة الأمريكية، قبل أكثر من قرن، وبالتحديد في عام 1908، وشاركت فيها أكثر من خمسة عشر ألف امرأة، مطالبات بتقليل عدد ساعات العمل اليومية، وتحسين أجور العاملات، والحصول على الحق في المشاركة في الانتخابات. وتم اعتماد هذا اليوم لاحقاً من الأمم المتحدة ليكون يوماً عالمياً للمرأة، يجري فيه التذكير بقضاياها، وتكرّس تقليد اختيار شعار معين لاحتفالية كل عام، الذي في سياقه يأتي شعار هذا العام: «كسر التحيّز».
حسب شبكة «بي بي. سي»، فإن احتفال هذا العام يركز «على تعزيز فكرة أن يكون العالم خالياً من التحيز والصور النمطية والتمييز، عالم متنوع ومنصف وشامل، عالم يتم فيه تقدير الاختلاف والاحتفاء به. ويدعو إلى مساواة المرأة بالرجل ويجعل ذلك واجباً فردياً كما هو واجب جماعي؛ إذ إننا جميعاً مسؤولون عن كسر التحيز في مجتمعاتنا وأماكن عملنا، في مدارسنا وكلياتنا وجامعاتنا وفي مكان حوالينا».
وتذكر منظمة «اليونسيف» في تقرير جديد أن واحدة فقط من كل أربع نساء في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تعمل أو تبحث عن عمل، وهو ما يمثل نصف المعدل العالمي، وبالنسبة للشابات تصل معدلات البطالة إلى 40 في المئة، بينما تضاعفت فجوة التوظيف بين الرجال والنساء تقريباً على مدى السنوات الخمسة والعشرين الماضية.
وهناك صورة نمطية شائعة حتى لدى قطاعات كبيرة من النساء أنفسهن مفادها بأن الرجال هم قادة سياسيون أفضل، مقارنة مع النساء، مع أن تجارب دول مختلفة برهنت على أن المرأة لا تقل كفاءة في إدارة الحكومات، وتسنم مواقع وزارية وإدارية كبيرة، وحتى على مستوى إدارة المنظمات العالمية.
وفي الإشارة إلى المرأة العربية، وجدنا أن نختم حديثنا بعبارة للباحثة المغربية الراحلة فاطمة المرنيسي تقول «إن النساء العربيات لا يخشين الحداثة، لأنها فرصة منتظرة لبناء شيء آخر. إنهن متلهفات للرسو على شطآن جديدة».
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

كاتب من البحرين من مواليد 1956 عمل في دائرة الثقافية بالشارقة، وهيئة البحرين للثقافة والتراث الوطني. وشغل منصب مدير تحرير عدد من الدوريات الثقافية بينها "الرافد" و"البحرين الثقافية". وأصدر عدة مؤلفات منها: "ترميم الذاكرة" و"خارج السرب" و"الكتابة بحبر أسود".

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"