ما نحلم به ونفشل فيه

00:02 صباحا
قراءة دقيقتين

أعتقد أننا في حقبة زمنية تطور فيها مفهوم العمل الحر، ففي السابق كانت الأعمال الحرة تعني وتشير إلى قيام أحدهم بتأسيس مؤسسة أو فتح محل تجاري، والانطلاق في أعماله التي هو يديرها، وتتطلب هذه الخطوة الكثير من الإجراءات وأيضاً رأس مال وفق الاحتياج. لذا كانت الأعمال الحرة محصورة، أما في هذا العصر فقد بات مفهوم العمل الحر يشير للفرد نفسه، حتى دون تأسيسه لمحل تجاري أو فتحه لكيان تجاري كمؤسسة أو إصدار رخصة، حيث نرى أن هناك أفراداً وعلى مستوى شخصي باتوا يقدمون أعمالاً على شبكة الإنترنت، ويحققون أرباحاً مجزية، وهناك من يستخدم شبكة الإنترنت ومواقع التواصل كمنصات لنشر إعلاناته والترويج لخدماته، ويتلقى اتصالات من الزبائن الذين يقدم لهم ما يحمله من خبرات أو من سلع، دون أن يتكبد عناء فتح محل تجاري أو إصدار رخص وسجلات تجارية ونحوها. وهذا يعني أن هناك مجالات واسعة قد فتحت أمام الناس، ما يمكّنهم من التحرك وتقديم تجاراتهم وأعمالهم وخبراتهم، وتحقيق عوائد مالية ليست قليلة، بل إن الكثير من الحكومات استجابت  لهذا التطور وقدمت برامج ومبادرات، وتمكنت من مسايرة هذا التطور ونظمته وقامت بحماية صغار المستثمرين الذين يعتمدون على العمل الحر والعمل عن بعد.
ومع كل هذه التسهيلات وفتح المجال أمام الجميع، فإنه، وكما هو ملاحظ، ليس كل من يقتحم هذا المجال يحقق العوائد والأرباح المرجوة، حيث هناك من لم يحقق الأرباح أو المكاسب التي كان يتطلع لها. والسؤال: ما هي العوامل المؤثرة في تحقيق العوائد المأمولة والمرجوة، وأسباب الفشل الملاحظ في مختلف أرجاء العالم، مع أن طبيعة وطريقة هذا العمل، كانت بمثابة الحلم لدى كثير الناس؟
 هناك أسباب كثيرة ومتنوعة وعديدة، وهناك أسباب تعود لجهل أو عدم معرفة الكثير من الناس بالحقائق المتعلقة بهذا النوع من العمل، مثل انعدام الرقابة، وتصبح ذاتية، فيتم العمل لبعض الوقت ثم يصاب بالملل والكسل، لذا يطل الفشل ويكون أمراً متوقعاً، ولا تنس التنافس الشديد من الآخرين، الذين يسعون للتفوق وأخذ حصة من هذا السوق. العمل الحر أو الذاتي، براق وله وجه مشرق، بل الشواهد الناجحة التي يمكن ملاحظتها جميلة وتدعو للتفاؤل، ولكن في اللحظة نفسها الموضوع يحتاج للجدية والاستعداد والاستمرار، ويحتاج للمزيد من التعلم والتزود بالخبرات اللازمة، والتحرك الدائم.
[email protected]
 www.shaimaalmarzooqi.com

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

كاتبة وناشرة إماراتية ومؤلفة لقصص الأطفال وروائية. حصلت على بكالوريوس تربية في الطفولة المبكرة ومرحلة ما قبل المدرسة والمرحلة الابتدائية، في عام 2011 من جامعة زايد بدبي. قدمت لمكتبة الطفل أكثر من 37 قصة، ومتخصصة في أدب اليافعين

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"