عادي
15 توصية بحلول مبتكرة لمواجهة أبرز تحديات الطفل

منتدى «ودّ» العالمي لتنمية الطفولة المبكرة يختتم أعماله في أبوظبي

20:19 مساء
قراءة 4 دقائق
خلال إحدى الجلسات

أبوظبي:عماد الدين خليل

اختتمت أعمال المنتدى العالمية لتنمية الطفولة المبكرة «ودّ» الأربعاء، التي أطلقتها هيئة أبوظبي للطفولة المبكرة، في جزيرة ياس بأبوظبي على مدار يومين، برعاية سموّ الشيخ ذياب بن محمد بن زايد آل نهيان، رئيس ديوان ولي عهد أبوظبي، رئيس هيئة أبوظبي للطفولة المبكرة. وشهد المنتدى اقتراح 15 توصية لحلول قصيرة ومتوسطة وطويلة المدى، لمواجهة أبرز تحديات تنمية الطفولة المبكرة.

وقال خلدون خليفة المبارك، العضو المنتدب والرئيس التنفيذي للمجموعة في شركة «مبادلة» للاستثمار، خلال كلمته «عن بُعد»، إن انعقاد فعاليات المنتدى يؤكد أن أكبر مسؤولية تواجهنا تمكين جيل المستقبل، كونهم مستقبل دولتنا، ومستقبل العالم أجمع. كما يؤكد التزامنا في دولة الإمارات بإطلاق المبادرات التي تسهم في التصدّي لأبرز وأهم التحديات العالمية.

التنمية والتطوير

وأضاف: شكلت الرؤية الحكيمة للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، حجر الأساس لمسيرة التنمية والتطوير التي شهدتها دولتنا على مدى الخمسين عاماً الماضية، حيث أكد أهمية تمكين جيل المستقبل وأنهم جوهر هذه الرؤية عندما قال: «إن أكبر استثمار للمال، هو استثماره في بناء أجيال من المتعلمين»، وبفضل الجهود العظيمة التي بُذلت طوال السنوات الماضية، أصبح بإمكان أطفالنا اليوم، الحصول على تعليم وفق أفضل المعايير العالمية، كما أصبح الطريق ممهداً لهم لتحقيق أحلامهم وطموحاتهم، ليصبحوا رواد فضاء وأطباء وفنانين ومتخصصين في الطاقة النووية والنظيفة والمتجددة والتكنولوجيا، ورواد أعمال وغير ذلك.

وتابع: إن هذا التقدم الذي تحقق يعكس الجهود المخلصة التي ساهمت في النجاح المشرِّف لدولتنا في جميع المجالات حيث تدرك دولة الإمارات أهمية دعم الطفولة في مراحلها المبكرة عبر الاهتمام بمهارات الأطفال الاجتماعية والعاطفية والأكاديمية.

الذكاء الاصطناعي

وقال عمر سلطان العلماء، وزير الدولة للذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي وتطبيقات العمل عن بُعد، خلال مشاركته «عن بُعد» بجلسة «دور الحكومات وصنّاع السياسات في معالجة التأثير السلبي الذي لم يُعرف بعد «للتكنولوجيا المستخدمة اليوم»، إن منتدى «ود» يعكس اهتمام كبيرا لضمان طفولة صحية تكنولوجية لأطفال دولة الإمارات والعالم.

وأضاف: مع التسارع الكبير للتطور التكنولوجي المدفوع بالثروة الصناعية الرابعة وحلول وأدوات الذكاء الاصطناعي في مختلف المجالات من الحياة والعمل تعمل الحكومة لرؤية استشرافية واستباقية لرسم الخطط، وتصميم الحلول لمواجهة التحديات التي يفرضها التطور التكنولوجي في المجتمع والأفراد والقطاعات الحيوية، عبر الشركات الفعّالة بين الحكومة والقطاع الخاص والمجتمع.

وأضاف: نسعى لتعزيز مشاركة الذكاء الاصطناعي في إحداث نهضة كبيرة في مختلف القطاعات كونها المحرك الرئيسي للتنمية الشاملة والمستدامة، ولدينا في دولة الإمارات رؤية واضحة للمستقبل ونعمل ضمن جهود متكاملة على إعداد أجيال المستقبل وتنشئتهم ضمن بيئة آمنة ومحفزة.

الاستثمار البشري

وشهدت فعاليات اليوم الثاني والأخير، عقد جلسة نقاشية عن إعادة توجيه الاستثمارات ولماذا تعدّ تنمية الطفولة المبكرة مستقبل الاستثمار البشري، حيث كشفت الأبحاث التي تظهر أن الاستثمار في الرفاه العاطفي والاجتماعي للأطفال في السنوات الأولى له آثار إيجابية في التنمية الاقتصادية والاجتماعية الطويلة المدى، حيث إن كل دولار يُستثمر في برامج الطفولة المبكرة العالية الجودة يوفر عائداً بين 4 دولارات و16 دولاراً في التنمية الاجتماعية والاقتصادية المستقبلية، كما تظهر الأبحاث بوضوح الفوائد الطويلة الأمد للاستثمار في تنمية الطفولة المبكرة.

تنمية الطفولة

وقالت المتحدثة في الجلسة إيرينا ديا، المديرة المساعدة لتنمية الطفولة المبكرة في «يونيسيف» «عندما نمنح الأطفال أفضل بداية في الحياة، تكون الفوائد كبيرة يعد الاستثمار في تنمية الطفولة المبكرة إحدى أقوى الوسائل المتاحة لدينا وأكثرها فاعلية من حيث الكلفة، لضمان وصول جميع الأطفال إلى إمكاناتهم الكاملة أثناء الطفولة، وإعدادهم على أفضل وجه ليكونوا مواطنين لامعين ومنتجين ومساهمين في الاقتصاد العالمي»

ومن بين المخرجات التي تمت مناقشتها ومتابعتها لمساعدة جميع الأفراد المهمين في حياة الطفل، من صنّاع السياسات، والمهنيين، إلى الوالدين والأطفال أنفسهم، لإنشاء أفضل الأسس لتعلم الطفل وسلوكه وتعزيز رفاهه العاطفي وصحته البدنية، كان إطار اللعب القائم على حماية حقوق الطفل على مستوى المنظومة.

وقد بادرت هيئة أبوظبي للطفولة المبكرة بالتعاون مع مجموعة الابتكار المعرفي التي تضمّ خبراء متخصّصين في مجال الرفاه العاطفي، إلى تصميم النموذج الأولي لإطار اللعب القائم على حماية حقوق الطفل في المنظومة، وهو منصّة مجهّزة بتقنيات الذكاء الاصطناعي، لتأمين ما يلزم من موارد ضرورية، ويستطيع الوالدان والمعلمون عبرها، الحصول على ما يحتاجون إليه من معلومات وموارد تساعدهم في الحفاظ على صحة أطفالهم النفسية والوقوف على كيفية تأثير مشاعرهم الشخصية على علاقتهم بأطفالهم.

الجيل الرقمي

وشهد المنتدى أكثر من 40 جلسة حوارية تفاعلية وحلقات نقاش وموائد مستديرة وتضمنت الفعاليات جلسة متخصصة عن تطوير موارد الصحة النفسية للجيل الرقمي التي قدّمها الدكتور ديميتري كريستاكيس، طبيب الأطفال، والمؤلف والباحث في جامعة واشنطن، وجلسة عن إعادة صياغة طرق اللعب التفاعلي بما يتناسب مع أطفال الجيل الرقمي قدمتها خبيرة التربية العالمية الدكتورة ميشيل بوربا، وحلقة متخصصة برعاية "ضمان" عن كيف يؤثر الوقت الذي يقضيه الوالدان أمام الشاشات في عادات الأطفال المتعلقة باستخدام التكنولوجيا. وحلقة نقاش عن إعادة تقييم أهمية دور العاملين في مجال تنمية الطفولة المبكرة في المجتمع.

500 طفلٍ انضموا مع أسرهم إلى تحدي المرح احتفاءً بنجاح المنتدى

واختتم المنتدى أعماله بتحدي المرح للأطفال في موقف الرصيف «Pier 71» في جزيرة ياس في أبوظبي، بهدف تشجيع الأطفال منذ السنوات الأولى على تبنّي أنماط الحياة الصحية وتحقيق أفضل النتائج التي تؤثر بشكل إيجابي على حياة أطفالنا في أبوظبي وخارجها، وشارك فيه أكثر من 500 طفلٍ مع أسرهم، استمتعوا خلاله بمسار مخصّص للجري بطول كيلومتر واحد، وتميّز هذا المسار باحتوائه على إضافات ممتعة ومرحة مثل المسار التفاعلي الغني بالألوان الزاهية وخاصية اللمس الخفيف والأنفاق المصممة بطريقة مميزة والأقسام المزخرفة المثيرة للاهتمام، ومسارات الفينيل الملونة التي ساعدت على توجيه الأطفال نحو المسار الصحيح خلال السباق.

وقال عارف حمد العواني الأمين العام لمجلس أبوظبي الرياضي: «نشعر بفخر كبير لنجاحنا في استضافة «تحدي المرح» الذي يدعم جهود المبادرة».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"