عادي

كيم أمر باختبار «نوع جديد» من الصواريخ الباليستية العابرة للقارات

13:54 مساء
قراءة 4 دقائق
( أ ف ب)
أشرف الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون شخصياً الخميس على اختبار «نوع جديد» من الصواريخ الباليستية العابرة للقارات، لضمان أن بيونغ يانغ جاهزة «لمواجهة طويلة الأمد» مع الولايات المتحدة، كما أفادت وكالة الأنباء الرسمية الجمعة.
وأطلقت كوريا الشمالية الخميس «صاروخاً باليستياً عابراً للقارات»، في أول تجربة من نوعها منذ عام 2017 يجريها البلد المسلّح نووياً.
وهبط الصاروخ الباليستي الذي أُطلق عليه هواسونغ-17 والقادر على إصابة أي جزء من الأراضي الأمريكية، في المنطقة البحرية الاقتصادية الخالصة لليابان.
وقالت وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية: «ارتفع الصاروخ الذي أُطلق من مطار بيونغ يانغ الدولي إلى أقصى مداه البالغ 6248 كيلومتراً وحلّق مسافة 1090 كيلومتراً لمدة أربع دقائق و52 ثانية قبل أن يصيب بدقّة المنطقة المحدّدة مسبقاً في المياه المفتوحة لبحر الشرق الكوري»، وهو الاسم الذي تطلقه بيونغ يانغ على بحر اليابان.
وتظهر صور التقطتها وسائل الإعلام الحكومية الزعيم الكوري الشمالي مرتدياً سترته الجلدية السوداء المعتادة وواضعاً نظارة شمسية، يمشي على مدرج المطار أمام صاروخ ضخم.
وفي صور أخرى، يبدو وهو يصفق ويحتفل بعملية الإطلاق برفقة عسكريين رفيعي المستوى بالزي الرسمي.
وقال كيم جونغ أون وفقا للوكالة: إن الصاروخ الباليستي الجديد العابر للقارات، سيجعل «العالم بأسره يدرك قوة قواتنا المسلّحة الاستراتيجية»، مضيفاً أن البلاد «مستعدة الآن لمواجهة طويلة الأمد مع الإمبرياليين الأمريكيين».
وهواسونغ-17 صاروخ باليستي ضخم تطلق عليه تسمية «الصاروخ الوحشي» وكُشف للمرة الأولى في تشرين الأول/ أكتوبر عام 2020، لكن لم يسبق أن تم اختباره بنجاح في السابق، فيما تسببت عملية إطلاقه بمزيد من العقوبات الأمريكية.
من جانبه، قال رئيس كوريا الجنوبية مون جاي-إين في بيان: إن عملية الإطلاق تشكّل «خرقاً لتعليق إطلاق الصواريخ الباليستية العابرة للقارات الذي وعد به الزعيم كيم جونغ أون المجتمع الدولي عام 2017».
تصعيد خطر
وتحدث وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن الخميس إلى نظيره الكوري الجنوبي تشونغ إيوي يونغ، وأكد أن عملية الإطلاق هذه «تبيّن التهديد الذي تشكله أسلحة الدمار الشامل غير المشروعة وبرامج الصواريخ الباليستية لكوريا الشمالية على الدول المجاورة وعلى كل المجتمع الدولي»، وفق الناطق باسم الخارجية الأمريكية نيد برايس.
ورداً على التجربة الكورية الشمالية، أعلنت هيئة الأركان الكورية الجنوبية أن قواتها أطلقت «صواريخ من البر والبحر والجو» في بحر اليابان.
ودانت الأمم المتحدة الخميس «بشدة» إطلاق كوريا الشمالية لصاروخ باليستي عابر للقارات، ودعت بيونغ يانغ إلى وقف أي عمل يعد «غير مجدٍ»، ويؤجج «التوترات» في آسيا.
وقال ستيفان دوجاريك الناطق باسم الأمين العام للأمم المتحدة في بيان: إن إطلاق صاروخ بعيد المدى، ينطوي على أخطار تؤدي إلى تصعيد كبير للتوترات في المنطقة.
ويحض الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس كوريا الشمالية على عدم اتخاذ مزيد من التدابير التي قد تأتي بنتائج عكسية.
وتخضع بيونغ يانغ لعقوبات دولية، بسبب برنامجيها الصاروخي والنووي، إلا أنها تواصل على الرغم من ذلك تحديث قدراتها العسكرية.
وبدأت في كانون الثاني/ يناير التلميح لإمكان تخليها عن الوقف الذاتي للتجارب، وأجرت هذا العام عدداً قياسياً من اختبارات الأسلحة، بما فيها صواريخ فرط صوتية وصواريخ باليستية متوسطة المدى.
لكن التجارب لم تكن تشمل حتى الآن صواريخ عابرة للقارات، حتى لو أن واشنطن وسيؤول تشتبهان في أن النظام الكوري الشمالي اختبر أنظمة صواريخ باليستية عابرة للقارات خلال تجاربه السابقة.
ونفّذت بيونغ يانغ ثلاث عمليات إطلاق صواريخ باليستية عابرة للقارات في عام 2017. وكان الصاروخ هواسونغ-15 الذي اختبر وقتها، قادراً على الوصول إلى الولايات المتحدة.
فشل
وبحسب سيؤول، فشلت تجربة صاروخية قامت بها كوريا الشمالية في 16 آذار/ مارس، بعدما انفجرت المقذوفة في سماء بيونغ يانغ بعد وقت قصير من إطلاقها. والتزم النظام وقتها الصمت حيال ذلك الحادث.
وكان المحللون يتوقعون أن تغتنم بيونغ يانغ التاريخ الأهم في تقويمها السياسي، وهو 15 نيسان/ إبريل، لاختبار أسلحة شديد الأهمية. ويوافق هذا التاريخ الذكرى العاشرة بعد المئة لميلاد كيم إيل سونغ؛ مؤسس كوريا الشمالية وجد الزعيم الحالي كيم جونغ أون.
وأعلن كيم جونغ أون العام الماضي أن تحسين القدرات العسكرية للبلاد، يمثل أولوية للنظام.
ومن بين الأولويات، تطوير صاروخ باليستي عابر للقارات قادر على حمل رؤوس حربية تقليدية أو نووية عدّة يتبع كل منها مساراً مستقلاً، ويصعب اعتراضها بواسطة الأنظمة المضادة للصواريخ.
وأوضح الخبير في شؤون كوريا الشمالية أهن تشان لوكالة فرانس برس «يشعر كيم على الأرجح بأن هذا الوقت المثالي لتطوير صواريخ باليستية عابرة للقارات ولتذكير العالم بأن كوريا الشمالية، بخلاف أوكرانيا، دولة مسلحة نووياً».
وقال المحلل أنكيت باندا لوكالة فرانس برس: إن «المهم فيما يخص هواسونغ-17 ليس المسافة التي يمكن أن يجتازها؛ بل ما يمكن أن يحمله، وهو رؤوس حربية متعددة».
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"