عادي

النباتات كائنات ذكية تفرح وتتألم

00:12 صباحا
قراءة دقيقتين
6

هل النباتات كائنات ذكية؟ هل لديها القدرة على حل المشكلات؟ هل تتواصل مع البيئة المحيطة بها ومع بعضها، ومع الحشرات، ومع الحيوانات ذات القدرات الإدراكية العالية، أم أنها على العكس كائنات حية تفتقر إلى القدرة على الإحساس، وعلى القيام بأي سلوك فردي أو اجتماعي؟.

هذه الأسئلة وغيرها يجيب عنها ستيفانو مانكوزو وأيساندرا فيولا في كتابهما «الذكاء الأخضر.. تطور النباتات وإنقاذ مستقبل البشرية» والكتاب الذي ترجمته إلى العربية يمنى أحمد، ونشرته دار العربي للنشر والتوزيع، يوضح أن الإجابة عن تلك الأسئلة تستلزم العودة إلى اليونان القديمة؛ حيث أشعلت هذه التساؤلات خلافات شديدة بين الفلاسفة في ذلك الوقت، فكانوا منقسمين إلى مدرستين متعارضتين في الفكر، إحداهما تؤيد احتمالية أن النبات له روح، والأخرى تعارضها.

يشير الكتاب إلى أننا عندما نتحدث عن النباتات، نجد أننا ننسب إليها تلقائياً صفتي الجمود وعدم الإحساس، إنهما ليستا بصفتين عشوائيتين، بل إنهما يعكسان رؤية الإنسان لعالم النباتات، ومع ذلك فإن هذه الرؤية لا تستند إلى دراسة حقيقية لهذا العالم، بل إلى اعتقاد راسخ في الأذهان، يعود في أصله إلى أرسطو وفقاً للمفهوم الخاص بالفيلسوف والعالم القديم، والذي يعتمد على مبدأ الحركة، فإن النباتات تأتي في المستوى الذي يسبق مباشرة مستوى الحيوانات، وذلك لأنها خالية من الروح، وهذا يعني أن ما يميز الكائنات الحية عن الجماد هو قدرتها على الحركة، وبما أن النباتات تتحرك قليلاً جداً أو لا تتحرك نهائياً، فهذا يجعلها في المستوى بين الأحياء والجماد.

يرى الكتاب أن الدراسات الحديثة التي أجريت حول عالم النباتات أثبتت أن النبتة تتمتع بقدرة حسية، وتتواصل فيما بينها ومع الحيوانات، وتنام وتحفظ المعلومات، كما أنها تستطيع التلاعب بالكائنات الحية الأخرى، ويمكننا وصفها أيضاً بكونها كائنات حية ذكية بكل المقاييس، تمثل الجذور جبهة متقدمة باستمرار، وبها مراكز تحكم تجعلها قادرة على إرشاد النبتة بأكملها، كما لو كانت عقلاً جماعياً، أو ذكاءً موزعاً يتطور خلال نمو النبتة.

إن التطور الحديث في علم الأحياء النباتي جعل العلماء يدرسون النبتة بصفتها كائناً حياً لديه القدرة على اكتساب المعلومات، وتكوين الصور والمشاركة ومعالجة البيانات، واستخدام المعلومات التي يجمعها من البيئة المحيطة به.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"