عادي
خلال تواصل جلسات قمة المعرفة 2022 الافتراضية

قدرات الابتكار.. حلول مستدامة لمواجهة مخاطر اليوم والمستقبل

01:03 صباحا
قراءة 4 دقائق

دبي: محمد إبراهيم
أكد عدد من الخبراء والمختصين المشاركين في قمة المعرفة 2022، أهمية قدرات الابتكار لدفع الحلول المستدامة في مواجهة التحديات الملحة الراهنة والمستقبلية، مشيرين إلى العلاقة الإيجابية بين الابتكار والأداء المستقبلي للمجتمعات في المجالات كافة، فضلاً عن ضرورة توظيف قدرات الابتكار في تطوير مجالات معرفية ومهارات مستقبلية قوية وفعالة في مواجهة المخاطر الصحية والبيئية والتكنولوجية.

قال المشاركون ل«الخليج»، إن الذكاء الاصطناعي تكنولوجيا أساسية في معالجة تهديدات الأمن السيبراني، بفضل قدرته على تحليل كميات هائلة من البيانات بسرعة كبيرة، ما يمكنه من اكتشاف المخاطر أو حتى التنبؤ بها قبل حدوثها، موضحين أن نسبة 18.97% من المخاطر التكنولوجية تتعلق بقدرات الابتكار، وتختلف النتائج قليلاً بالنسبة إلى المخاطر البيئية والصحية التي تنخفض إلى النصف تقريباً، بنسبة 12.01%، و8.67% على التوالي، من إجمالي الإشارات المتعلقة بقدرات الابتكار.

جاء ذلك خلال اليوم الختامي للدورة السابعة من «قمة المعرفة 2022»، وذلك عبر الجلسات الافتراضية التي انطلقت الأربعاء 16 مارس، واستمرت حتى أمس الموافق 18 من الشهر ذاته، بعد أن اختتمت الثلاثاء الجلسات الحضورية في مقر «إكسبو 2020 دبي».

مواطن عالمي

وشهدت فعاليات القمة عدداً من الجلسات؛ إذ جاءت جلسة «التفكير كمواطن عالمي»، لتركز على عدة محاور متعلقة بتعريف المواطن العالمي، وتعلُّم المواطنة العالمية، وخصائص المواطن العالمي، والتفكير بشكل نقدي والتصرف بمسؤولية، وذلك بمشاركة ليبي جايلز مديرة تعليم المواطنة العالمية في مركز نيوزيلندا للدراسات العالمية.

وتحدثت في البداية عن المواطن العالمي، وأنه ليس فكرة جديدة؛ بل إن الحضارات السابقة كانت تُعنى بهذا المفهوم من أجل تحمل المسؤولية، حيث إن المواطن العالمي هو من يتحمل المسؤولية تجاه التحديات التي تواجه العالم.

إدارة البيانات الضخمة

وناقشت الجلسة الثانية التي حملت عنوان «إدارة المعلومات والبيانات الضخمة في قطاع الأعمال من منظور الجيل الرابع»، كيفية استخدام البيانات والمعرفة والخبرة لتحقيق التميز في العمل ودورها في اتخاذ القرارات، بمشاركة البروفيسور إريك تسوي، المدير المساعد لمركز أبحاث إدارة المعرفة والابتكار، بجامعة هونج كونج للفنون التطبيقية.

واستعرض تطورات الثورات الصناعية الثلاث، الأولى وتأثيراتها في قطاع الأعمال وصولاً إلى الثورة الصناعية الرابعة، مشيراً إلى أن الأجيال الثلاثة الأولى وضعت الإنتاج والأدوات والأتمتة أولوية قصوى، لكن الجيل الرابع يستند أكثر إلى المعلومات والبيانات الضخمة.

بيانات ومعلومات

وأكد أن العالم بدأ الثورة الصناعية الرابعة من خلال الاستعانة بالذكاء الاصطناعي والتقنيات الذكية، والتي باتت متداولة وتضيف قيمة لأعمال المؤسسات استناداً إلى البيانات والمعلومات الضخمة، حيث تمنحهم فهماً أوسع للسوق وتلبي طلب المستهلكين.

وأشار إلى أن المؤسسات في قطاع الأعمال يجب أن تكون مستعدة بشكل أكبر لإعادة الهيكلة كي تستمر في العمل بكفاءة وفاعلية، حيث يمكنها الاستفادة من البيانات والمعلومات من أجل دعم النمو والابتكار والإبداع.

وأوضح تسوي أن تحليل البيانات والمعلومات الضخمة من أهم عوامل الثورة الصناعية الرابعة، حيث إنه يوفر المعرفة التي تمثل القوة، وبالتالي تمنح القادة والمسؤولين وصناع القرار الخيارات والحكمة لاتخاذ القرارات المناسبة، مؤكداً أهمية أن تعمل المؤسسات من خلال أساليب مشتركة وواضحة على ترسيخ المعرفة لدى الموظفين؛ لأنه من الواجب العمل على تغيير أنماط الثورة الصناعية الثالثة وتوحيد أنماط التواصل الفعال في الوقت الراهن.

ولفت إلى أن إدارة المعرفة أمر بالغ الأهمية لنجاح الشركات والمجتمعات، ويساعد التنظيم والتخطيط على ذلك من منظور الثورة الصناعية الرابعة، حيث تقود المعرفة إلى الأداء الجيد، فالبيانات مهمة والحواسيب سريعة بما فيه الكفاية لتحليلها، لكن المعرفة هي الأهم في اتخاذ القرارات، مشيراً إلى أن تحليل البيانات سيساعد العالم على اكتشاف الأوبئة والأمراض.

قوة الشباب

وناقش الدكتور ثابت النابلسي رائد في مجال الشباب والتدريب والتطوير والقيادة المجتمعية، التحديات التي تواجه الشباب العربي في امتلاك المعرفة واستثمارها، والثقافة المجتمعية بشأن المعرفة، وذلك خلال الجلسة الافتراضية الثالثة التي عُقدت بعنوان «قوة الشباب.. امتلاك المعرفة أم استثمارها؟».

واستعرض التطور التاريخي لتطبيق المعارف والأفكار على أرض الواقع منذ القرن الثامن عشر وحتى القرن الحالي، مشيراً إلى أن تطبيق العلماء للمعارف اختصر الزمن من 30 عاماً في القرون الوسطى إلى أسابيع وأحياناً ساعات خلال العصر الحالي، وذلك بفضل مراكز الأبحاث والجامعات التي تقود اليوم اقتصاد المعرفة في العالم.

وشدد على ضرورة تقديم الأسر العربية الدعم للشباب لاكتساب المعارف، خاصة أن مجتمعات المنطقة تعتمد على الأسرة في المقام الأول، لافتاً إلى أهمية تضافر جهود الجميع نحو التنظيم بين متطلبات السوق ومخرجات التعليم.

تعايش وتجانس

وتناولت الجلسة الافتراضية الرابعة التي عقدت بعنوان «التعايش والتجانس في الفضاء البحري»، فرص الاقتصاد الأزرق، وأهمية تثقيف الشعوب وتوعيتها بشأن المحيطات والحياة المائية وتعزيز هويتها المرتبطة بهذه المحيطات، والممارسات السلبية وتأثيراتها في المسطحات المائية، بمشاركة الدكتورة حبيبة المرعشي، عضوة مؤسِّسة، رئيسة مجموعة عمل الإمارات للبيئة.

وتحدثت المرعشي خلال الجلسة عن أهمية المحيطات والبحار وتأثيرها في الحياة البشرية، مشيرة إلى أن الحياة البحرية مسؤولة عن 50% من الأكسجين على كوكب الأرض، إضافة إلى تنظيم دراجات حرارة الكوكب لامتصاصها نسبة كبيرة من أشعة الشمس.

ثروات مهمة

وأكدت أن العلماء لم يكتشفوا بعد إلا ثلثي الحياة البحرية، وأن نسبة 80% منها خارج نطاق قدرات العلماء، وهناك حاجة إلى البحوث المكثفة لاكتساب المعارف حول هذه الحياة الغنية بالثروات المهمة بالنسبة للبشرية.

الجائحة والقطاع الصحي

استعرضت الجلسة الخامسة التي عُقدت بعنوان «أثر جائحة كورونا في القطاع الصحي»، بمشاركة الدكتور مجد ناجي مؤسس مجموعة عيادات ليبرتي، التحديات خلال أزمة الوباء والدروس المستفادة من جائحة «كوفيد 19».

وتحدث ناجي خلال الجلسة عن التحديات خلال أزمة الجائحة، ودور المعرفة المهم في السيطرة على الوباء، مشيراً إلى أن المعرفة كانت تمثل التحدي الأول أمام القطاع الطبي للتعامل مع هذا الفيروس، لنصل الآن إلى مرحلة التعافي.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"