عادي
في ختام الملتقى الفكري

أدوار كثيرة للمسرح في التنوع والتنوير

00:10 صباحا
قراءة 3 دقائق
عمر الرويضي وكمال الشيحاوي وعبدالله راشد

الشارقة: «الخليج»

استكمل الملتقى الفكري المصاحب لأيام الشارقة المسرحيَّة في نسختها ال 31 جلساته الفكريَّة، صباح أمس الأحد، في فندق بولمان الشارقة، وجاءت الجلسة الثانية منه بعنوان «المسرح.. نافذة أمل»، وقُدمتْ خلال الجلسة ورقتان بحثيتان، هما: «دور المسرح في تحصين الكيان من اليأس» للناقد المسرحي والصحفي التونسى بجريدة «الصحافة اليوم» الدكتور كمال الشيحاوي، والورقة الثانية بعنوان «المسرح.. أفق للتفكير.. هامش للتأمل، وصفةً للعلاج» للدكتور عمر الرويضي من المغرب، رئيس المركز الدولي للأبحاث والدراسات العربيَّة، وأدار المخرج والممثل المسرحي الإماراتي عبدالله راشد الجلسة.

ابتدأ د. الشيحاوي الندوة متكلماً عن أهميَّة وجود المسرح في حياة البشر، لأنه فن فرجويّ قائم على التفاعل بين الجمهور والممثلين على الخشبة، وهو فن قائم على الحوار والسجال الفكري والجدل الدرامي في مختلف أبعاده الإنسانيَّة، وهو الذي جعله فناً خالداً وأبقاه متماسكاً كل هذه القرون، واستعرض الشيحاوي ما عاناه المسرح عندما اصطدم بجائحة «كورونا» فأشاع ذلك في مريدي المسرح ومحبيه مشاعر اليأس والإحباط في كل مكان، من هذه النقطة انطلق الشيحاوي ليطرح على الجمهور أسئلة عن جدوى هذا الفن العريق، وهل فعلاً جائحة «كورونا» هي التي أشاعت في محبي المسرح هذه المشاعر السلبيَّة، أم أن ضعف ثقافة الأمل وتراجع الحماس لمشروعٍ ثقافي يعزز الثقة في الذات الفرديَّة والجماعيَّة، ويقاوم انتشار مظاهر اليأس هما السبب في ما شعرت به الجماهير عندما توقفت العروض المسرحيَّة؟، لذا طرح الشيحاوي تساؤلاً مركزياً وهو: كيف يزرع المسرح الأمل وينميه ويشجع عليه؟، كيف يمكن للعروض أن تكون تمارين فكريَّة وروحيَّة لبناء وإشاعة ثقافة الأمل وترسيخها.

ثم انطلق الشيحاوي ليتحدث عن خصائص المسرح ووظائفه في مواجهة الأزمات المتجددة، خصوصاً أن ميزته الرئيسَية تكمن في بعده الإنساني والجماعي.منجز جماليد.عمر الرويضي، بدأ ورقته باستعراض سريع لأهميَّة المسرح بوصفه منجزاً جمالياً يحقق المتعة لدى المتلقي، ومدرسةً في التربية والتعليم والأخلاق، وأشار إلى أن المسرح وُجِد لخدمة الإنسان؛ كي يكشف له عن زيف الواقع ومكمن الحقيقة، ليقاوم الإنسان يأسه ومخاوفه.

وكان منبراً يعكس مطالب التحرر والدفاع عن الحق، ونبذ العنف والاستعباد، وناقش الرويضي عناوين ورقته التي بدأها بالمسرح العلاجي الذي بدأ سنة 1911 بفضل العالم جاكوب ليفي مورينو، مؤكدا أنه لابد من الحديث عن الدراما وتشريح مكوناتها إذا أردنا الحديث عن المسرح العلاجي، وجاء كذلك على المسرح المدرسي وتحدث عن الهدف الأسمى لبيداغوجيا المسرح، وأوضح أن المزاوجة بين المسرح والتربية على الرغم من إسهامها في تطوير الكفاءة التربويَّة للمتعلم، إلا أنها تتجاوز هذا الهدف، إلى تلبية حاجات المتعلم النفسيَّة والذهنيَّة، واستعرض مجموعة من النقاط التي تخصّ المسرح السياسي، ودلل على كلامه بمسرحيَّة «الفيل يا ملك الزمان» لسعدالله ونوس، التي عبر فيها المؤلف عن الوضع السياسي بفيض من الرموز، لينقل بها صرخته التي تعبر عن أحوال المجتمعات العربيَّة في فترة من الفترات، ليكون المسرح حينها وسيلة للتعبير عن الرفض والدعوة للتخلص والانعتاق من الوضع الراهن.وأنهى الرويضي ورقته بالتأكيد على الدور الذي يمكن أن يلعبه المسرح في تحقيق التجاوز والتعافي عند الممثل والمتفرج على حد سواء، وهذا ما استعرضه في عنصره الأول، ومدى أهميَّة المسرح في تربية الناشئة على القيم وهذا ما أثبتته تجارب عالميَّة حققت لنفسها السبق بذلك.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"