نصيحة إلى العرب

01:01 صباحا
قراءة دقيقتين
افتتاحية الخليج

كعادته، ومن منطلق إيمانه بأمته العربية وقدرتها على أن تستعيد مجدها يضع صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، النقاط على الحروف في كل مناسبة، ويوجه ويرسم المسارات، ويحدد الاتجاهات نحو النهوض الذي تريده شعوبنا، للخروج من متاهات العصبية والإقليمية الضيقة والخلافات البينية والانقسامات الداخلية؛ كي يكون لها الموقع الذي تستحقه في عالم لا دور فيه إلا للأقوياء وأصحاب الرؤى الواسعة والأحلام العظيمة، حيث تتزاحم الأحداث والأزمات والمخاطر التي ستقرر مصير النظام العالمي، الذي يرتقيه من يمتلك القوة والإرادة، ويسقط منه الضعيف الذي لا يمتلك إرادته وزمام أموره.

 بالأمس، وفي خضم ما يجري في العالم من صراعات تؤشر إلى تحولات عالمية في شكل العلاقات الدولية، قدّم لنا صاحب السمو نصيحة تمثل طوق نجاة للعرب إزاء الاحتمالات المتوقعة؛ لأن العالم «يمر بمتغيرات كبيرة وموازين جديدة وتحالفات صعبة»، ويؤكد سموه أنه بالتجربة «لن تكون الغلبة في النهاية إلا للأمم القوية الغنية المتقدمة». إذاً ما الحل؟ وأين موقع العرب؟ وكيف سيكون حالهم في هذا العالم المتغير، وهم على ما هم عليه من ضعف وانقسام وتشرذم وهوان وإهدار للطاقات والثروات، ولكل مصادر القوة المتاحة بين أيديهم؟

 سموه يقدم الحل من خلال سؤال يحمل في طياته هموم أمة وخوفاً عليها من مقبل الأيام: «ألمْ يحن للعرب أن يتقاربوا ويتعاونوا ويتفقوا حتى يكون لهم رأي ومكانة في التاريخ الجديد الذي يصنع الآن؟»

 إنه سؤال موجّه إلى كل العرب، ومعه الحل بالتقارب والتعاون والاتفاق للمشاركة في تحديد مسار عالم جديد يتشكل، وإلا فلن يكون لهم دور، وسيظلون على الرصيف وقارعة الطريق، مجرد أصفار بلا قيمة، وعلى حسابهم يمكن أن ترسم خرائط وتتحدد معالم مناطق جديدة لن تكون منطقتنا العربية بمنأى عنها.

كعرب، يجب أن نقلع عن عادة الاستخفاف والاستهتار بما يجري حولنا وفي العالم، نتيجة ضعفنا وعدم تبصرنا للأمور، والاتكال على الغير؛ لأننا سنجد أنفسنا يوماً ما شئنا أم أبينا في وسط العاصفة المدمرة التي تحوم من حولنا، ونبدأ في لملمة شملنا ونسيان ما فعلناه بأنفسنا من انقسام وتخلف وبؤس وخذلان ترك ذيوله على شعوبنا العربية، وأفقدنا القدرة على الإمساك بزمام قضايانا العادلة.

 نحن أمام فرصة قد لا تتكرر في أن نعود إلى أنفسنا ونعيد النظر في كل ما ارتكبناه من أخطاء، ونقوم بمراجعة حقيقية على ضوء ما يجري على الساحة الدولية من مخاض عسير وخطِر ينبئ بتحولات كبرى، يجب ألّا نكون على هامشها بل فاعلين فيها، ولدينا من الإمكانات البشرية والمادية ما يكفي لاستثمارها في مجرى هذا التحول.

 الوقت يضيق.. والنصيحة أمامنا تنتظر تفعيلها.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"