جسر ثقافي بين الشرق والغرب

00:38 صباحا
قراءة دقيقتين

يوسف أبو لوز

الحدث الإماراتي الثقافي الأبرز هذا الأسبوع، وعلى مستوى عالمي، هو «الشارقة ضيف شرف الدورة التاسعة والخمسين لمعرض بولونيا لكتاب الطفل»، أما أساسيات الحدث فهي ثقافة القراءة، وعالمية الكتاب، وصناعة النشر، وبالطبع كل ذلك حول المحور الأساس للمعرض، أي، ثقافة الطفل.

لا بد أن نتوقف عند ما قالته الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، رئيسة الاتحاد الدولي للناشرين، في المعرض، فهي قالت: «جئت من إمارة الشارقة التي تمثّل اليوم جسراً ثقافياً يصل الشرق بالغرب، وأرضية راسخة ننطلق منها لتعزيز ودعم الحوار الحضاري والتبادل الثقافي من خلال الكتاب والقراءة والأدب، ولنعمل معاً على بناء عالم أكثر تناغماً».

في جملة الشيخة بدور المركّزة تلخيص مكثّف لثوابت وأساسيات مشروع الشارقة الثقافي الذي هو في الوقت نفسه رسالة ورؤية وميثاق ثقافي عربي دولي منذ نهاية سبعينات القرن العشرين وإلى اليوم من مرحلة إلى مرحلة، ومن مبادرة إلى مبادرة، ومن منهج عمل منظم إلى سياق فكري وثقافي وجمالي تلتقي فيه الآداب والفنون والترجمة وصناعة النشر.

نعم، الشارقة جسر ثقافي يصل الشرق بالغرب، كما قالت الشيخة بدور، وكما يعرف ويقول كل مثقف عربي عاش في كنف الرؤية الثقافية في الشارقة، وعاينها، وتواصل مع مفرداتها عبر عقود من الزمن العُمُري، والزمن الثقافي.

الكتاب، وصناعته، وتعميم ثقافته، وتوزيعه، وتوفيره بقنوات شفافة للقارئ، كل ذلك هو معنى آخر من معاني الجسر الثقافي بين الشرق والغرب الذي أشارت إليه الشيخة بدور.

المسرح، وصناعته وتعميم ثقافته وتأكيده قيمةً حضاريةً جماليةً هو أيضاً أحد معاني الجسر الثقافي بين الشعوب ورموزها الإبداعية.

 الترجمة فضاء آخر يعزّز مفهوم الجسر الثقافي بين جهات العالم، ويعزّز حالة التبادل المعرفي بين الأفراد، والمؤسسات.

 الفنون، وبكل تحديد الفنون التشكيلية وتظاهراتها العالمية الكبرى مثل البيناليات، هي معنى آخر من معاني الجسر الثقافي خارج إملاءات الأيديولوجيا، والتسييس، والمبالغات العرقية والجهوية.

التراث، وتلاقي الثقافات الشعبية من فولكلور، وأزياء وموسيقات ومذاقات شعبية، كلّها أيضاً معزّزات عملية لفكرة الحوار والجسر الثقافي.

كل هذه المكوّنات مُعَيّنة ومؤكدة في مشروع الشارقة الثقافي الذي يجد اليوم الاحتفاء العالمي به في إيطاليا، بلد الحضارات، وبلد الإرث الفني والأدبي والجمالي العريق، هذا الإرث الإيطالي، الأوروبي، المتوسطي الذي سيلقى كل حفاوة أيضاً من الشارقة في الدورة المقبلة لمعرض الشارقة الدولي للكتاب 2023، حيث تحل إيطاليا ضيف شرف على دورة المعرض الحادية والأربعين.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"