تربط الأوتار العضلات بالعظام، وهي أشبه بالحبال أو الأربطة السميكة، ويوجد العديد منها حول مفصل اليد؛ حيث تعمل على الربط ما بين عضلات الساعد وعضلات الرسغ مع العظام الموجودة في الأصابع والإبهام.
تسمح أوتار اليدين أن يثني الشخص الرسغ ومفاصل اليد ويحرك الأصابع والإبهام، فوظيفتها القيام بالحركات المعقدة والدقيقة التي تستخدم في اليدين والأصابع.
يؤدي كثرة استخدامها في الكتابة أو العمل على الكمبيوتر، أو لوجود حالة مرضية كالتهاب المفاصل الروماتويدي، أو بسبب حمل وزن ثقيل أو للحركة المفرطة في إصابتها بالالتهاب.
يعد التهاب أوتار اليد إحدى الحالات التي ينتشر الإصابة بها في العصر الحالي، ويعاني بسببها المصاب آلاماً في اليدين، وربما كانت سبباً في تقليل حركتهما.
يحدث عندما تصاب المادة الزلقة التي تحيط بالأوتار بتورم والتهاب لسبب ما، سواء في اليد أو في أي منطقة أخرى، مما يؤدي إلى صعوبة حركة الأوتار، ويقلل من القدرة على التحكم بها.
يعد العرض الأبرز لالتهاب أوتار اليد الشعور بالألم والتيبس، وبخاصة صباحاً عند الاستيقاظ من النوم، وربما كان الألم خفيفاً وربما زاد مع حركة اليد.
يمكن للألم أن يظهر بصورة تدريجية أو مفاجئة، كما ينتقل إلى مناطق أخرى في اليد أو الذراع، فيبدأ في منطقة اتصال الإبهام بكف اليد، ثم ينتقل من الإبهام ليصل إلى الساعد، وبخاصة عندما يحاول المصاب تحريك اليد والإبهام.
توصف آلام التهاب الأوتار في اليد بصفة عامة بأنها ليست شديدة، وفي الأغلب يكون الألم خفيفاً أكثر من أنه حاد.
تشمل أعراض هذه الحالة التورم والالتهاب، واللذين يمنعان من تحريك معصم اليد، ويصبح أي نشاط هناك حركة متكررة وسريعة صعباً.
يمكن كذلك أن تقل حركة اليد، وربما واجه المصاب ضعفاً عند أداء بعض الحركات الروتينية، كالإمساك بالأشياء أو رميها، أو الكتابة وترتيب الكتب، أو استخدام فأرة الكمبيوتر أو استخدام يد تحكم أجهزة الألعاب.
تتمثل مضاعفات التهاب أوتار اليد في صعوبة استخدام المصاب ليده، وضعف قدرته على الإمساك بالأشياء، وفي حالة كانت هذه الحالة تصاحب أي مرض مزمن فربما أدت إلى قطع الوتر وبالتالي فقد حركة الأصابع المتأثرة.
يعد من أكثر أسباب الإصابة بالتهاب الأوتار في اليد الحركة المتكررة بالأصابع والإفراط في استخدامها، والتي تشمل الكتابة واستخدام فأرة الكمبيوتر، وألعاب الفيديو، الرسائل النصية.
تشمل أسباب الإصابة بهذه الحالة أيضاً الكتابة بالقلم والورق، وأداء مهام بدنية متكررة، كطرق الخشب أو تقطيعه، وممارسة الرياضة التي تحتاج إلى استخدام اليدين.
تحدث هذه الحالة كذلك في بعض الأحيان بسبب بعض الإصابات والأمراض كالسقوط أو الضرب أو ثني اليد وكسور عظام اليد، وإذا كانت مفاصل الشخص أو عظامه ضعيفة.
من الأمراض التي ترتبط بالتهاب أوتار اليد التهاب المفاصل الروماتويدي، وداء السكري، وترسبات الأملاح، وتليف الكبد والفشل الكلوي، كما أن المسنين من المعرضين للإصابة بهذه الحالة بكثرة.
يرجع التهاب أوتار اليد في بعض الحالات إلى بعض العادات غير الصحيحة مثل حمل الحقائب على أصبع أو اثنتين فقط؛ لذلك فإن الالتهاب في الأغلب يصيب الأصابع التي توجد في المنتصف أو الأصبع الكبير.
توضع خطة علاج التهاب أوتار اليد بمجرد تشخيصه، والذي يقوم به الطبيب من خلال الفحص الجسدي والتاريخ الطبي للمصاب، وتقنيات التصوير.
تختلف طريقة العلاج من حالة إلى أخرى باختلاف سبب الالتهاب، ومع ذلك، تبدأ معظم العلاجات ببضع خطوات بسيطة للتحكم في الالتهاب والسماح بشفاء الأوتار، ثم الانتقال إلى خطوات أكثر تدخلاً إذا فشلت هذه العلاجات في تخفيف أعراض الحالة، يهدف العلاج إلى تخفيف الألم الناجم عن التهيج والتورم، ويمكن أن يكون العلاج بتجنب المصاب للأنشطة التي كانت سبباً في الألم والتورم؛ بحيث تتلاشى الأعراض من تلقاء نفسها.
تشمل خيارات علاج التهاب أوتار اليد تثبيت المعصم والذي يكون عادة في جبيرة أو في الجبس، وتعد هذه الخطوة الأولى.
تفيد الأدوية غير الستيرويدية المضادة للالتهاب في التحكم في الأعراض التي يشكو منها المصاب، كما أنها تساعد في علاج التهاب الأوتار في المعصم.
تشمل خيارات العلاج المطروحة لالتهاب أوتار اليد العلاج اليدوي الطبيعي.
نصائح للوقاية
توجد بعض النصائح التي تساعد في علاج التهاب أوتار أصابع اليد، ومنها استخدام جذر الكركم، أو الثوم أو زيت بذور الكتان كعلاج مضاد للالتهابات.
يجب كذلك الإكثار من شرب المياه للحفاظ على رطوبة الجسم وتجنب الجفاف، وينصح بتناول الأطعمة التي تحتوي بشكل أساسي على الأحماض الدهنية، مثل أوميجا3 و أوميجا6 وأوميجا9، أو تناول مكملات زيت السمك لمن يتبعون نظاماً نباتياً.
يمكن تدليك المنطقة المصابة برفق باستخدام زيت نبتة العرن، لأن ذلك يساعد في تجديد الدورة الدموية والتخفيف من الألم والتورم.
