عادي
المهرجان يختتم غداً بالفنون والموسيقى والسينما

روائع «سكة» تضفي سحرها على حي الفهيدي

00:25 صباحا
قراءة 5 دقائق

تتألق في الدورة العاشرة من «مهرجان سكة للفنون والتصميم» الذي يقام تحت شعار «نحتفي بالفن، نحتفي بالازدهار» روائع فنية ملهمة تضفي مزيداً من السحر والألق على جنبات حي الفهيدي التاريخي في دبي الذي يستضيف فعاليات المهرجان.

يزهو المهرجان الذي يختتم غداً، بألوان الفنون والموسيقى والسينما والتصميم والفعاليات الأخرى المتنوعة التي تُقام بمشاركة نخبة من المبدعين من داخل الدولة ومن شتى أنحاء العالم، بما يتناغم مع حملة وجهات دبي- موسم الفن «التي انطلقت بتوجيهات من سمو الشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم، رئيس مجلس دبي للإعلام، وتستمر حتى منتصف الشهر المقبل.

وقالت نور خلفان الرومي، مدير مشروع المهرجان: «يسعدنا الترحيب بضيوفنا في النسخة العاشرة مع باقة من الأعمال التي تعكس العديد من المفاهيم الحديثة، فضلاً عن مجموعة متنوعة من التجارب الفريدة؛ ليستمتعوا بها أثناء زيارتهم للمهرجان. هناك العديد من المنازل الجديدة التي تم تنشيطها بألوان الإبداع هذا العام، والتي تدعم الاتجاه الجديد لمنصة سكة للفنون والتصميم ورؤيتها المستقبلية».

تركيبات

بين أروقة البيوت التاريخية القديمة في الحي، تحتفي الغرف والساحات بتراكيب فنية بديعة، عاكسةً إبداع كوكبة من الفنانين الشباب الإماراتيين والمقيمين في دولة الإمارات العربية المتحدة ودول الخليج العربي؛ من أبرزها «تركيبات سدرة سكة الفنية» التي تضم ثلاثة أعمال فنية تركيبية متميزة مستوحاة من الهوية البصرية المستحدثة للمهرجان في نسخته الحالية؛ وهي «سدرة الفهيدي».

أول هذه التركيبات يحمل عنوان «تشابك» للفنانة الروسية إيفغينيا سيلفينا؛ وهو يرمز إلى رحلة الروح عبر العالم الظاهري بشقيه: المقدّس والدنيوي، من خلال مجموعة من المرايا الكروية والأجرام السماوية المصنوعة من بالونات مايلر والكريّات المجوّفة من الستانلس ستيل المعلَّقة على فروع شجرة السدر التي تضرب بجذورها في عمق الأرض، وتمتد فروعها إلى السماء.

أما التركيب الثاني فهو من إبداع الفنانة المكسيكية باولا لوبيز ويحمل عنوان «بذور الحياة»؛ حيث تحمل البذرة دائماً إمكانية التحول إلى شجرة، مجسدةً هذه الفكرة عبر دائرتين مصنوعتين من الريزن وأزهار طبيعية جافة. الدائرة الموجودة في الخلف، وترمز إلى عظمة الروح، أكبر من تلك الموجودة في الأمام، وهي تمثل ما يُرى للوهلة الأولى، ولكنه يحتمل إمكانية التوسّع في هذه الرؤية، وذلك لتكوين منظور يوفر العمق والحيوية.

وعبر عملها الفني المصنوع من السيراميك المزجج، والذي أطلقت عليه اسم «خلية النحل»، ترمز الفنانة الأردنية شيرين شلهوب إلى حي الفهيدي كملاذ للفنون والتواصل والنمو والعمل الجماعي، حيث تجد الخلية نفسها ملاذاً بين أغصان سدرة الفهيدي.

بالونات متراصّة

في عملها Stacked Balloons أو بالونات متراصّة، تطرح الفنانة الإماراتية سارة أهلي تساؤلاً عن كيفية شغل أجسادنا للمساحات المحيطة بنا. ويعكس هذا التركيب الفني النظرة إلى جسم الإنسان في العصر الحديث، وكيف يتكيف مع بيئته. يقدم التركيب نسخة كبيرة الحجم من «حقائب بالونية» مصنوعة من الألياف الزجاجية والريزن ومطلية بطلاء مطفأ مكدّسة فوق بعضها بعضاً في مسار ضيق ومحدود ضمن أزقة الفهيدي.

«الهوية»

تطرح منحوتة «الهوية - جناح الصقر» التجريدية للفنان سبنسر هوغ حالة نقاش وحوار حول أي من مراجع الهوية العربية تتصل بالواقع في عصرنا؛ حيث يتجلى في دول الخليج العربي بنظر الفنان الابتكار والإبداع والتطورات العصرية. بينما لا تزال تطغى في وسائل الإعلام صورة التاريخ والتراث والماضي في كثير من الأحيان لتمثيل الأصالة العربية.

أما العمل التركيبي التجريدي للفنانة عزّة القبيسي بعنوان «ذكريات»، فيعكس التباين بين المدينة القديمة ومدى اختلاف المدن الجديدة من حيث تخطيطها وترتيبها؛ وهو عبارة عن منحوتة في طور التشكُّل، وتنبثق من مبنى قديم يشكل خلفية العمل. يتكون العمل من طبقتين يمثل كل منهما جانب من جوانب حي الفهيدي؛ فأغصان النخيل تمثل الماضي، والألمنيوم والستانلس ستيل يمثلان المواد الحديثة المستخدمة في تكوين المدينة الحديثة حول الفهيدي. باختصار، يجسّد العمل فكرة أن الماضي والحاضر والمستقبل، ينطلقون جميعاً من أحد المنازل القديمة.

شجرة البكسل

شجرة البكسل، عمل تركيبي من إبداع الفنان اللبناني كريم تامرجي. المفهوم مستوحىً من تداخل العناصر التي تتعلق بالطبيعة والتكنولوجيا في آن معاً. الألوان والأشكال والمواد الخاصة بالعمل هي تجسيد مجازيّ لديناميكية التكنولوجيا، مصحوبة بجمال الظلال المتعدّدة الطبقات التي تعكسها فروع الشجرة. هذه المقاربة العصرية للعمل ما هي إلا احتفاء برحلة التطوّر التي تجتازها الشجرة، وذلك من خلال تضخيم خصائصها المكانيّة والزمانيّة.

تجارب الألوان في الحركة، تركيب فني من إبداع لينا يونس وعظيم الغصين من غرفة الصور المتحركة، وهو عبارة عن تجربة يستخدم فيها اللون والضوء كمتغيرات لإنتاج صور متحركة. مع تغيّر اللون تتغيّر رؤية الطبقات، ما يؤدي إلى ظهور مشهد مختلف مع كل تغيّر في اللون.

عاصف

تتألق منطقة السيف بعمل تركيبي آخر بعنوان «عاصف» للفنانة بروت براندت Birute Brandt استلهمته من الحياة القديمة في حي الفهيدي بدبي، خصوصاً البراجيل والسكيك التي تميزها، والتي يروي كل منها حكاية الحياة قبل الاتحاد.

وتستذكر من خلال العجلة العربة التقليدية في السوق القديم وشكل العقال، وهي تمثل التقاليد الأصيلة للإمارة والحياة النابضة بالحداثة. ومن خلال اللون الأبيض داخل التركيب الفني، ترمز الفنانة إلى الرياح في البراجيل ولون الملابس الإماراتية التقليدية، ولون التسامح الذي يتسم به أهل الإمارة.

العنقاء

في منطقة السيف، يبرز العمل التركيبي «العنقاء» للفنان أنتاناس الذي يصوّر من خلاله هشاشة الحياة البشرية، وفي المقابل مرونة الروح البشرية: كيف يمكننا، كبشر، التغلب على أصعب التحديات واستثمارها لإعادة اكتشاف أنفسنا بطرق جديدة. ما ألهم الفنان لابتكار تعبيره الفني الخاص من خلال التحدي المتمثل في استخدام وسائط جديدة. من أجل تجسيد فكرة التجديد، يحذف اللون الأحادي لصالح الألوان النابضة بالحياة، وبدلاً من استخدام الرسم ثنائي الأبعاد، تحدى قدراته من خلال العمل على أشكال تشبه النحت ثلاثي الأبعاد.

«الاحتواء» عمل جماعي

الاحتواء، عمل جماعي من ابتكار MRM، محمد أبو الهدى (فلسطين)، رغد العلي (فلسطين)، محمد رويزق (مصر) وهو عملٌ مستوحى من عمليّة التعافي من الإدمان، موكبٌ على طريق التأمّل. تُفصّل الجدران فيه بعناصر حسيّة متنوّعة، فالمواد والنقوش تبرُزُ منها في تناغم تلامسيّ حتى تصبح امتداداً للإنسان داخلها. يتكون «الاحتواء» من أضلع آلية تتشكل على هيئة جدران صدفية. ومن خلال التفاعل مع نقوش الجدران المتنوعة، نراه يشكل بصيص الأمل الأول، المهرب من براثِن الخوف والشك، المعلم المكلف بإيضاح فضائل مركز إرادة للعلاج وإعادة التأهيل.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"