دبلوماسية الأمن والسلام

02:17 صباحا
قراءة دقيقتين
افتتاحية الخليج

في الأزمات الدولية الكبرى التي تهدد الأمن والسلم الدوليين، كما هي الحال في الأزمة الأوكرانية الحالية، يحتاج العالم إلى دبلوماسية هادئة، متزنة، عاقلة، تتفاعل مع التطورات، بلا تهور ولا تشنج، وتقيس الأمور بميزان من ذهب، وتأخذ في اعتبارها مصالح بلدها أولاً، ثم مصلحة العالم، لخلق بيئة إيجابية تتعامل مع الأزمة بهدف التخفيف من وطأتها، بما يؤدي في النهاية إلى حل وسط مقبول لكل الأطراف.

 هذه هي دبلوماسية دولة الإمارات، التي يقودها سمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي، في الأزمة الحالية، وفي كل الأزمات الأخرى. إنها الدبلوماسية الإيجابية التي تنطلق من المصلحة الوطنية بالدرجة الأولى، وتتخذ من ميثاق الأمم المتحدة ومندرجاته نهجاً ثابتاً، انطلاقاً من إيمانها العميق بأن الأمن والسلم أمانة يجب الحرص عليها وحمايتها والدفاع عنها.

 في زيارة سموه، أمس، إلى موسكو واجتماعه بوزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف تأكدت أهمية الدبلوماسية الإماراتية ودورها في عالم مضطرب يعج بالحروب والصراعات، لأنها تتعامل مع ذلك بواقعية ووعي وعقل منفتح، وإدراك لأهمية أية خطوة في مجرى هذا الصراع، الأمر الذي حدا بالوزير الروسي إلى الإشادة بالموقف المتزن لدولة الإمارات بشأن أزمة أوكرانيا، في حين أكد سمو الشيخ عبد الله ضرورة التوصل إلى تسوية، وحل سلميّ، بين روسيا وأوكرانيا، وعبّر عن استعداد دولة الإمارات لدعم الجهود كافة الهادفة إلى إيجاد حل للأزمة، بما في ذلك وقف إطلاق النار، مشدداً على التزام الإمارات بالدبلوماسية البناءة الهادفة إلى خفض التصعيد.

 وإذا كان الاجتماع تناول سبل تعزيز علاقات الشراكة الاستراتيجية في المجالات كافة، وناقش التحديات والتطورات المتعلقة بالأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا، واستقرار أسواق الطاقة والسلع العالمية بما في ذلك المعروض العالمي من الحبوب، إضافة إلى القضايا الإنسانية المتعلقة بالحرب الأوكرانية وضرورة التخفيف من معاناة المدنيين، فإن كل ذلك يدخل في صميم دبلوماسية دولة الإمارات التي تتعامل مع مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك بروح من المسؤولية والتزام القيم الإنسانية من دون تمييز.

 إنها دبلوماسية دولة الإمارات التي تلتزم مبادئ الأمم المتحدة، وتعتبر أن الأمن والسلام الدوليين مسؤولية عالمية يجب ألا تخضع للمساومة أوالانحياز.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"