خففت مدينة شنجن التي تعد مركزًا للتكنولوجيا في جنوب الصين تدابير الإغلاق جزئياً، بعدما شدد الرئيس شي جين بينج على الحاجة إلى «تقليص تأثير» وباء كوفيد على اقتصاد البلاد، فيما حذر خبراء من أنه على الرغم من انخفاض حالات الوفاة الناجمة عن فيروس كورونا في الولايات المتحدة، إلا أنه يجب الاستعداد لمتحور جديد، سواء كان ذلك BA.2 أو واحداً آخر مختلفاً عنه.
واستؤنف العمل في المدينة التي تعد 17,5 مليون نسمة، وحيث فُرض إغلاق كامل منذ الأحد، فيما أعيد تشغيل المصانع ووسائل النقل العام في أربع مناطق ومنطقة اقتصادية خاصة، وفق ما أكدّت حكومة شنجن في وقت متأخر الخميس. وأضافت أن هذه المناطق «حقّقت صفر (كوفيد) الديناميكية في المجتمع». وسجّلت الصين 4365 إصابة جديدة في أنحاء البلاد، أمس الجمعة، بحسب بيانات لجنة الصحة الوطنية، في وقت تحاول السيطرة على تفشي المتحورة أوميكرون في أنحاء البلاد، في إطار موجة وبائية تعد الأسوأ منذ مطلع 2020. ولا يزال ملايين السكان خاضعين لتدابير إغلاق في أنحاء البلاد، فرضت على قسم كبير منهم قيود محلية تهدف للسيطرة على مجموعات الإصابات فور ظهورها من دون الحاجة لإغلاق مدن بأكملها. وجاءت الإجراءات بعدما أشار شي إلى الكلفة الاقتصادية الباهظة لاستراتيجية «صفر كوفيد» أثناء اجتماع للمكتب السياسي للحزب الشيوعي الصيني الخميس والذي تعهّد خلاله «التمسّك» بالنهج، مشيراً إلى أن «الثبات يعد نصراً». وسجّلت شنجن 105 إصابات جديدة الجمعة، وفق بيانات لجنة الصحة الوطنية.
من جهة أخرى، وقال الخبراء إنه في حين ليس من الواضح بعد ما إذا كان BA.2، وهو سلالة فرعية من متحور «أوميكرون»، سيتسبب في زيادة أخرى قريباً في أعقاب أول تفشي لهذا المتحور، فإنه يظهر علامات مقلقة على قدرته في إصابة أولئك الذين تعافوا سابقاً من كوفيد-19. وقال صمويل سكاربينو، عالم الأوبئة والمدير الإداري لمراقبة مسببات الأمراض في معهد الوقاية من الأوبئة التابع لمؤسسة «روكفلر»:«من غير المعتاد أن نرى طفرة تعقبها طفرة أخرى في تتابع سريع. عندما يحدث ذلك، فإنه دائماً ما يكون علامة على نوع من التهرب المناعي». وأضاف: «الولايات المتحدة تتأخر في كثير من الأحيان بثلاثة إلى أربعة أسابيع عن الزيادات المفاجئة في الارتفاع في المملكة المتحدة. أعتقد أن جميع الإشارات تشير إلى وجود زيادة في متحور BA.2 في الولايات المتحدة، ولكن ما نراه في أوروبا بدأ للتوّ خلال الأسبوع ونصف الأسبوع الماضي. لذلك لا تزال الأيام الأولى، مما يعني هناك الكثير من عدم اليقين».
(وكالات)
