عادي

صور تصطاد الذائقة في بيت الشعر

22:44 مساء
قراءة دقيقتين
محمد البريكي مع المشاركين في الأمسية

الشارقة: «الخليج»

نظم بيت الشعر في الشارقة أمسية احتفاء باليوم العالمي للشعر، شارك فيها كل من علي الشعالي من الإمارات، والشاذلي القرواشي من تونس، وحنان فرفور من لبنان، ومحمد العموش من الأردن، بحضور محمد البريكي مدير البيت، وقدمها الشاعر الإعلامي جمال الملا.

وافتتح الأمسية الشاذلي القرواشي، بقصيدة أهداها إلى إمارة الشارقة، ذكر فيها الدور الكبير الذي توليه للثقافة والأدب والفنون في ظل رعاية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، ومن القصيدة قرأ:

سَمَّيْتُ كُلَّ الْوَرْدِ شَارِقَةً

أَنْتِ الْحَقِيقَةُ وَالْوُجُودُ صَدَى

يَأْتِيكِ مَحْزُونٌ عَلَى وَهَنٍ

حَتَّى إِذَا وَصَلَ الْحِيَاضَ شَدَا

مَاذَا أَرَى فِي الْقَلْبِ غَيْرَ رُؤَى؟

سَلَّمْتُهُ لِلَّيْلِ مُتَّقِدَا

وَأَذْبْتُهُ فِي النَّايِ لَحْنَ صَبَا

فَرَبَا عَلَى الْأَشْجَانِ مُنْفَرِدَا

خَضَّبْتُ بِالْحِنَّاءِ أُغْنِيَتِي

وَفَرَشْتُ وِرْدَ الْعَاشِقِينَ مَدَى

الشاعرة اللبنانية حنان فرفور تجلت بثقة الحضور وهي تقرأ نصوصاً تنتزع الفرح من شجن الناي، وتسرح صوت الوجد في طرقات الحنين، وتوزّع ضوء حضورها على الفراغ فيتسلل بخفة ليطرب الذائقة، وافتتحت قراءاتها بأبيات منها:

حزيناً بالذي في النأي قد قيلا

أسرّح صوت من بانوا ومن قالوا

أشدّ الدربَ شوقاً من مفارقها

لأنّ الخطو تلو الخطو قتّالُ

فتلمع في الفراغ المر غرّتها

كأن الشيب تحت الضوء سنسالُ

وآتي لا كما يأتي الغريب على

حقائبه بنصف الدفء يحتالُ

الشاعر محمد العموش قرأ نصوصاً نالت الإعجاب، ومما قرأ:

وجرتي لغة القرآن مترعة

هدي القلوب (ولم يجعل له عوجا)

لم أقبسِ النارَ في طُورِ الرُّؤى وَلَهاً

حتى رعيتُ قطيعَ المشتهى حِجَجَا

ألقيتُ في لجة المرآة طُعم فمي

فاصطادني سمكُ التأويل مبتهجا

لا تسألوا الشاعرَ الصُّوفيّ عن فمهِ

بل فاسألوا السمك الزنديق كيف نجا؟!

واختتم القراءات الشعرية الشاعر الإماراتي علي الشعالي بقراءات أبحرت بمجدافي العمود والتفعيلة، فانساب بلغته العالية جمالاً، ووظف رمزيته الشفيفة من خلال صور تصطاد الذائقة وتورّطها في الحب والقرب، وتبللها بمطر الشعر، ومن قصيدة «مطر»:

يا مَوكِبَ الريح ناشَدناك نافلةً

أنِخ رِحالَكَ في أَوْراقِنا عُمُرا

للْغَيمِ في حُجُراتِ الرُّوح أسئلةٌ

تُسابِق الزّفراتِ الحُمْرَ والمطرا

لما تَمَزَّق سَقْفُ الأرض فانْطَلقتْ

لُغاتُنا تُخْمِد البَرَّاقَ فَانفَجرا

له الرّبيعُ ولي أَحضانُ سَيّدتي

إنْ باركت خُطواتِ الحِبْر وازْدَهرا

وفي ختام الأمسية كرّم محمد البريكي المشاركين.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"