مارلين سلوم
أحياناً يصبح الفنان «ترند» رغماً عنه، يجد نفسه فجأة في صدارة الأخبار الأكثر تداولاً على وسائل التواصل، وحياته الشخصية وسيرته على كل لسان. لا يستطيع الفنان التحكّم بنصفه الآخر؛ أي بشريكة حياته إذا كان متزوجاً، كما لا يضمن عدم استغلال أي طرف لشهرته ومهنته من أجل الإسراع إلى وسائل الإعلام والتواصل، للتشهير به عندما يحتدم الخلاف بين الزوجين، ونادراً ما ينتهي الزواج بانفصال هادئ وعقلاني.
الفنان سيد رجب يدفع الآن ثمن الشهرة، وسواء كان مذنباً، وما ادعته طليقته الأجنبية هو أمر حقيقي، أم بريئاً وهي تستغل نجاحه بدور الزوج والأب النموذجي «عبد الحميد»، ونجاح مسلسله «أبو العروسة»، كي تسقط عنه هذا الوهج، فيراه الجمهور بشكل مختلف، فإن النجم يجد نفسه في مواجهة الجمهور الذي أحبه، وصدق أداءه في الفن، ورسم له صورة جميلة، وعليه إما كشف كل أوراقه، لتبرئة نفسه ورد الاعتبار وثقة الجمهور به، وإما الصمت والترفّع عن الخوض في خصوصياته، ومجاراة طليقته في نشر غسيل أسرارهما في كل مكان.
سيد رجب لم يدافع عن نفسه سوى بكلمات قليلة واكتفى بالقول: «إن القضية أمام المحاكم»، نافياً أن يكون قد أساء لمن كانت زوجته؛ لكن الجمهور للأسف لا يرحم ولا يصبر، يسبق كل المحاكم، ويصدر أحكامه من أول كلمة يقرأها عن هذا الفنان أو تلك الفنانة، وكأنه جاهز للشماتة. صدر حكم كثير من الناس على صفحات التواصل الاجتماعي، منهم من أعرب عن خيبة أمله بالفنان، ومنهم من ربط ما حدث بمسلسل «أبو العروسة»، وقرر أنه لن يواصل مشاهدة ما تبقى من حلقات في الجزء الثالث، وكأن سيد رجب يقدم في المسلسل سيرته الذاتية! هي مجرد شخصية يؤديها بإتقان، أحببناه في المسلسل كما أحببنا العمل بأكمله، وكل من شارك في التمثيل، والسبب الرئيسي في تعلق الجمهور بالمسلسل هو أنه ينتمي للدراما الاجتماعية العائلية التي تحمل الكثير من القيم والحكمة، خصوصاً في الجزأين الأول والثاني.
مثلما يُطلب من الفنان أن يفصل حياته الشخصية وطباعه وأفكاره عن عمله، كي يتمكن من ارتداء زي غير زيه وتقديم شخصيات متنوعة ومتناقضة، كذلك على الجمهور أن يفصل بين موهبة الفنان وما يقدمه من أعمال من جهة، وحياته الشخصية وأسرار بيته من جهة أخرى. وحدها الأخلاق والأدب واللياقة والتواضع صفات لا يمكن أن تنفصل عن الفنان فيرتديها في الأماكن العامة وموقع التصوير، ويخلعها في بيته؛ بل تلازمه في كل مكان، وتكشف شخصيته الحقيقية بلا أي مكياج أو تزييف.
