عادي

مجلس استشاري للأطفال يعزز حقوقهم المصونة في الإمارات

00:27 صباحا
قراءة 7 دقائق
1

حوار: نجاة الفارس
أكدت الريم الفلاسي الأمين العام للمجلس الأعلى للأمومة والطفولة، أن جميع حقوق الأطفال في الدولة مكفولة من صحة وحماية وتعليم وغيرها، والشواهد على ذلك كثيرة ومتنوعة، ومنها قرار سموّ الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام، الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، «أم الإمارات»، بإنشاء مجلس استشاري للأطفال، ومن إنجازاته إنشاء البرلمان الإماراتي للطفل.

وأضافت في حوار ل «الخليج» أن هناك تحديات عديدة يعمل المجلس الأعلى للأمومة والطفولة على مواجهتها وتخطيها، منها رفع مقدار التواصل في الأسرة، وحثهم على التواصل والحديث والعمل سوياً، كذلك مع الانتشار الواسع لوسائل التواصل الاجتماعي والإنترنت نسعى إلى الحد من التأثير السيئ على الأطفال، نتيجة الاستخدام العشوائي، وقد قمنا بالعديد من الورش التوعوية الموجهة للطفل وللأسرة وأيضاً لمُقدمي الرعاية.

1
الريم الفلاسي

* كيف تنظرين إلى واقع الطفل والخدمات الموفرة له في الإمارات؟

- نحمد الله العلي القدير على نعمة وجودنا في دولة الإمارات العربية المتحدة، وقادتها الذين لا يدخرون جهداً من أجل تنمية المجتمع كافة من مواطنين أو مُقيمين وبشكل خاص الأطفال؛ حيث إن القانون في الدولة لا يفرق بأي شكل من الأشكال بين الأطفال ويسعى إلى حمايتهم، أما أهم الإنجازات التي تحققت على صعيد الخدمات المتصلة بالطفل الإماراتي، فالجميع يسعى بشكل دؤوب لعمل كل ما يصب في مصلحة الطفل، والأمثلة كثيرة ومتنوعة، وسأطرح مثالاً واحداً على ذلك علماً بأن جميع حقوق الأطفال في الدولة مكفولة من صحة وحماية وتعليم وغيرها من الحقوق، والمثال المطروح هنا هو قرار سموّ الشيخة فاطمة بنت مبارك، بإنشاء مجلس استشاري للأطفال يتبع مكتب الأمين العام للمجلس الأعلى للأمومة والطفولة، بهدف تعزيز حقوق مشاركة الأطفال، ويتشكل المجلس الاستشاري للأطفال من عدد من أطفال ذوي المواهب المتميزة ومن أصحاب الهمم من مختلف إمارات الدولة، ويختص الأطفال الذين يتم اختيارهم بالتالي: أولاً، إبداء رأيهم كلما طلب منهم ذلك في المشروعات المتعلقة بالأمومة والطفولة تعليمياً وصحياً وثقافياً، ثانياً، المساهمة في نشر الوعي بين الأطفال بأنشطة المجلس وبحقوق الطفل الإماراتي.

كما أعلن المجلس في 22 / 2/ 2020، إنشاء أول برلمان إماراتي للطفل بموجب اتفاقية وقعها المجلس الأعلى للأمومة للطفولة مع المجلس الوطني الاتحادي وبالتعاون مع العديد من الشركاء الاستراتيجيين وتأتي هذه الخطوة اتساقاً مع برنامج التمكين السياسي الذي أطلقه صاحب السموّ الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، والذي يجسّد نهج الشورى، ويعزز مشاركة المواطنين في عملية صنع القرار، ويهدف إنشاء البرلمان الإماراتي للطفل إلى ترسيخ المساواة والمشاركة في صنع القرار عن طريق الحوار والتعبير عن الرأي في إطار منظم لدى الأطفال، وإعداد جيل قادر على ممارسة أدواره المجتمعية ومساهمته الفاعلة في البناء والتنمية المجتمعي، وتعريف الأطفال بحقوقهم وكيفية الدفاع عنها طبقاً للاستراتيجية الوطنية للأمومة والطفولة وقانون حقوق الطفل 2016 (وديمه) والاتفاقية الدولية لحماية حقوق الطفل.

تحديات

* ما أبرز التحديات التي تواجهها البرامج والخطط المتصلة بالطفل؟ وما الحلول المقترحة؟

- إن هناك عدداً من التحديات التي يعمل المجلس الأعلى للأمومة والطفولة على مواجهتها وتخطيها؛ منها رفع مقدار التواصل بين الأفراد داخل الأسرة، وحثهم على التواصل والحديث والعمل سوياً، وقد حاولنا ذلك من خلال حملة قام بها المجلس لدعم حق اللعب لدى الطفل؛ حيث اقترحنا عدداً كبيراً من الأفكار والمهام التي من الممكن أن يمارسها أفراد الأسرة معاً وفي الوقت نفسه تدعم تعليمهم وإكسابهم مهارات حياتية عديدة، ومن التحديات منع الانتشار الواسع لوسائل التواصل الاجتماعي والإنترنت، ونسعى إلى الحد من التأثير السيئ على الأطفال نتيجة عشوائية الاستخدام، وقد قمنا بالعديد من الورش التوعوية الموجهة للطفل وللأسرة وأيضاً لمُقدمي الرعاية، وجميع برامج وخطط المجلس موجهة للطفل لإيجاد بيئة مناسبة لتنشئة الطفل على القيم والمبادئ الأصيلة التي تؤهله للمستقبل.

الطفل المستشار

* ما الشروط التي يجب توفرها في الطفل ليكون مستشاراً للمجلس الأعلى للأمومة والطفولة؟

- أي طفل عضو في المجلس الاستشاري للأطفال يعد مستشاراً، ويجب أن يكون من مواطني دولة الإمارات، وأن تكون أعمارهم لا تقل عن 12 سنة ولا تزيد على 15 سنة، فالعضوية متاحة لأي طفل من أطفال الإمارات مُحب لوطنه لديه القدرة على التعامل مع الغير والقدرة على التعبير عن الرأي سواء كان طفلاً طبيعياً أو من أصحاب الهمم، وعَقَدَ المجلس الاستشاري للأطفال أول اجتماع له بمقر المجلس الأعلى للأمومة والطفولة في 24 فبراير/ شباط 2019 لمناقشة تطلعات الأطفال المستقبلية بشأن القضايا التي تخص الطفل.

إنجازات

* بعد مرور 3 سنوات على إنشاء المجلس الاستشاري للأطفال، ما أهم إنجازاته؟

- كان الإنجاز الأول للمجلس الاستشاري للأطفال هو إنشاء البرلمان الإماراتي للطفل، وانبثقت فكرة تأسيس البرلمان من جلسات واجتماعات أعضاء المجلس الاستشاري للأطفال مع المسؤولين وصنّاع القرار، ومن أهمها لقاؤهم المثمر مع صقر غباش رئيس المجلس الوطني الاتحادي وعدد من أعضاء المجلس الوطني في شهر ديسمبر/ كانون الأول عام 2019 ومنها تم ولادة وبزوغ هذا المشروع الكبير وهو البرلمان الإماراتي للطفل، وفي يوم الطفل الإماراتي 15 مارس/ آذار 2020 تم الإعلان عن إنشاء البرلمان الإماراتي للطفل، هذا البرلمان يُعنى بمناقشة تحديات الطفولة وإيجاد الحلول لها؛ وذلك في المجالات التعليمية والصحية والأمن والسلامة والإعلام وكل ما يؤثر سلباً أو إيجاباً في نفسية الطفل وصحته.

تشكيل البرلمان

* كيف يتم تشكيل البرلمان الإماراتي للطفل؟

- يتشكل البرلمان الإماراتي للطفل من 40 عضواً من جميع إمارات الدولة، 20 عضواً من الذكور و20 عضوة من الإناث أُسوةً بعدد أعضاء المجلس الوطني الاتحادي، وتراوح أعمارهم بين (10 و16 عاماً) ويشمل العدد طفلاً من «أصحاب الهمم» من كل إمارة، يمثلون أطفال الإمارات كافة، مدة العضوية هي لعامين كاملين، وتم تشكيل البرلمان الإماراتي للطفل كالتالي: 8 مقاعد من إمارة أبوظبي، 8 مقاعد من إمارة دبي، 6 مقاعد من إمارة الشارقة، 6 مقاعد من إمارة رأس الخيمة، 4 مقاعد من إمارة عجمان، 4 مقاعد من إمارة أم القيوين، 4 مقاعد من إمارة الفجيرة.

وتتمثل أهدافه في تعزيز مفهوم المُشاركة البرلمانية، والتعبير عن الرأي لدى الأطفال، وإذكاء روح الحوار وتدريب الأطفال على كيفية الوصول إلى القرارات عن طريق النقاشات البناءة، وترسيخ روح التفاهم والتعاون، والشعور بالتحديات التي يواجهها الآخرون، ويتكون البرلمان الإماراتي للطفل من ثلاث لجان دائمة، وهي: لجان الشؤون التشريعية والقانونية وحقوق الطفل، ولجنة شؤون التربية والتعليم والشباب والرياضة والثقافة والإعلام، ولجنة الشؤون الصحية والاجتماعية والعمل.

ويشترط في العضو أن يكون من مواطني دولة الإمارات، ومقيماً بصفة دائمة في الإمارة التي يمثلها، وألا يقل عمره عن (10) أعوام ولا يزيد على (16) عاماً عند بداية العضوية، كما يجب موافقة ولي الأمر على مشاركته في عضوية البرلمان، ويحق لأي طفل إماراتي الانضمام للعضوية بما فيهم أصحاب الهمم.

وناقش المجلس الاستشاري للأطفال خلال عضويته على مدى 3 سنوات خلال اجتماعاته مع عدد من الوزراء والمسؤولين وصنّاع القرار، بعض القضايا التي تهم الطفل واليافع وطرح العديد من المُقترحات عليهم من عقولهم المستنيرة وأفكارهم البناءة التي تهدف إلى تحقيق الاستراتيجية الوطنية، وهي حق المشاركة للأطفال ومشاركتهم الفاعلة مع صانعي القرار.

مبادرات

* ما أهم مبادرات المجلس الاستشاري للأطفال؟

- تم تنفيذ العديد من المبادرات منها: حملة أصدقائي في اليمن – وزع أعضاء المجلس الاستشاري للأطفال الألعاب والقرطاسية هديه من أطفال الإمارات إلى أطفال جزيرة سقطرى التي بلغت 11 طناً، ووُزعت إلى مئات الأطفال في سقطرى في سبتمبر/ أيلول 2019، وزيارة دار رعاية كبار المواطنين في إمارة الشارقة وتوزيع الهدايا على المسنين، وزيارة اللاجئين السوريين في المخيمات الإماراتية في الأردن، كما شارك أعضاء المجلس الاستشاري للأطفال في الفعاليات في الأسبوع الوطني للوقاية من التنمر الذي يصادف من 18- 23 نوفمبر/ تشرين الثاني من كل عام لثلاث سنوات على التوالي.

جائزة البالون الذهبي

* ما المقصود بجائزة البالون الذهبي؟

- جائزة «البالون الذهبي» تعد من إنجازات المجلس الاستشاري للأطفال وتعني الجائزة، الفوز والنجاح والفرح والسعادة والحرية والانطلاق والسمو والارتفاع والخفة والرشاقة والمرونة والطموح والجمال والسلام، فالبالون الذهبي تميز بلونه الجميل وهي جائزة من الأطفال إلى الأطفال والأفراد والجهات الذين ينجزون أشياء فريدة من نوعها لخدمة الطفل.

وتهدف الجائزة إلى بناء جيل واعٍ بشؤون الأمومة والطفولة، كما تهدف إلى زراعة بذرة التحدي والمنافسة والروح الرياضية بين أفراد المجتمع، ثم تعزيز الفكر البنّاء لحل قضايا الأمومة والطفولة، وكذلك التشجيع والتحفيز على عمل برامج ومُبادرات تخدم الطفل.

ويستحق الجائزة الجهات والأفراد الذين يعززون من الفكر الإيجابي للطفل، وتمنح لكل من أسهم في ابتكار وحل مشاكل الطفولة، ولكل من يدعم ويهتم بحقوق الطفل.

ومن إنجازات المجلس كذلك إنشاء جائزة البيئة للطفل وتهدف إلى تعزيز العمل البيئي لدى الأطفال، ورفع مستوى الوعي البيئي لديهم، ثم زيادة المسئولية للمحافظة على البيئة لدى الأطفال، وتكون فئات الجائزة عبارة عن، فيديو توعوي، حملة توعوية، مشاريع تقنية وعلمية، قصص قصيرة، الرسم و(اللوحات الفنية).

مواجهة التنمر

* كيف يواجه المجلس الأعلى للأمومة والطفولة التنمر بالمدارس؟

- المجلس الأعلى للأمومة والطفولة يقاوم العنف بأشكاله كافة، والتنمر جزء من هذه المشكلة، كما يحاول المجلس الأعلى للأمومة والطفولة نشر ثقافة التسامح في كافة أنحاء الدولة، ويجعل العمل والتقدم ومحاربة التنمر ثقافة لدى الجميع.

وقد خطا المجلس خطوات كبيرة للوقاية من التنمر في المدارس، ومن الإنجازات التي نفتخر بها، جائزة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة للوقاية من التنمر في المدارس، وفي عام 2018، صدر قرار سموّ الشيخة فاطمة بنت مبارك بشأن إنشاء «جائزة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة للوقاية من التنمر في المدارس» وبالتزامن مع يوم الطفل الإماراتي في 15 مارس/ آذار من كل عام، وتكرّم الجائزة الفئات التي نفذت مبادرات متميّزة للوقاية من التنمر في المدرسة والمجتمع وتشمل كلاً من المدارس الحكومية والخاصة، المدرسين والمدرسات والفنيين، الأخصائيين الاجتماعيين، والأطفال وأولياء الأمور.

وخلال 2019 كثف المجلس الأعلى للأمومة والطفولة جهودهُ لنشر الوعي بالتنمر والآثار السلبية المترتبة على التنمر بين الأطفال كما وجه هذه الجهود أيضاً للوالدين والقائمين على رعاية الأطفال، من خلال توزيع دليل الوالدين للوقاية من التنمر، وأيضاً من خلال ورش عمل توعية استهدفت نحو 700 طالب في الدولة، وكما توجه المجلس أيضاً بعمل ورش توعوية إضافية في مخيم اللاجئين في الأردن إيماناً بضرورة التوعية والوقاية من سلوك التنمر لدى الأطفال.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"