عادي

صناعة الدمى تطرز أيام الشارقة التراثية بخيالات الطفولة

02:29 صباحا
قراءة دقيقتين

الشارقة: زكية كردي

للدمى سحر خاص قادر على استحضار ذاكرة الطفولة وحكاياتها الأكثر جمالية، فلا أحد يكبر على حب الدمى، هذا ما تشعر به تماماً عندما تتأمل قسم «صناعة الدمى» في «قرية الحرف التراثية» ضمن فعاليات «أيام الشارقة التراثية»، فتجد فضول الطفولة المختبئ داخلك يصحو ليحملك بعفوية لاكتشاف هذا العالم الجميل.

الهدف من صناعة العرائس يتمثل في الحفاظ على الهوية والتراث، كما يوضح صانع الدمى المصري طلعت مرزوق، فكل نموذج يقدمه يمثل محافظة معينة من محافظات مصر، حيث يعكس تقاليد المنطقة وخصوصيتها، فهناك العروس النوبية، والفلاحة، والأسوانية، والإسكندرانية، وغيرها الكثير، ويقول: «بدأنا العمل على هذا المشروع العائلي منذ حوالي 15 سنة، واستعنا بعدد كبير من العاملين المهرة المدركين لخصوصية هذا العمل ومراحله الكثيرة، حيث إن صناعة الدمى تمر بالعديد من المراحل، كما أن العمل يجب أن يكون يدوياً ومتقناً، وقد تمكنا من خلق مسارات جديدة لهذه الصناعة فابتكرنا العديد من الأشكال كأقلام الأطفال والميداليات والقطع الممكن استخدامها في الديكور وخاصة في زينة رمضان، وهذا لتكون الدمية التلقيدية حاضرة في أماكن مختلفة».

وذكر أخيراً أن هذه مشاركته الأولى في المهرجان، وأنه مشارك في تقديم الورش التعليمية في صناعة الدمى لجميع الأعمار، بالإضافة إلى توفير كمية كبيرة من المنتجات للعرض والبيع أيضاً، موضحاً أن طريقته بالصناعة تعتمد على مهارات الخياطة والتطريز، وتمر بمراحل عدة من رسم الباترون للدمية، ومن ثم التفصيل والخياطة والحشو بمادة الفايبر، وبعدها الانتقال إلى رسم ملامح الوجه بالتطريز، ومن ثم الانتقال إلى الزي.

أما دمى فاليريو ألدريغي الإيطالية فتنتمي إلى مسرح العرائس، وتجسد شخصيات مسرحية مستوحاة من الحكايات الشعبية المعروفة في الثقافة الإيطالية كما يخبرنا «ألدريغي»، موضحاً أن لديه العديد من الشخصيات التي تختلف أيضاً ما بين منطقة وأخرى، وأيضاً ما بين فترة زمنية وأخرى، حيث ينعكس هذا على الزي الذي ترتديه بشكل كبير.

وأوضح أنه يستخدم في صناعة هذه الدمى الخشب الذي يرسم عليه الشخصيات، ويعمل على نحته قبل أن ينتقل إلى مرحلة الرسم والتلوين، حيث يعتمد أسلوباً فنياً احترافياً في هذه الخطوات النهائية، قبل أن ينتقل إلى مرحلة الزي الذي عادة ما يكون ملائماً ليرتديه باليد ويتمكن من تحريك الدمية، ولطبيعة عمله المسرحية يلجأ بالضرورة إلى استخدام العديد من الخامات لتجسيد شخصيات مختلفة كالحيوانات والبشر، فيحاول المقاربة ما بين الدمية والشخصية من حيث الشكل والخامة إلى أقصى حد ممكن.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"