الفشل العضوي

00:15 صباحا
قراءة دقيقتين

للتعرف على حجم مشكلة الفشل الكلوي في الإمارات يكفي الاطلاع على الكم الهائل من عمليات الغسل الكلوي التي تجرى في مراكز الغسل التابعة لمختلف القطاعات الصحية على مستوى الدولة، فمراكز شركة صحة لرعاية الكلى في إمارة أبوظبي أجرت العام الماضي نحو 180 ألف جلسة غسل كلوي لحوالي 1300 مريض، وإذا ما أضيفت أرقام القطاعات الصحية الأخرى ستكون جلسات الغسل الكلوي مضاعفة وكذلك أعداد مرضى الفشل الكلوي.
الأرقام المتصلة بهذه القضية الصحية تؤكد الحاجة الملحة والضرورية إلى تبنّي استراتيجية متكاملة للحد من حالات الفشل الكلوي التي تنتهي بعمليات الغسل كعلاج مؤقت، حتى تتوفر الظروف والعوامل المساعدة لإجراء عمليات نقل وزراعة الكلى التي تعتبر الحل النهائي، وهذه القضية تشغل بال مرضى الفشل الكلوي وذويهم للمعاناة التي تترافق مع عمليات الغسل والتي تجرى بمعدل 3 مرات أسبوعيا وتستغرق الجلسة الواحدة عدة ساعات.
الحديث عن هذا الموضوع يطرح من جديد سؤالاً عن البرنامج الوطني لنقل وزراعة الأعضاء البشرية، وأين وصل هذا البرنامج إلى الآن لجهة حث أفراد المجتمع على التبرع بالأعضاء وتوعيتهم بهذه القضية الهامة التي تتطلب تكاتف جميع القطاعات الصحية وغير الصحية لرفع درجة وعي أفراد المجتمع وتشجيعهم على التبرع بالأعضاء، وإذا لم تكن هناك حملات توعية مستمرة ومتواصلة ومتجددة، كيف سنحقق هذا الهدف؟     
عمليات نقل وزراعة الكلى التي تتحدث عنها شركة أبوظبي للخدمات الصحي «صحة» في أبوظبي تعكس مدى الاهتمام المتنامي بهذا النوع من الخدمات العلاجية، ففي العام الماضي تم إجراء 52 عملية زرع كلى للأطفال ليرتفع إجمالي العمليات التي تم إجراؤها للكبار والصغار منذ انطلاق البرامج إلى 393 عملية، وبالتالي فان أعداد هذا النوع من العمليات في تزايد مستمر سنوياً، يترافق مع ذلك تزايد في أعداد المتبرعين بعد الوفاة من 3 متبرعين في العام 2017 إلى 39 متبرعاً العام الماضي.
برنامج نقل وزراعة الأعضاء البشرية ما زال يحتاج إلى الكثير من الجهود للتخفيف من معاناة مرضى الفشل الكلوي، والعمل على الحد من عدد حالاتهم بواسطة الكشف المبكر وعلاج الحالات في الوقت المناسب لتجنب المضاعفات التي تصل إلى الفشل العضوي، مروراً بالتوسع في مراكز الغسل الكلوي على مستوى الدولة، وانتهاء بإنشاء مركز وطني لنقل وزراعة الأعضاء البشرية في الإمارات الشمالية.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"