السجادة الحمراء

22:56 مساء
قراءة دقيقتين

عيسى هلال الحزامي

** في لحظة فارقة بين ما قبلها وما بعدها، في مشواري الرياضي، عندما قررت اعتزال لعب كرة السلة والتحول إلى التدريب أو العمل الإداري بالنادي، تصورت أن طريقي سيكون سهلاً مفروشاً بالورود، إذ اعتقدت أن خبرتي الماضية ك «كابتن» ومعايشتي لعدد غير قليل من المدربين الدوليين والإداريين المتميزين، بالإضافة إلى إمكاناتي الشخصية، ستعينني في تثبيت أقدامي وتحقيق النجاح الذي أنشده بسرعة في محطتي الرياضية الثانية، لكني أدركت عملياً أني كنت واهماً جداً، لأن المسألة لم تكن مرهونة بما ذكرته، أو بدورات دراسية يخوضها اللاعب فيصبح بين عشية وضحاها مدرباً أو إدارياً، خصوصاً إذا كان طموحه كبيراً كحالي وقتذاك، لا يريد أن يكون مدرباً «والسلام»، أو إدارياً لا يدري به أحد!.

** خلاصة القول، ودون الدخول في تفاصيل لا طائل منها، أنه لم تكن في انتظاري «سجادة حمراء» على باب النادي، فقد كانت التحديات والعقبات والمهام التي تتطلبها النقلة أكبر وأكثر بكثير مما تصورت، ولذا استشعرت بمجرد أن توليت المسؤولية في مجلس الشارقة الرياضي، ضرورة وأهمية أن يعد اللاعب نفسه مبكراً لهذه النقلة الفارقة، ومن هنا ولدت أفكار برامج: مدرب المستقبل، و«تمكين» لاعداد الإداريين، و«واعد» لاكتشاف وتأهيل الكوادر ما بين 12 و17 سنة، التي تشرف عليها إدارة شؤون الرياضة والتطوير بالمجلس. 

** ولأن الحلقات موصولة في المنظومة الشرقاوية، تجلت أمامي صورة ملهمة لسمو الشيخ سلطان بن محمد بن سلطان القاسمي ولي العهد ونائب حاكم الشارقة، وهو يستقبل عبد العزيز العنبري بعد ساعات قليلة من إقالته من تدريب فريق الشارقة لكرة القدم، وكيف قام سموه بتحفيزه لمواصلة صقل مهاراته وخبراته الفنية بدورات متقدمة في أوروبا، إذ كان في ذاك الاستقبال بتوقيته ومدلوله رسالة قوية وعميقة في اتجاه بناء القيادات ودعمها والمحافظة عليها، فالمدرب الوطني الناجح الذي حقق للشارقة بطولة الدوري الغائبة منذ سنوات، لا يجب أن يتوقف طموحه عند محطة معينة، والأهم في هذا المشهد أن المبادرة والدور والرعاية كانت من القيادة الرشيدة.

** بمحصلة كل ما ذكرته آنفاً، حرصت عند لقائي مؤخراً بالمشاركين في الدورة الأولى لبرنامج مدرب المستقبل، على تشجيعهم حتى يستثمروا الفرصة كما يجب، ليحدد كل منهم وجهته مبكراً قبل الاعتزال، ويعرف ما تقتضيه مهمته الجديدة من مهارات وإمكانات وقدرات، حتى يغزل «بنفسه لنفسه» تلك السجادة الحمراء!.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

إعلامي

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"