عادي

مشاريع تخرّج طلاب كلية الاتصال في الشارقة..ثقافة وابتكار

23:23 مساء
قراءة 5 دقائق
1
من مشروع الطالبة موزة بلال

تحقيق: مها عادل

معارض مشاريع التخرج، من أهم آليات دعم إمكانات الطلاب بالجامعات، وإبراز مواهبهم، وصقل قدراتهم، فهي بوابة هامة وفاعلة في نقل خبرات الطلبة وتوظيفها في مشاريع تطبيقية تعكس ما قاموا بتحصيله خلال سنوات الدراسة المتخصصة، وتمهد لهم الطريق للوصول لسوق العمل وفرص التوظيف بشكل أفضل، وتربطهم بمجتمعاتهم، ومن هذا المنطلق، حرصت كلية الاتصال في جامعة الشارقة على تنظيم معرض مشاريع التخرج بعنوان «الشارقة.. للريادة عنوان» لإبراز إبداعات الطلبة من جميع التخصصات من خلال عرض مشاريعهم والاحتفاء بها، كما منحت الجامعة طلابها فرصة ذهبية لعرض مواهبهم على المجتمع المحلي عبر اتفاق شراكة مع شركة «أرادا» للتطوير العقاري لعرض مشاريع الكلية على شاشة سينما السيارات في منطقة الجادة بالشارقة لمدة أسبوعين.

تقول رشا الحمادي، بكالوريوس علاقات عامة في كلية الاتصال والموظفة بالقيادة العامة لشرطة الشارقة عن فكرة مشروعها:

أعددت مشروع التخرج «إحياء الأمثال الشعبية الإماراتية» تجسيداً واعتزازاً بالتراث الإماراتي الأصيل، حيث تعتبر الأمثال الشعبية جزءاً لا يتجزأ من تراثنا العريق الذي يعد مصدر قوتنا. كما تشكل الأمثال الشعبية إطاراً ثقافياً ثرياً يختزل خلاصة تجارب السابقين وحكمة الأقدمين للحذو حذوها، والاستفادة منها وترسيخ الثقافة التراثية في الجيل الجديد وتعزيز الهوية الوطنية والقيم والعادات الأصيلة، وتعزيز الوعي بها لدى كل أفراد المجتمع. وتعكس الحملة الإعلامية التي نفذتها خصوصية الأمثال الشعبية الإماراتية، بغناها وثرائها، وتدعم حالة التراكم المعرفي والقيمي الذي عرفه المجتمع على مدى مئات السنين، ويتجلى ذلك التراكم بمشروعي عبر صور وأشكال اجتماعية وتاريخية ولغوية ذات أصل ثقافي وتراثي يحيل إلى قيم وأخلاق ومواعظ وعادات واعتقادات كانت سائدة فترة من الزمن، تم تداولها بلغة محلية خالصة.

الصورة
1

وتشاركنا الطالبة موزة بلال، بكالوريوس إذاعة وتلفزيون فكرة مشروعها، وتقول: «اخترت فكرة مشروعي لتتناول «قصر الحصن»، حيث يعتبر أحد أهم المعالم التاريخية والتراثية في أبوظبي، وحرصت على أن أعزز الروابط بين الماضي والحاضر بهدف نقل تاريخنا وتراثنا من جيل إلى جيل، ولذلك ركزت في مشروعي على الاستعانة بفيديوهات وصور قديمة لقصر الحصن، لأنه جزء من هويتنا، وأضفت الصور القديمة للقصر قبل أن يتم تطويره وإحياؤه من جديد بصورته الحالية». وتضيف: استغرقت فترة إعداد الفيلم ما يزيد على أسبوعين، والتصوير 8 ساعات، والتنفيذ والمونتاج 5 أيام من العمل المتواصل، وحرصت في مرحلة الإعداد والبحث على الاعتماد على مصادر موثوقة للمعلومات وعرض جميع المراحل التي مر بها قصر الحصن.

وتضيف بلال: احترت كثيراً في اختيار عنوان مناسب للفيلم، وفي النهاية استقر رأيي على اسم: «مجد وطن» ليعبّر عن مدى اعتزازي بتاريخنا وتراثنا الفني. وقد استفدت للغاية من إعدادي لمشروع التخرج هذا العام، خاصة أنني كنت أختار بين عدة أماكن ومعالم تراثية وتاريخية في الدولة.

إنجازات متتالية

أما الطالبتان موزة الفلاسي ومريم المزروعي في قسم العلاقات العامة – كلية الاتصال فقدمتا مشروعاً بعنوان: «المرأة الإماراتية أيقونة للطموح»، واختير هذا المشروع، كما تقول الفلاسي، لتسليط الضوء على دور الإماراتية في السنوات الأخيرة، وما حققته في زمن قياسي من إنجازات متتالية في شتى المجالات، وإبراز دعم القيادة بالدولة لدور المرأة وتمكينها، إلى جانب حفاظها على دورها كأم ومربية للأجيال.

والمشروع عبارة عن تصميم حملة دعائية للتعريف بدور المرأة، وإبراز النماذج الناجحة للمرأة الإماراتية وأهم المجالات والإنجازات التي تفوقت فيها.

1
من مشروع المرأة أيقونة للطموح

وتطلعنا الفلاسي على طبيعة المشروع وعناصره، وتقول: قسّمنا مهام تنفيذ المشروع بيني وبين زميلتي مريم، وأعددنا جدولاً زمنياً لكل مرحلة من المراحل، وفتحنا حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي، وصممنا ملصقات ونشرناها، وأقمنا ندوة واستضفنا فيها رموزاً نسائية إماراتية بارزة، للتحدث حول فكرة مشروعنا الذي استغرق تنفيذه نحو شهر ونصف الشهر.

وتضيف المزروعي: زرنا جناح المرأة في إكسبو الذي استفدنا منه كثيراً، ووثقنا الزيارة بفيديو خاص ضمن المشروع. ورغم بعض الصعوبات التي واجهناها أثناء التنفيذ بسبب العمل افتراضياً إلا أن التعاون الكامل مع زميلتي موزة في تنفيذ الحملة كان من أهم عناصر نجاح المشروع.

وتحدثنا الطالبة مهرة الكتبي – بكالوريوس إذاعة وتلفزيون بكلية الاتصال جامعة الشارقة – عن فكرة مشروعها «التسامح» وتقول: «يتناول مشروعي قيمة التسامح والانفتاح على الثقافات والشعوب، فدولتنا تدعم قبول الآخر على جميع الصعد. واخترت الفكرة بمناسبة اليوم العالمي للتسامح الذي يعني احترام التنوع الثقافي والديني، وحرصت على تصوير بعض المعالم الدينية في الإمارات التي تدل على وجود هذا التسامح بدولتنا.

ورصدت كاميرا مشروعي لقاءات ومقابلات مع أفراد من جنسيات مختلفة يتحدثون فيها بلغاتهم الأم عن مفهوم التسامح لديهم، وقمت بترجمة أحاديثهم باللغة العربية والإنجليزية، ويتضمن الفيلم مشاهد طبيعية ساحرة. واستغرقت ما يزيد على الشهرين لتنفيذ الفيلم منذ اختيار الفكرة وحتى التنفيذ النهائي لها.

وتؤكد الكتبي حجم استفادتها من تنفيذ هذا المشروع وتقول: «شعرت بالسعادة عند تحويل فكرتي إلى فيلم يبعث برسالة مفيدة و مؤثرة للمجتمع وقد حرصت على ترجمة الفيلم للغة الإنجليزية حتى تصل رسالتي لأكبر قطاع ممكن من المشاهدين».

بداية عصر جديد

1
د.أحمد فاروق

تعليقاً على إقامة المعرض الثالث عشر لمشاريع تخرج طلبة كلية الاتصال، يحدثنا د.أحمد فاروق، رئيس قسم العلاقات العامة بكلية الاتصال بجامعة الشارقة ويقول: «نحرص في مشروعات التخرج على أن نتبع فكرة معينة تعبر عن اهتمامات وقيم مجتمعية معينة وعادة ما يقام معرض مشروعات التخرج تحت شعار معين تدور في فلكه كل مشروعات التخرج، وهذا من منطلق حرصنا على مواكبة أهم الأحداث والاحتفالات والاحتياجات الخاصة بالمجتمع، ولذلك فعادة ما ترتبط المشروعات بهذه الأفكار والعناوين المطروحة وتعكس شعار المعرض الذي يركز على مشاركة الدولة في اهتماماتها.

ويضيف: في فترة جائحة «كوفيد 19» كانت المشروعات الطلابية تُنفذ عن بعد بشكل رقمي عن طريق إنتاج ونشر الإصدارات الإعلامية والإعلانية المختلفة، ولم نتوقف عن تنظيم معارض مشروعات التخرج حتى في ظل الإجراءات الاحترازية حيث تم تحويلها لتصبح «أون لاين»، وفي تخصص التصميم الجرافيكي صممنا موقعاً إلكترونياً ينقل عرضاً وافياً للتصميمات، وتجاوزنا هذه التحديات بتحويل كل الأنشطة والمعارض إلى شكل رقمي حتى لا نتنازل عن الجودة أو حصول الطلاب على الفائدة المكتسبة من تدريبهم وقدرتهم على تطبيق ما تعلموه خلال سنوات الدراسة عبر المشاركة بهذه المعارض. وحالياً حرصنا على العودة بقوة بتنظيم هذا المعرض الحضوري، لأن هذه المعارض وسيلة هامة وفعالة تمكن الطلاب من إبراز إمكاناتهم وما توصلوا إليه من مهارات وعرض إبداعاتهم، إلى جانب أنها وسيلة هامة لإبراز المهارات والخبرات التي اكتسبها كل منهم أمام جهات العمل المستقبلية خاصة أن كثيراً من المشروعات تتم بالشراكة مع جهات حكومية.

ويضيف د. فاروق عن خطوة عرض مشروعات الطلبة في سينما السيارات بمنطقة الجادة بالشارقة هذا العام ويقول: هذه خطوة هامة للتأكيد على مهارات الطلاب، وهذا هو مغزى الاتفاق الذي عقدناه مع شركة «أرادا»، والهدف منه عرض عينة من أفلام الطلاب للتأكيد على مستوى خبرات وإمكانات الطلبة بكلية الاتصال أمام المجتمع المحلي، وتجسد هذه الشراكة فكرة التعاون الذي يجب أن يكون حاضراً، بين الجامعات وبين مؤسسات المجتمع المختلفة سواء الحكومية أو الخاصة لدعم جهود الطلاب والجامعات في إبراز كفاءاتهم وإمكانياتهم التي تؤهلهم للمنافسة بجدارة في سوق العمل

الصورة
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"