عادي

كيف عاش منتخب إيطاليا العار للمرة الثانية؟

11:45 صباحا
قراءة 3 دقائق
إعداد: معن خليل
لم يكن فشل المنتخب الإيطالي بالتأهل إلى مونديال 2022 في قطر، بالحدث العادي في عالم كرة القدم، فعدا عن أن الفائز باللقب العالمي أربع مرات، يغيب عن الحدث الكبير للمرة الثانية على التوالي، بعد الأولى عام 2018 والذي جاء بعد 60 عاماً من التوهج؛ حيث لم تغب شمس «الأزوري» يومها عن كأس العالم منذ نسخة 1958 في السويد، فإن المنتخب الذي يقوده روبرتو مانشيني هو من المنتخبات العملاقة مثل البرازيل وألمانيا والأرجنتين التي يعد عدم تأهلها كارثة وطنية.
لم يشارك منتخب إيطاليا في النسخة الأولى عام 1930 التي استضافتها الأوروجواي، وأحرز لقب النسخة التالية المقامة على أرضه ثم في نسخة 1938 في فرنسا، ثم غاب عن نسخة 1958 لعدم تأهله من التصفيات، وبعد ذلك شارك في كل النسخ التالية فخسر نهائي 1970 و1994 أمام البرازيل، وصعد إلى منصة التتويج في 1982 و2006، واحتل المركز الثالث في نسخة 1990.
هذه الإنجازات الكثيرة التي حققها منتخب إيطاليا جعلت من عدم تأهله لكأس العالم بعد خسارته أمام منتخب مقدونيا الشمالية المغمور نسبياً، الحدث الأبرز في التصفيات المؤهلة إلى مونديال 2022.
وعاش «الأزوري» العار، كونه كان المنتخب الوحيد من بين الأبطال السابقين لكأس العالم، الذي يغيب عن مونديال قطر، بعد وصول البرازيل وألمانيا والأرجنتين وأوروجواي، وإنجلترا وإسبانيا وفرنسا.
كارثة ومأساة
وكان لافتاً أن كلمة مأساة وكارثة وخيبة تكررت كثيراً في إيطاليا بعد ليلة الخروج الحزين؛ ذلك أن أي إيطالي لم يكن ليصدق أن الملحق سيدير وجهه للمنتخب، ولاسيما أن القرعة أوقعته مع مقدونيا؛ المنتخب المغمور نسبياً، وهو أصلاً توج في الصيف بطلاً لأوروبا مع سلسلة تاريخية من عدم الخسارة.
كسرت إيطاليا قلوب الإنجليز في يوليو/ تموز 2021 عندما نالت لقب بطولة أوروبا بتغلبها على صاحبة الأرض في النهائي، لكن بعد الفشل في بلوغ كأس العالم لكرة القدم للمرة الثانية على التوالي، ستعتقد الجماهير أن الانتصار في ويمبلي كان مجرد صدفة عابرة.
وجاءت الهزيمة 1- صفر أمام مقدونيا الشمالية، لتؤكد الكارثة، فبعد احتلال المركز الثاني في مجموعتها خلف سويسرا اضطرت إيطاليا لخوض الملحق، مما أغضب جماهيرها.
وقال روبرتو مانشيني: من الصعب الحديث الآن، فلا أعرف ماذا أقول، الصيف الماضي كان سعيداً، والآن جاءت خيبة أمل كبرى. ليس من السهل التفكير في أمور أخرى، أنا حزين من أجل اللاعبين.
وسددت إيطاليا 32 كرة على المرمى مقابل خمس مرات لمقدونيا الشمالية لكن ستولي ديميتريفسكي حارس مقدونيا الشمالية قدم مباراة عمره.
ويرى ميلاجويا ميلفسكي مدرب مقدونيا الشمالية سخرية القدر في هدف فوز فريقه المتأخر.
وقال المدرب بعد المباراة: فزنا بالطريقة الإيطالية على إيطاليا، سجلنا هدفاً من تسديدتين على المرمى. أنا سعيد بهذا الفوز، وأنا فخور باللاعبين.
وتلعب مقدونيا الشمالية، التي لم يسبق أن تأهلت إلى نهائيات كأس العالم، ضد البرتغال يوم الثلاثاء المقبل من أجل مكان في النهائيات في قطر، وبغض النظر عما سيحدث في ختام الملحق ستُخلد الرحلة إلى باليرمو في ذاكرة الجماهير.
وبالنسبة لإيطاليا فقد عادت إلى نقطة البداية كما كانت بعد عشرة شهور من واحدة من أفضل لحظاتها.
وتحدثت صحف العالم عن إذلال إيطاليا، وكتبت صحيفة «ديلي ميل» البريطانية: «إذلال إيطاليا بطل أوروبا على يد مقدونيا الشمالية الصغيرة».
وعنونت صحيفة «ماركا» الإسبانية: «دراما إيطالية.. مقدونيا تصنع ملحمة وتترك إيطاليا من دون كأس عالم آخر».
وقالت صحيفة «سبورت بيلد» الألمانية: عار إيطاليا.. بطل أوروبا يغيب عن كأس العالم.
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"