عادي
في الملتقى الفكري لـ «الأيام»

مداخلتان حول «أبو الفنون» بوصفه نافذة للأمل

00:02 صباحا
قراءة 3 دقائق
خلال الملتقى
الملتقى الفكري1

ناقش الملتقى الفكري المصاحب لأيام الشارقة المسرحيَّة في دورتها ال 31، الذي جاء تحت شعار «المسرح.. نافذة أمل»؛ في يومه الأول، سؤالين، جاء أولهما حول دور المسرح في إعطاء قيمة للعمل من أجل غدٍ أفضل، ومساعدة الناس على الإيمان بذواتهم، وتشجيعهم على تخطي الأزمات، واستهلت وقائع الملتقى الفكري بتوجيه جزيل الشكر والعرفان لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، راعي المسرح والثقافة والمعرفة، قدّمه مدير الجلسة الأولى الفنان الإماراتي عبدالله راشد، الذي ألقى كلمةً سلطت الضوء على الإشكاليَّة التي تمت مناقشتها خلال ساعات الملتقى، الذي أقيم بفندق بولمان الشارقة صباح أمس السبت.

جاءت المداخلة الأولى ل د. سامي سليمان من مصر، بعنوان «المسرح والأزمة: جدل التحدي والاستجابة السوسيو-جماليَّة، قراءة ثقافيَّة في بعض نصوص ما بعد نكسة 1967»، وقد قسم الدكتور سليمان ورقته إلى عناصر، أولها مدخل عام تحدث فيه عن الأساس الأنطولوجي لتأثير المسرح، من خلال ثنائيَّة التوحد والانفصال التي تحدث لدى المتلقي، وتحت هذا العنصر ناقش مفهوم التطهير لدى أرسطو، بوصف التطهير وسيلة من الوسائل التي تؤدي إلى تحقيق المتعة لدى المتلقي، وكونه عدّ في المفاهيم القديمة علاجاً جمالياً، وكيف تغير خلال القرون الثلاثة الماضية.

التحدي والاستجابة

أيضاً ناقش سليمان التأثير السوسيوجمالي للمسرح، الذي يُترك في نفس المتلقي، أي ذلك التأثير الاجتماعي الذي يحدث على نطاق واسع من خلال المسرح، ثم انتقل المتحدث إلى عنصره الثاني وناقش دور المسرح في إنتاج التمثيلات الثقافيَّة، ومن إنتاجها إلى قراءتها، واختار سليمان أن يبحث عنصره الثالث في المسرح المصري وواقعه بين التحدي والاستجابة، من خلال أزمة نكسة 1967، والدور الثقافي للمسرح في مواجهة هذه الأزمة، والمسرحيات التي جاءت رد فعل واستجابة فوريَّة مباشرة لهذه الأزمة، ثم استطرد سليمان في آخر عنصر قدمه في ورقته البحثيَّة في الملتقى، الذي جاء بعنوان «الخطاب المسرحي وتمثيل التاريخ بين التقنية والدلالة»، وقد اشتمل هذا العنصر على 5 نقاط فرعيَّة، أولاها كيفيَّة تحويل الحادثة التاريخيَّة إلى تمثيل ثقافي في خطاب مسرحي جاد، وثانيتها مستويات تمثيل هذه الحادثة التاريخيَّة ثقافياً بين خطابها الأصلي وتمثيل السياق التاريخي للتلقي، بعد ذلك ناقش سليمان آليات التمثيل الثقافي في مسرحيَّة «يا سلام سلِّمْ.. الحيطة بتتكلم» لسعد الدين وهبة، وتناول جميع عناصر المسرحيَّة بداية بصوت الراوي، وصناعة الشخصيات الرئيسية، وانتهاءً بتقنية التخفي وتأثير التمثيل الثقافي بين عالم النص وسياق التلقي، ثم انتقل سليمان إلى عنصره الثالث، الذي ناقش فيه تمثيل التاريخ وتحول النص إلى خطاب منفتح أمام فعاليَّة المتلقي، وبعدها ناقش مع الحضور الذين تفاعلوا مع ورقته البحثيَّة بالتساؤلات والتعقيبات، عنصره الرابع وهو تقنية التحول من الهزل إلى الجد، ومن الجد إلى الهزل، وأنهى ورقته البحثيَّة بتقنيات التمثيل الثقافي للتاريخ وبث الأمل.

سؤال معرفي

استهل د.راشد مصطفى بخيت من السودان ورقته المعنونة ب «سعدالله ونوس: الجوع للحوار والأمل كنظريَّة للثورة» بمقدمة مركزة، تحدث فيها عن مفهوم الأمل؛ كونه سؤالاً معرفياً واجه المسرح وكابده كثيراً منذ بداياته مع مارون النقاش عام 1847، ويعقوب صنوع 1839، وأبي خليل القباني الذي أغلق مسرحه في دمشق وذهب إلى مصر بحثاً عن أمل جديد، وبذرة واعدة بميلاد مسرح جديد.

بعد ذلك انتقل بخيت إلى مناقشة الأسس الفلسفيَّة والأسلوبيَّة التي يقوم عليها مفهوم الأمل بوصفه حركة للمقاومة، من أجل صناعة أسلوب جمالي قادر على تخطي اليأس، ومناورة المستقبل، ونفخ طاقة الأمل في الحياة، وتحدث بخيت بعدها عن تلك البيانات التي قدمها مسرحيون للبحث في ظلامات هذا الواقع الذي عاشوه، مثل بيان عصام محفوظ 1969، وبيان سعدالله ونوس 1970، وغيرهما من البيانات التي أظهرت - كما أشار بخيت - حساسيَّة جديدة في التعامل مع ظاهرة الوعي، والمسؤوليَّة التاريخيَّة لفن المسرح في مواجهة اليأس.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"