عادي
مستعد لزيادة معدلات الفائدة والموازنة ما بين التضخم والانكماش

هل ينجح «الاحتياطي» في ضمان «هبوط ناعم» للاقتصاد الأمريكي؟

10:00 صباحا
قراءة 3 دقائق
يواجه الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي استحقاقاً حاسماً الأربعاء، إذ تتحتم عليه زيادة معدلات فائدته الرئيسية لمكافحة التضخم بعد عامين على خفضها إلى الصفر لمكافحة تبعات كوفيد-19، وذلك في وقت يلف الغموض مجدداً الآفاق الاقتصادية جراء الحرب في أوكرانيا.
والهدف من تحرك البنك المركزي الأمريكي إرغام المصارف التجارية على فرض معدلات فائدة أعلى على القروض الممنوحة لعملائها سعياً لإبطاء الاستهلاك، وبالتالي تخفيف الضغط على الأسعار، ولاسيما في ظل توقعات بأن تستمر مشكلات الإمداد لأشهر.
ومع بلوغ التضخم أعلى مستوياته منذ 1982، سيسعى الاحتياطي الفيدرالي الذي يعقد الثلاثاء والأربعاء اجتماعه حول السياسة النقدية، لإطلاق هذه الديناميّة.
وأعرب رئيس الاحتياطي جيروم باول قبل فترة قصيرة عن ثقته في قدرة المؤسسة على ضمان «هبوط ناعم» للاقتصاد يسمح بـ«ضبط التضخم بدون التسبب بانكماش».
غير أنه سيتحتم على الاحتياطي التحرك بحذر في هذه المسألة البالغة الحساسية.
وأوضح خبراء الاقتصاد في مصرف ويلز فارغو في مذكرة أن «تزامن تضخم أكثر ارتفاعاً ونمو أبطأ يطرح معضلة على الاحتياطي الفيدرالي».
وهم يرجحون أن تُعطى الأولوية لإبطاء التضخم، خصوصاً أنه «اكتسب المزيد من المصداقية خلال العقود الماضية بصفته حارساً لاستقرار الأسعار».
ويتوقع الخبراء ست زيادات في معدلات الفائدة بقيمة ربع نقطة مئوية (0,25%) عام 2022.
ترقب «هبوط ناعم»
وترى إدارة الرئيس جو بايدن أن الكرة باتت في ملعب الاحتياطي الفيدرالي، واعتبرت وزيرة الخزانة جانيت يلين أنه من «المناسب» أن يتحرك البنك المركزي، مشددة الخميس في تصريحات لمحطة «سي إن بي سي» على أنها تترقب هي أيضاً «هبوطاً ناعماً».
وتراوح معدلات الفائدة الرئيسية منذ آذار/مارس 2020 ضمن هامش متدنّ ما بين صفر و0,25%، ويزيدها الاحتياطي الفيدرالي عادة على مراحل من 0,25 نقطة مئوية، لكن فرضية زيادة أكبر بقيمة 0,50 نقطة بدت في وقت ممكنة.
غير أن جيروم باول كان في غاية الوضوح خلال جلسة استماع في الكونجرس في مطلع آذار/مارس، إذ قال «أميل إلى اقتراح وتأييد زيادة في معدلات الفائدة بـ25 نقطة أساس».
ولم يعد أحد في الأسواق يتوقع زيادة من نصف نقطة، بل يرجح الجميع تقريباً (95,9% من العملاء) ربع نقطة فقط، فيما يتوقع الآخرون إبقاء نسب الفائدة بمستواها الحالي، بحسب ما أظهر تقييم المنتجات الآجلة الصادر عن سوق «سي إم إي غروب».
وفي أوروبا، حيث التضخم أقل ارتفاعاً، قرر البنك المركزي الأوروبي الخميس إبقاء معدلات فائدته في الوقت الراهن بمستواها الحالي، وهو الأدنى تاريخياً.
شبح السبعينات
ارتفع معدل التضخم السنوي في الولايات المتحدة إلى 7,9% في شباط/فبراير، بحسب مؤشر أسعار المستهلك الصادر عن وزارة التجارة، وتسببت الحرب في أوكرانيا بزيادة إضافية في أسعار البنزين والمواد الغذائية. ويعتمد الاحتياطي الفيدرالي مؤشراً آخر هو مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي الذي سجل ارتفاعاً سنوياً قدره +6,1% في كانون الثاني/يناير.
ويثير كل ذلك مخاوف من تكرار أزمة التضخم الذي فاق 10% في السبعينات وبداية الثمانينات، حين عمد الاحتياطي الفيدرالي إلى زيادة معدلات فائدته بنسبة وصلت إلى 20%، ما أتاح إبطاء ارتفاع الأسعار لكنه أغرق البلد في انكماش اقتصادي.
وذكر خبراء الاقتصاد في ويلز فارغو أن «السبعينات، حين اضطر صانعو القرار في الاحتياطي الفيدرالي إلى تنظيم انكماش أليم... تبقى محفورة في ذاكرة الاحتياطي الفيدرالي».
وأعربت خبيرة الاقتصاد في شركة «غرانت ثورنتون» عن «قلقها حيال زيادة في توقعات التضخم والدخول في دوامة أجور/أسعار أكثر خطورة»، في وقت يتسبب نقص في اليد العاملة منذ الآن بزيادة في الأجور.
لكنها أضافت «(لم نصل) إلى هذه المرحلة بعد وتعهد الاحتياطي الفيدرالي على غرار مصارف مركزية أخرى بتفادي تكرار السبعينات».
ويظهر سوق الوظائف الأمريكية حالياً متانة كبيرة مع تراجع معدل البطالة في شباط/فبراير إلى 3,8%.
ومن المتوقع أن يبحث الاحتياطي الفيدرالي أيضاً التوقيت المناسب للشروع في خفض برنامج التيسير الكمي من خلال التخلص تدريجياً من مليارات الدولارات من سندات الخزينة والأصول الأخرى التي اشتراها منذ آذار/مارس 2020 بهدف دعم الاقتصاد.
(أ ف ب)
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"