تحقيق: عبد الرحمن سعيد
هل تتحمل الجامعات مسؤولية البحث عن وظائف للخريجين؟ خاصة أن نسبة من الخريجين تظل لسنوات بدون وظائف، وتبدأ هذه المسؤولية في الدرجة الأولى في حرص إدارات الجامعات على طرح تخصصات يحتاج إلها سوق العمل، والابتعاد عن التخصصات التي لا يوجد عليها طلب، ويتم طرحها من قبل بعض الجامعات لرفع عائداتها الربحية دون الاهتمام بالخريج وحصوله على وظيفة.
دائماً ما يشغل بال خريجي الصف الثاني عشر وأولياء أمورهم اختيار دراسة التخصصات المطلوبة في سوق العمل؛ حيث يحرصون على الالتحاق بالتخصصات الدراسية التي تمكنهم من الحصول على شواغر وظيفية فور التخرج، وهنا يأتي دور الجامعات الحكومية والخاصة في توفير الإرشاد الأكاديمي للطلبة، وكذلك التعاون مع جهات العمل المختلفة لاحتضان الطلبة بعد التخرج.
«الخليج»، التقت عدداً من مديري الجامعات الحكومية والخاصة في أبوظبي، للحديث عن هذه القضية، ودور الجامعات في تسهيل مهمة التحاق الخريجين بوظائف فور التخرج، مع الأخذ في الاعتبار أن ذلك يعتمد على نوعية التخصص وكفاءة الخريج وعلاقة الجامعة مع مختلف المؤسسات لاستيعاب الطلبة الخريجين.
جامعة زايد:
يقول راشد الشامسي، مدير إدارة الشؤون المهنية للخريجين بالإنابة في جامعة زايد: تقوم الجامعة بمتابعة حالة توظيف خرجيها من خلال الاستبيان الذي تقوم بإدارته وزارة التربية والتعليم وتنفذه الجامعة من خلال المتابعة عبر الاتصال الهاتفي بهم وتتبعهم فيما إذا استكملوا دراستهم العليا أو فيما أقاموا مشاريعهم الخاصة.
ويوضح أن الجامعة تحرص على بناء علاقات وطيدة مع جهات العمل، وذلك من خلال إجراء الاجتماعات الدورية معهم والتعرف إلى احتياجاتهم وتشجيعهم على استخدام البوابة المهنية لعرض الفرص المهنية المناسبة لطلبة وخريجي الجامعة، كما تقيم الجامعة سنوياً معرضاً للتوظيف الافتراضي ليكون جسر التواصل بين طلبة الجامعة وجهات العمل، فعلى سبيل المثال تم عقد اتفاقية تعاون مع هيئة الموارد البشرية لإمارة أبوظبي، وغيرها العديد من الجهات، لتطوير وتدريب الطلبة في ريادة الأعمال.
جامعة أبو ظبي:
من جانبها تقول دانا غازي صالح، مديرة أول التوظيف وعلاقات الخريجين في جامعة أبوظبي: تساعد الجامعة، من خلال مكتبها للتوظيف وعلاقات الخريجين، الخريجين الجدد في العثور على فرص عمل، سواء كان ذلك من خلال فرصة تدريب أو فرصة عمل دائمة، كما يعد التوظيف خدمة نقدمها لخرجينا من خلال تطوير منصة خاصة للإعلان عن الوظائف الشاغرة، وقد تمكنا في الأعوام الماضية من استضافة المعارض المهنية، لكن بسبب الظروف التي فرضتها جائحة «كوفيد- 19»، انتقلنا إلى استضافة الفعاليات افتراضياً؛ حيث يتسنى للشركات التعريف بنشاطها والفرص المتوفرة لديها مع حصولهم على فرصة التواصل مع طلابنا وخريجينا.
وتضيف أن الجامعة تبرم مذكرات تفاهم مع العديد من الشركات والمؤسسات لتعزيز التعاون وخلق فرص العمل للخريجين.
نسبة توظيف عالية:
وتؤكد دانا غازي، أن معدل التوظيف لجميع الشهادات وفق آخر الإحصاءات لعام 2021 بلغ حوالي 81% خلال العام الأول من التخرج، وبطبيعة الحال، كان لجائحة كورونا تأثيرها على سوق العمل وقد واجه الخريجون بعض التحديات، كما هو الحال لدى الخريجين الجدد في جميع أنحاء العالم، لكن سوق العمل يشهد بدايات مبشرة من التعافي.
جامعة السربون:
وتقول سيلفي فوس، مسؤولة قسم التوجيه الوظيفي في جامعة السربون أبو ظبي، إن خريجي الجامعة، وعددهم 2500 خريج وخريجة، هم سفراؤها وممثلوها، وإن مستواهم التعليمي يعكس التميز الأكاديمي للجامعة، وإنها على تواصل دائم مع الخريجين أثناء رحلتهم المهنية.
وتوضح أن المستشارين المهنيين بشبكة خريجي سربون أبوظبي يتواصلون معهم إما بشكل شخصي أو عبر نشر إعلانات الوظائف المتاحة أو إرسال دعوات لمختلف الأنشطة، كما أن المنصة الإلكترونية لمركز التوجيه الوظيفي متاحة لجميع الطلبة منذ تخرجهم؛ حيث يتم تقديم مقالات مختصة وفرص عمل شاغرة تتيح التواصل مع مجتمع مركز التوجيه الوظيفي.
وتبين أن المركز يقوم بتسهيل توظيف الخريجين، ومن السنة الدراسية الأولى، يستفاد الطلبة من خدمات وجلسات الإرشاد المهني الشخصية، إضافة إلى ورشات مخصصة لتعزيز مهارات العمل والاستكشاف المهني، وبعد التخرج، تظل العديد من الخدمات متاحة لهم؛ حيث بإمكانهم طلب موعد مع مستشاري المركز المهنيين، وبإمكانهم البحث عن فرص التدريب وبرامج الدراسات العليا من خلال المنصة الإلكترونية لمركز التوجيه الوظيفي، ويعقد سنوياً المؤتمر الوظيفي «استرولاب»، وهو حدث وظيفي في الجامعة يمتد ليومين ويمنح الفرصة للخريجين لزيارة المعرض المهني ومقابلة أصحاب العمل والتعرف إلى الوظائف المتاحة لديهم.
وتقول: في عام 2020، حصل 76% من خريجي جامعة السربون أبوظبي على وظائف أو تابعوا دراساتهم العليا خلال ال 6 أشهر الأولى بعد تخرجهم، ووفقاً لنتائج الدراسات الاستقصائية لخريجي الجامعة عام 2021، وجد أن 62% من الطلبة حصلوا على وظائف ويعود ذلك لاضطراب سوق العمل المرتبط بتأثير جائحة «كوفيد- 19».
وتضيف: بحسب نفس الدراسة، تمكن غالبية الطلبة من الحصول على عمل خلال الثلاثة أشهر الأولى من تخرجهم، ومنذ سنتين، زاد متوسط الوقت الذي يحتاج إليه الطلبة للحصول على وظيفة بضعة أشهر.
خريجون:
التقت «الخليج»، عدداً من الخريجين والخريجات الإماراتيين والوافدين، الذين تخرجوا من جامعات حكومية وخاصة، خلال جائحة «كوفيد- 19»، وكذلك الذين تخرجوا في سنوات سابقة قبل الجائحة؛ حيث تقول الإماراتية شما الدرمكي الحاصلة على بكالوريوس نظم المعلومات الإدارية من جامعة الإمارات، إنها تخرجت عام 2006 وحصلت على وظيفة خلال 3 أشهر من تاريخ التخرج؛ حيث رشحتها الجامعة للتدريب في غرفة تجارة أبوظبي لمدة 3 أشهر للحصول على خبرة في سوق العمل، ومن ثم تابعت الجامعة إجراءات التعيين فور انتهاء التدريب.
وتشير إلى أنه على الرغم من تخرجها منذ سنوات عديدة، فإن الجامعة ما زالت تتواصل معها حتى الآن للاطلاع على مستجدات أحوالها في مقر عملها.
وتبين الإماراتية عبير عبد الله محمد القحطاني، التي تخرجت عام 2018 من جامعة العين بكلية إدارة العمال تخصص محاسبة، أن هناك متطلباً جامعياً يجب حصول الطالب عليه قبل التخرج، وهو الالتحاق بدورة تدريبية في جهة عمل متعلقة بمجال دراسته، وتستغرق الدورة مدة تتراوح بين 6 إلى 8 أشهر على حسب عدد ساعات العمل.
وتضيف أن الحصول على تلك الدورة التدريبية ساعدها في الحصول على وظيفة بعد التخرج بشهرين.
وعلى صعيد متصل يوضح يزيد عمر يوسف الدقير، بريطاني الجنسية من أصول سودانية، حاصل على بكالوريوس حاسوب وأمن المعلومات بكلية الهندسة في جامعة أبوظبي عام 2021، أنه بفضل جهود الجامعة المبذولة في مجال توظيف الطلبة بعد التخرج حصل على وظيفة في القطاع الخاص خلال شهر واحد من تاريخ تخرجه.
ويلفت حمزة كموني، الحاصل على بكالوريوس المحاسبة وإدارة الأعمال من جامعة أبوظبي، عام 2020 أنه حصل على وظيفة خلال شهرين من التخرج في القطاع شبه الحكومي.
اختلاف نسبة التوظيف
قال راشد الشامسي، مدير إدارة الشؤون المهنية للخريجين بالإنابة في جامعة زايد إن نسبة توظيف الخريجين تختلف من سنة لأخرى، وذلك حسب ظروف قطاع العمل في الدولة، والذي واجه تحديات خلال فترة جائحة كورونا مؤخراً، لكننا مؤمنين بالمبادرات الوطنية التي أطلقتها الحكومة الرشيدة لدعم القطاع الخاص وقطاع ريادة الأعمال تحت مظلة مبادرة تنافسية الكوادر المواطنة «نافس» الحكومية.
وأضاف إن متوسط المدة الزمنية، التي يحصل خلالها الخريج على وظيفة يختلف بين خريج وآخر وأوضاع سوق العمل، وقد يكون أقرب متوسط لمدة الانتظار بين 6 أشهر إلى سنة، وتحرص الجامعة في التواصل مع خرجيها بشكل مستمر، وذلك من خلال النشرات الشهرية ووسائل التواصل الاجتماعي، كما تحث الجامعة طلبتها على استكمال دراستهم العليا سواء في مقر الجامعة أو أي جامعة أخرى يرغبون فيها.
مكتب للمتابعة بجامعة العين
يؤكد الدكتور غالب الرفاعي، رئيس جامعة العين، أن الجامعة تتابع خريجيها عن طريق مكتب الخريجين، الذي يقدم الدعم والمساعدة لهم لتطوير مسارهم المهني وقدراتهم على مواجهة التحديات من خلال تقديم الإرشاد المهني وتوفير الخدمات المهنية والأكاديمية والاجتماعية ورفع معدل توظيفهم وتأهليهم للدخول لسوق العمل، ويتواصل مكتب الخريجين في الجامعة مع المؤسسات الحكومية والخاصة التي بدورها توفر فرصاً وظيفية للخريجين.
ويقول خلال عام 2018-2019 بلغت نسبة التوظيف خلال السنة الأولى من التخرج 68.9% تقريباً، وذلك على النحو التالي: 68.5% لخريجي الهندسة، 53% لخريجي الصيدلة، 73.5% لخريجي القانون، 69.5% لخريجي التربية، 79.5% لخريجي الأعمال، و69.5% لخريجي الاتصال والإعلام، أما بالنسبة لعام 2019-2020 الذي شهد بداية جائحة كورونا فقد انخفضت نسبة التوظيف إلى 52.75% تقريباً.
