عادي
فاهم القاسمي: اللغة صانعة الوجدان

إيطاليا تحتفي بالمعجم التاريخي للغة العربية

00:19 صباحا
قراءة 4 دقائق
1
1
1

حمل الشيخ فاهم القاسمي، رئيس دائرة العلاقات الحكومية في الشارقة، رسالة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، إلى المجتمع والمؤسسات الثقافية والمعرفية الأوروبية، حيث ألقى الخطاب الافتتاحي نيابة عن سموه، في فعاليات المهرجان الدولي للغة والثقافة العربية، الذي تنظمه في دورته الخامسة «جامعة القلب المقدس الكاثوليكية» في مدينة ميلان الإيطالية، وترعاه هيئة الشارقة للكتاب، ويحتفي هذا العام ب«المعجم التاريخي للغة العربية» الذي يتم إنجازه ويرى النور بإشراف ودعم صاحب السمو، حاكم الشارقة.

جاء الحفل بحضور أحمد بن ركاض العامري، رئيس هيئة الشارقة للكتاب، ود. امحمد المستغانمي أمين عام مجمع العربية في الشارقة، وناصر أحمد الخاجة رئيس قسم الشؤون الإعلامية والدبلوماسية العامة في سفارة الدولة بإيطاليا، وأمنتوري فانفاني رئيس الجامعة، وجوفاني جوبر، عميد كلية الآداب واللغات الأجنبية بالجامعة، والدكتور وائل فاروق، أستاذ اللغة والأدب العربي والدراسات الإسلامية في الجامعة.

وقال الشيخ فاهم القاسمي خلال كلمته: «نؤكد للعالم أن الاعتزاز باللغة والهوية الوطنية والحضارية، ليس فعل انعزال؛ بل فعل تواصل مع الآخرين على قاعدة الاحترام والتفهم والتفاهم والمساواة».

وأضاف الشيخ فاهم القاسمي: «إن احترام الهوية الخاصة وفهم أهميتها لبناء المستقبل، يعني حكماً احترام هويات الآخرين، واللغة كما يتفق الجميع هي مكون رئيسي في الهوية؛ لأنها تسهم في صناعتها بتفاعلاتها مع كل ما تتناوله وكل ما تعبر عنه. إن اللغة صانعة وجدان وحاملة ثقافة وناقلة رسالة».

وتوقف الشيخ فاهم القاسمي عند جهود صاحب السمو، حاكم الشارقة، في النهوض بواقع اللغة العربية، بقوله: «جسد صاحب السمو حاكم الشارقة أهمية العربية من خلال مشروع المعجم التاريخي للغة العربية الذي صدر عنه 17 جزءاً حتى الآن، وهو المشروع الأضخم من نوعه في تاريخ اللغة العربية، حيث يؤرخ للمرة الأولى لمفردات العربية وتحولاتها عبر 17 قرناً».

وتابع: «إن منجز المعجم ليس عربياً فقط، بل هو ملك للإنسانية جمعاء، إنه يوثق لتاريخ لغة كانت على تواصل وتماس مباشر مع كافة لغات الأرض، تأثرت وأثرت فيها، وتركت آثاراً متبادلة في الفنون والآداب وحتى في اللغات واللهجات المنطوقة، ولعل خير دليل، هو ما نحتفظ به حتى الآن من كلمات إيطالية نتداولها في أحاديثنا اليومية».

آلية تفكير

بدوره قال أحمد بن ركاض العامري، خلال كلمته في حفل الافتتاح: «نحن فخورون برعايتنا للمرة الثانية، المهرجان الدولي للغة والثقافة العربية، الذي يعد أكبر مهرجان للاحتفاء باللغة والثقافة العربية في القارة الأوروبية، فنحن في الشارقة نعمل ونمضي برؤية حكيمة وضعها صاحب السمو حاكم الشارقة، رؤية تدرك قوة اللغة في تغيير واقع ومستقبل الأمم، وتدعو لتواصل بناء قائم على التكافؤ والوعي بقيمة الذات، وأثر احترام التنوّع، وأهمية الحفاظ على المشترك بين الثقافات والبلدان لمستقبل الإنسانية جمعاء».

وأضاف: «إن الأمم تكشف جمالها وعمقها لمن يعرف لغتها؛ لأن اللغة ليست رموزاً وإشارات للتواصل والحوار، وإنما هي آلية تفكير وأسلوب عيش ومنهج حياة، لهذا نحن سعداء أن نفتح نافذة واسعة أمام الثقافة الأوروبيّة من قلب مدينة ميلان الإيطاليّة للإطلالة على جوهر الثقافة العربية وعمق أصالتها، ونحن في الشارقة فخورون أن نكون سفراء اللغة والثقافة العربية إلى العالم».

وتابع العامري: «إن اللغة العربية لم تكن يوماً لغة معزولة أو قاصرة، وإنما ظلت طوال تاريخها لغة مساهمة في تاريخ الحضارة الإنسانيّة.. لغة قدمّت للعالم خلاصات المعرفة والوعي، وبرزت بها أسس العلوم، والفيزياء، والفلك، والملاحة، والرياضيات، وحتى الموسيقى، وكانت البوابة التي دخل منها العالم إلى عصر الحضارة المعاصرة، والمسار الذي سلكته العقول لتحقيق واحدة من أبرز النهضات على مر العصور».

منجز

من جانبه قال أمنتوري فانفاني: «نتوجه بالشكر لإمارة الشارقة على جهودها المتواصلة في دعم حوار الثقافات، كما نشكر هيئة الشارقة للكتاب على دعمها المتواصل لرؤية المهرجان ورسالته، وسعداء أن تكون دورة العام الجاري من المهرجان مخصصة للاحتفاء بالمعجم التاريخي للغة العربية، الذي عملت عليه إمارة الشارقة بدعم وإشراف صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، الذي يمثل اليوم منجزاً كبيراً ليس للعرب وحسب، وإنما للعالم أجمع، لما يقدمه من فتوحات جديدة في التأريخ لواحدة من أقدم وأثرى اللغات في العالم». وأضاف: «نتطلع من خلال دورة هذا العام من المهرجان، إلى استعراض أثر وقوة المعجم التاريخي للغة العربية في تعزيز القيم المشتركة بين الثقافة العربية ونظيرتها الأوروبية، ودعم ركائز التواصل الحضاري. فنحن نرى الشارقة وما تقوده من جهود، بوابة لتعميق العلاقات ليس مع الثقافة الإماراتية وحسب، وإنما مع الثقافة العربية بصورة عامة».

بدوره قال جوفاني جوبر: «تمثل اللغة العربية بالنسبة لنا نحن مجتمع الأكاديميين، واحدة من اللغات بالغة الأهمية، ونتطلع بصورة متواصلة لزيادة معرفتنا بها، لهذا يعد المهرجان الدولي للغة والثقافة العربية واحداً من الفعاليات والأحداث التي ننتظرها ونتطلع لجديدها في كل عام، وذلك لإيماننا بأن اللغات جميعها متصلة بصورة أو بأخرى، وهناك علاقات قائمة في ما بينهما، بعضها ظاهر وبعضها لم يكتشف بعد».

بدوره أعرب الدكتور وائل فاروق عن فخره بالانتماء والعمل في الجامعة الكاثوليكية، وأكد أنه لا توجد جامعة خارج العالم العربي تعطي أهمية ومساحة كبيرة من مواردها ووقتها وجهد كوادرها، مثلما تفعل الجامعة الكاثوليكية.

وشهد حفل افتتاح المهرجان عرض فيلم تسجيلي حول رحلة إنجاز المجلدات الأولى من المعجم التاريخي للغة العربية، واختتم بحفل موسيقي قدمه عدد من طلاب اللغة العربية في جامعة القلب المقدس الكاثوليكية، بقيادة الموسيقار هاني جرجي.

ويشهد المهرجان تنظيم عدد من العروض والأنشطة الثقافية، إضافة إلى معرض مخصص للكتاب العربي، تستعرض خلاله «هيئة الشارقة للكتاب» في جناح خاص، مجموعة مختارة من مؤلفات الكتاب والأدباء الإماراتيين والعرب.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"