رسوم بلا خدمات

00:44 صباحا
قراءة دقيقتين

انقضى الأسبوع الأول من سباق امتحانات نهاية الفصل الثاني للعام الدراسي الجاري 2021-2022، في أولى محطات التقييم المعدل الذي أعاد توزيع الأوزان، وارتقى بأهمية هذا الفصل لدى الطلبة وأولياء الأمور، بعد تعديل وزنه إلى 40%.
الامتحانات بحسب المواد الدراسية المقدمة، جاءت في متناول الجميع؛ إذ إن الأسئلة تحررت من الغموض، ولم تتضمن صيغاً صعبة أو محتوى يثير التساؤل، ليحاكي مضمونها المستويات الطلابية كافة، فيعيش الميدان التربوي حالة من الهدوء والاستقرار النفسي والرضا، من دون أي شكاوى أو منغصات قد تعكّر صفو الممتحنين.
ولكن على الرغم من الحياة الوردية التي يعيشها مجتمع التعليم في ظل الامتحانات هذه الأيام، فإن عدم التزام بعض المدارس الخاصة بالجاهزية، وتوفير الإنترنت، وتواضع المختبرات خلال الاختبارات، أدى إلى ارتباك شريحة كبيرة من المتعلمين؛ إذ أثّر سلباً في تركيزهم وإجاباتهم عن أسئلة الامتحان.
الحق يقال، الجهات المعنية بالتعليم وجّهت المدارس سواء الحكومية أو الخاصة، بمتطلبات الامتحان، والاحتياجات والتجهيزات التي ينبغي أن تسبق انطلاقة الاختبارات التي تم إقرارها في جميع الصفوف (إلكترونية حضورية)، ما عدا الصفين الثالث والرابع اللذين يؤدي طلابهما الامتحانات ورقياً، ولكن للأسف مازالت لدينا إشكالية عدم الالتزام والتحلي بالمسؤولية.
الإشكالية التي واجهتها شريحة طلابية كبيرة في بعض المدارس الخاصة، جعلتنا نتساءل عن أسباب غياب المسؤولية لدى تلك الإدارات عند التعاطي مع الامتحان الختامي؟ وما ذنب الطالب ليخسر تركيزه ودرجاته ومجهوده، لعدم حرص مدرسته على توفير الخدمات المكفولة له، على الرغم من أنها «مدفوعة القيمة»، وأين الرقابة التي تتابع جاهزية المدارس قبل وأثناء وبعد الامتحانات؟
نحن مع المدارس الخاصة عند مطالبة أولياء الأمور بسداد الرسوم الدراسية لتعليم أبنائهم، واتخاذها الإجراءات كافة في هذا الشأن، كحق مكفول لها لا جدال فيه، لأسباب تتعلق بالتشغيل والرواتب وغيرها، ولكن هذه الرسوم ينبغي أن تقابلها خدمات تعليمية ومساندة، وهذا ما يثير تساؤلاً جديداً: أين حقوق الطلبة وأولياء أمورهم؟ ما دامت تلك المدارس حصّلت حقوقها من الرسوم، فهل يجوز أن تحصد الأموال من المتعلمين، من دون توفير خدمات؟
الامتحانات الختامية لأي فصل دراسي مهمة، ولا يجوز العبث بها؛ لأنها تحدد مستقبل الطلبة، وتحدد قبلتهم من عام لآخر، والإنترنت والمختبرات مكونات أساسية في أي مؤسسة تعليمية، لتمكين الطلبة ليس من الامتحانات فحسب؛ بل من عملية التعليم والتعلم أيضاً. نحتاج إلى رقابة حقيقية على المدارس خلال الامتحانات لمتابعة الجاهزية على أرض الواقع، لاسيما أن هناك إدارات مدرسية لا ترتدي عباءة المسؤولية إلا في وجود الرقابة.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"