عادي
التحذرات تتصاعد من ارتفاع قياسي في الأسعار

أزمة عالمية تطارد السلع الغذائية

21:45 مساء
قراءة 4 دقائق
يقود جراراً ينثر الأسمدة في حقل قمح شتوي بالقرب من قرية هوساشيفكا بالقرب من العاصمة الأوكرانية كييف (رويترز)

حثت مجموعة الدول السبع الصناعية دول العالم على عدم تقييد صادراتها الغذائية بسبب الحرب في أوكرانيا.

وقال وزراء الزراعة بعد اجتماع لمناقشة الأزمة في برلين: «ندعو جميع الدول إلى إبقاء أسواقها الغذائية والزراعية مفتوحة واتخاذ الاحتياطات ضد فرض قيود غير مبررة على الصادرات».

وأدت الحرب الدائرة في أوكرانيا إلى مفاقمة ارتفاع أسعار السلع الأساسية بما في ذلك الغذاء والنفط إذ تعد كل من روسيا وأوكرانيا منتجين رئيسيين للمواد الغذائية، بما في ذلك زيت عباد الشمس والقمح. ويعتمد الشرق الأوسط بشكل خاص على واردات من البلدين.

وحذر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الخميس من أن أسعار المواد الغذائية سترتفع بسبب العقوبات لأن موسكو من أكبر منتجي الأسمدة في العالم.

ضمان الإمدادات

قال وزير الزراعة الألماني جيم أوزدمير، إن أسواق الغذاء العالمية يجب أن تظل مفتوحة دون قيود على الصادرات لضمان الإمدادات للدول الفقيرة خاصة بعد أن تسبب الصراع في أوكرانيا في رفع الأسعار وشح الإمدادات.

وقال أوزدمير لمحطة تلفزيون زد.دي.إف الألمانية «يجب أن تظل الأسواق مفتوحة».

وتصاعدت أزمة الغذاء العالمية، خلال الأسبوع المنصرم، مع فرض قيود على تصدير المواد الغذائية من جانب مجموعة متزايدة من كبار البلدان المنتجة التي تسعى إلى إبقاء الإمدادات الغذائية الحيوية داخل حدودها.

وقال أوزدمير «يجب أن نتأكد من أن الحبوب المتوفرة متوفرة بشكل عادل وبأسعار معقولة».

أسعار القمح تشتعل

وتضرر مستوردو الحبوب على مستوى العالم من ارتفاع الأسعار بعد التوقف المفاجئ للصادرات من أوكرانيا والانخفاض الحاد في الإمدادات الروسية في أعقاب الصراع الذي تسبب في إغلاق الموانئ.

وقفزت أسعار القمح إلى أعلى مستوياتها في 14 عاماً. وتوفر روسيا وأوكرانيا ما يقرب من 30 في المئة من صادرات القمح العالمية وهما أيضاً من كبار مُصدري زيوت الطعام.

وأبدى أوزدمير قلقه بشأن تأثير ارتفاع الأسعار وقلة الإمدادات على أفقر دول العالم بما في ذلك تعطل شحنات المساعدات الغذائية التي يقدمها برنامج الأغذية العالمي وهو منظمة مساعدات إنسانية تابعة للأمم المتحدة.

وقال أوزدمير «تعتمد العديد من الدول على الإمدادات من روسيا وأوكرانيا... بالنسبة لبرنامج الأغذية العالمي فالأمر أكثر خطورة إذ يأتي 50% (من الإمدادات) من البلدين».

السيادة الغذائية

وفي السياق، حذر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إثر قمة أوروبية في فرساي من أن أوروبا وإفريقيا «ستشهدان اضطراباً كبيراً على الصعيد الغذائي» في الأشهر ال12 إلى ال18 المقبلة بسبب الحرب في أوكرانيا.

وقال ماكرون «علينا أن نعيد تقييم استراتيجياتنا الإنتاجية للدفاع عن سيادتنا الغذائية كأوروبيين، وأيضاً إعادة تقييم الاستراتيجية حيال إفريقيا، وإلا فإن دولاً عدة في إفريقيا ستتضرر في الأشهر ال12 إلى ال18 المقبلة».

وأضاف «ستشهد أوروبا وإفريقيا اضطراباً كبيراً على الصعيد الغذائي لذلك نحتاج إلى الاستعداد في هذا الشأن أيضاً».

وأشار ماكرون إلى أن الحرب ستؤثر في إنتاج أوكرانيا، وهي دولة كبيرة منتجة للقمح خصوصاً، «بسبب استحالة الزراعة في هذا الوقت».

وبسبب الحرب، ارتفعت أسعار الزيوت والقمح وفول الصويا ودوار الشمس والذرة إلى مستويات غير مسبوقة.

كما يؤدي ارتفاع أسعار المنتجات الزراعية إلى ارتفاع أسعار الأسمدة التي تستورد أوروبا 30% من حاجاتها منها من روسيا، بالإضافة إلى سعر الوقود.

سوء التغذية

قالت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (الفاو)، الجمعة إن الأسعار العالمية للأغذية والأعلاف قد ترتفع بما يتراوح بين 8% و20% نتيجة للصراع الدائر في أوكرانيا، مما سيؤدي إلى قفزة في عدد المصابين بسوء التغذية على مستوى العالم.

وقالت الفاو إنه لم يتضح ما إذا كانت أوكرانيا ستكون قادرة على جني المحاصيل إذا طال أمد الحرب إلى جانب الغموض الذي يكتنف أيضاً الصادرات الروسية خلال السنة القادمة.

وقالت الفاو إن روسيا أكبر مُصدر للقمح في العالم بينما جاءت أوكرانيا في المرتبة الخامسة. وتوفران معاً 19% من الإمدادات العالمية من الشعير و14% من إمدادات القمح وأربعة في المئة من الذرة وهو ما يشكل أكثر من ثلث صادرات الحبوب العالمية.

وتعد روسيا أيضاً من بين أبرز الدول في تصدير الأسمدة على مستوى العالم.

اختلال الأنشطة الزراعية

وقال شو دونيو المدير العام للفاو في بيان إن «الاختلال المحتمل في الأنشطة الزراعية لهاتين الدولتين المصدرتين الرئيسيتين للسلع الأساسية يمكن أن يؤدي إلى زيادة انعدام الأمن الغذائي على مستوى العالم بشكل خطير».

وسجل مؤشر الفاو لأسعار المواد الغذائية مستوى قياسياً في فبراير /شباط ومن شبه المؤكد أن يستمر في الارتفاع أكثر في الأشهر المقبلة مع تردد أصداء تداعيات الصراع في جميع أنحاء العالم.

وقالت الفاو إن دولاً أخرى قد تسد جزءاً فقط من النقص المتوقع في الصادرات من روسيا وأوكرانيا.

وأضافت «من الأمور المثيرة للقلق أن النقص الناجم عن ذلك في الإمدادات العالمية قد يرفع أسعار الغذاء والأعلاف العالمية بما يتراوح بين 8و22% فوق مستوياتها المرتفعة بالفعل».

وقالت الفاو إن 50 دولة، من بينها العديد من الدول الأقل نمواً، تعتمد على روسيا وأوكرانيا في الحصول على 30% أو أكثر من إمدادات القمح، مما يجعلها معرضة للخطر بشكل خاص.

وأضافت أن «عدد المصابين بسوء التغذية على مستوى العالم قد يزيد ما بين 8 و13 مليون نسمة في 2022-2023».

الفاو: آثار سلبية تفاقم المشكلة

يمكن رصد أكبرالزيادات في منطقة آسيا والمحيط الهادي تليها الدول الواقعة جنوب الصحراء في إفريقيا والشرق الأدنى وشمال إفريقيا. وحثت الفاو الدول الأخرى على عدم فرض قيود على تصدير منتجاتها. وقالت الفاو «إنها تؤدي إلى تفاقم تقلب الأسعار وتحد من قدرة السوق العالمية ولها آثار سلبية في المدى المتوسط».

وفرض عدد من الدول في جميع أنحاء العالم قيوداً على تصدير المواد الغذائية، أو تفكر في فرض حظر لحماية إمداداتها المحلية، وعلى القائمة، إندونيسيا وصربيا ومصر وهنغاريا، وغيرها.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"