عادي

«سوب أوبرا».. دراما تحت الاختبار

23:19 مساء
قراءة 3 دقائق

القاهرة: محمد فتحي

يسعى صنّاع الدراما في مصر إلى نقل كل ما هو جديد وتقديم نوعيات جديدة من الأعمال التليفزيونية الدرامية، وهو ما يحدث من خلال مسلسل «وسط البلد»، الذي يعد أول مسلسل «سوب أوبرا» مصري، أحد أضخم الأشكال الدرامية التلفزيونية العالمية، التي تُقدم في إطار من الحلقات الدرامية التي تستمر لسنوات، لتُتابع الحياة اليومية لأبطاله، كما يتميز هذا النوع من المسلسلات بعدم وجود نهاية مكتوبة محددة عند بدء إنتاجه، ما يجعل عرضه يمتد لسنوات بعدد حلقات قد يصل لآلاف الحلقات؛ حيث إن فريق العمل يتغير بشكل دائم؛ إذ تموت الشخصيات بشكل دوري وتحل مكانها شخصيات أخرى جديدة.

كانت هناك تجارب سابقة لتقديم هذه النوعية من الأعمال من قبل، لكن لم يتفاعل معها الجمهور أو تحقق النجاح المطلوب قبل أن تختفي، فهل تنجح عودة هذه النوعية مجدداً في الدراما المصرية؟، خصوصاً أن هناك من يترقب مدى نجاح هذا العمل من أجل تقديم أعمال أخرى من النوعية نفسها.

يرى المخرج أحمد شفيق، المشرف على إخراج مسلسل «وسط البلد» أن فكرة تقديم هذا النوع من الدراما غير مسبوق تقديمه في مصر، ويضيف: يحسب لقناة «MBC مصر»، تقديم هذه التجربة وتبنّي إطلاقها، وخصوصاً أنها قد تمتد لمدد غير محددة وفقاً لطبيعة الأحداث، ومن أبرز ما يميز هذه التجربة هو إتاحة الفرصة أمام العشرات من الوجوه الشابة الواعدة من خريجي ودارسي المعاهد الفنية والمسرحية المتخصصة، والذين تم اختيارهم بعناية شديدة وبعد جهد كبير ومتابعات على مدار عدة أشهر، وإتاحة الفرصة للوجوه الشابة لم يقتصر فقط على الوجوه الجديدة أمام الشاشة؛ بل أتيحت الفرصة للكثير من الشباب في فريق العمل بالكامل من عناصره المختلفة الإنتاجية والفنية وأيضاً في مجالات الكتابة والإخراج، وقد بدأت التحضير للمسلسل قبل عام كامل، من خلال مراحل التأليف والديكورات واختيار العناصر الفنية، وأتوقع أن يلقى العمل نجاحاً مع عرضه، بسبب تداخل الأحداث مع الحياة اليومية، وما سيلمسه المشاهدون من جهد بُذل من كل فريق العمل.

ويقول حسن عسيري، منتج مسلسل «وسط البلد»: أتمنى أن يمثل هذا الشكل الدرامي الجديد إضافة لصناعة الدراما في مصر، وأن يتيح للمشاهد المصري والعربي الاستمتاع بنمط مختلف من المشاهدة، وأتوقع أن يكون المسلسل الجديد أكبر منصة لإطلاق المواهب الشابة في الفترة الحالية في مصر؛ حيث إن هناك أكثر من 50 وجهاً جديداً في هذه المرحلة فقط يحصلون على فرصة مميزة، والعدد مرشح للزيادة في المراحل المقبلة. أما السيناريست فداء الشندويلي فيقول: يعتمد نجاح هذه النوعية من الأعمال على كتابتها بطريقة مميزة، واعتمادها على خطوط درامية وأحداث متوازية، وخصوصاً أن عدد حلقاتها تكون كبيرة، فيجب أن تتم كتابتها من دون ملل أو مط في أحداثها، وتقديم تيمة درامية مختلفة ومشوّقة، وتكون الأحداث غنية يمكن أن يتفرع منها أكثر من خط درامي، فمثل هذه الأعمال تحتاج إلى تركيز ومجهود كبيرين في كتابتها وتقديمها، وهذه النوعية من أعمال «السوب أوبرا» ليست جديدة على الدراما المصرية، لكنها وصلت إلى مصر متأخرة.

جمهور خاص

الناقد نادر عدلي يرى: يجب الحكم على التجربة بعد مشاهدتها، ولكن نوعية مسلسلات «السوب أوبرا» من المفترض أن لها جمهورها الخاص، وتعرض عادة في فترة الصباح، لتسلية المشاهدين وبالأخص ربات البيوت، وموضوعاتها في الأغلب تكون حول الحياة اليومية، كما تكون خالية من العقد والحبكة الدرامية، ومدى انتشارها يعتمد على نجاح التجربة وجذبها للجمهور.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"