مارس الإمارات

02:45 صباحا
قراءة دقيقتين

«مارس» شهر شهير، فيه الكثير من الأيام والمناسبات المميزة مما ليس في أقرانه من الشهور. هو شهر بديع، شهر الربيع والخير والإنسانية، فيه ما فيه من الأيام والمناسبات العالمية المميزة والمهمة مما تم اعتمادها رسمياً من قبل الأمم المتحدة للاحتفال بها في هذا الشهر، ومنها مناسبات أخرى تختص بدول دون غيرها من الدول الأخرى، وهو شهر الشعر والثقافة، وشهر المرأة بامتياز، حيث تقام فيه العديد من المناسبات الخاصة بالمرأة.
فعلى إثر عقد أول مؤتمر للاتحاد النسائي الديمقراطي العالمي في باريس عام 1945، تقرر الاحتفاء بالمرأة في 8 مارس/ آذار؛ للدلالة على الاحترام العام لها، وتقديراً لإنجازاتها في مختلف المجالات، وحيث إن هذا العام يحمل شعار (المساواة بين الجنسين اليوم، من أجل غد مستدام)، فإن دولة الإمارات قد أقرت المساواة بين الرجل والمرأة منذ ألف باء الدولة الاتحادية التي أرست أركانها وصاغت دستورها استرشاداً بمعطيات الشريعة الإسلامية السمحاء.
وفي مطلع القرن العشرين، ونظراً لما للأمهات من تأثير في المجتمع، أخذت بعض دول العالم الاحتفاء بالأم في 21 مارس، تكريماً للأمهات والأمومة، بما يعمل على ربط الأم بأبنائها، حيث ظهر ذلك برغبة من المفكرين الغربيين بجعل يومٍ في السنة ليذكّروا الأبناء بأمهاتهم، حين وجدوا الأبناء في مجتمعاتهم يهملون أمهاتهم، ولا يؤدون الرعاية الكاملة لهن، لكن الأم هي الأم، لا يتأطر تكريمها في يوم دون سواه، فالآباء والأمهات لهم على الأبناء والبنات واجب السمع والطاعة في المنشط والمكره بما يرضي الله سبحانه وتعالى، ورسوله صلى الله عليه وسلم، وضرورة وضعهما في دائرة الرعاية والاهتمام، ببرهما في حياتهما وبعد مماتهما.
هاتان مناسبتان مؤرختان ومدرجتان ضمن قائمة طويلة من أيام شهر مارس/ آذار، فيما الشهر بأكمله له خصوصيته الثقافية لدولة الإمارات؛ إذ هو الشهر الوطني للقراءة الذي أقرّه مجلس الوزراء لتعزيز وزيادة الارتباط بالقراءة، وتكثيف المبادرات والبرامج المشجعة على القراءة، هذا الشهر الذي تولّد من عام القراءة 2016 الذي أعلنه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، بما يُسهم في إعداد دولة الإمارات عاصمة للثقافة والمعرفة، وبما أدى إلى إعداد قانون للقراءة في دولة الإمارات.
وحيث إن «الإمارات تقرأ» هو شعار العام الجاري 2022، فإنّ علينا جميعاً قراءة ماضي الإمارات بذهنية الحاضر، وقراءة الحاضر برؤية المستقبل، أو ليست الإمارات صاحبة «متحف المستقبل»؟
إذن، المعادلة واضحة المعالم: «متحف الماضي» كان سبيلاً إلى «متحف الحاضر»، وبدوره أصبح نقطة انطلاق حية وحيوية إلى «متحف المستقبل» الإماراتي، بما يتطلب منّا العمل على تغذيته بكل ما هو معنيّ بتنشئة جيل إماراتي مؤسس على العلم والمعرفة والثقافة المتعددة الأوجه والجوانب والمجالات المختلفة الأشكال والألوان والعناوين.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

أديب وكاتب وإعلامي إماراتي، مهتم بالنقد الأدبي. يحمل درجة البكالوريوس في إدارة الأعمال، من جامعة بيروت العربية. وهو عضو في اتحاد كُتّاب وأدباء الإمارات، وعضو في مسرح رأس الخيمة الوطني. له عدة إصدارات في الشعر والقصة والمقال والدراسات وأدب التراجم

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"