إمكانات مبعثرة

01:20 صباحا
قراءة دقيقتين

من المهارات المطلوب الإلمام بها في عالم اليوم، ما يتعلق بفن الشراء والاقتناء وتنظيم الأمور المادية، وحسن استغلال الموارد الشخصية وتوظيفها، وهو أمر يفتقده الكثير منا ممن لا يحسنون استغلال إمكاناتهم ولا يتمتعون بخبرة كافية في التعامل مع البضائع والخدمات حولهم، مما يكلّفهم الكثير خاصة في هذا العصر الذي يتحكم فيه المشاهير بتوجيه البشر واللعب على عواطفهم.
من المؤسف أن تجد شاباً عازباً لا يمتلك أي التزامات مادية مهمة، لكنه يعاني معضلة كفاية راتبه حتى نهاية الشهر، والسبب سوء التنظيم والتعامل مع المادة بنوع من الفوضى وعدم الاكتراث، مع غياب كامل للادخار أو استثمار جزء من الراتب في متطلبات تنتظره في المستقبل، متأثراً بمقولات تروج في أوساط الشباب من نوع «عش حياتك»، وتعني التملص من جميع القواعد والمحاذير والمتطلبات والقفز عليها، من أجل مظاهر وقشور لا  أهمية لها.
هذه المشكلة التي تكبر مع الشخص وتؤثر في سير حياته، وتؤصل العادات السلبية في تصرفاته، تحتاج إلى وقفة تأمل وعلاج، خاصة أنها مرتبطة اليوم بمظاهر وتقليد، وباتت تحصل على تغذية كبيرة من مشاهير التواصل الاجتماعي، وما يبثونه من محتوى قائم على التسويق فقط، والتشجيع على الشراء والتأثير غير المباشر الذي يجعل كثيراً من شبابنا أسيراً لها، وبالتالي يتضح سوء الإعداد للمستقبل وعدم التركيز على استثمار بعض الأموال للظروف القادمة، بدلاً من إنفاقها غير المبرر، ومن ثم اللجوء للبنوك للحصول على قروض أو تسهيلات ائتمانية.
الإدارة المالية فن يجب أن يُلتفت إليه، وتدرّس مهاراته للطلبة الذين يتضح أنهم بحاجة إلى مهاراته في حياتهم التي تضج بالمغريات وتنشط فيها فنون التسويق والاستقطاب، كما أن البنوك والمؤسسات المالية معنية بتصميم برامج تشجع على ذلك، بدلاً من إتاحة قنوات القروض والتسهيلات فقط، وإغفال برامج تشجع على الادخار، مع ضرورة توجيه الوالدين لأبنائهم بضرورة التخطيط لمستقبلهم والمشاركة في تحمّل تبعاته، بدلاً من إضاعة مواردهم في مظاهر الحياة اليومية والبقاء أسرى البطاقات الائتمانية وقروضها وفوائدها التي تتعدى قدراتهم، وهو الأمر الذي يحتاج إلى نظام ومهارة في الشراء، بدلاً من العشوائية التي تتضح آثارها في عدم وجود مدخرات للطوارئ، وصعوبة الاستقلال المالي على الرغم من وجود راتب كافٍ.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"