التعريف بالثقافة العربية

00:27 صباحا
قراءة دقيقتين

لا تُعرّف الشارقة، بوصفها ضيف شرف في معرض الكتاب في إيطاليا، بالثقافة الإماراتية فقط؛ بل تُعرِّف أيضاً بالثقافة العربية، والإبداع العربي، ولغتنا العربية وآدابها وجمالياتها، كما تعرّف الشارقة في إيطاليا وفي أي معرض كتاب دولي تحلّ ضيفاً فيه، بتاريخنا الثقافي العربي، وحركة النشر والترجمة والإبداع في الوطن العربي كلّه.
الشارقة ضيف شرف في معارض الكتب الدولية، أصبحت بمثابة سفارة ثقافية إماراتية عربية متنقلة بين بلدان العالم التاريخية والعريقة ثقافياً، وأصبحت أجنحة الشارقة في هذه المعارض منصّات ترويج للكاتب الإماراتي والعربي ولنتاجهما الأدبي.
عند هذه النقطة لا ننسى الإشارة إلى مشروع ترجمة الأدب الإماراتي إلى اللغات الحيّة العالمية، الذي أطلقته هيئة الشارقة للكتاب منذ نحو أربعة أعوام، وأصبح بإمكان الكاتب الإماراتي أن يوقّع كتبه في المعارض الكبرى بلغات البلدان التي تحلّ فيها الشارقة ضيف شرف على معارضها، وإلى جانب الكتّاب الإماراتيين يوقّع كتّاب عرب مقيمون في الإمارات، إصداراتهم في تلك التظاهرات الثقافية الحيّة، وقد حظيت على نحو شخصي، بتوقيع إحدى مجموعاتي الشعرية «زوجة الملح» في معرض باريس الدولي للكتاب قبل نحو أربعة أعوام، وقد ترجمت هيئة الشارقة للكتاب تلك المجموعة إلى الفرنسية، كما ترجمت الهيئة المجموعة نفسها إلى اللغة الهندية، وقد حاز شرف الترجمة هذا، شعراء عرب آخرون مقيمون في الإمارات، وهي فرصة ذهبية أن يُنْقَل الكتاب كاملاً إلى لغة عالمية حيّة، ففي مثل هذه الترجمة الكلية تعريف عالمي بالشعر، وتكريم لثقافته وتاريخه.
استحقت الشارقة وسام ضيف شرف في العديد من معارض الكتب الدولية في باريس، وفرانكفورت، والهند، وإيطاليا، كما استحقت هذا الوسام في معارض كتب عربية كانت الثقافة الإماراتية حاضرة فيها ومُمثّلة بالعشرات من المؤسسات والدوائر الثقافية الإماراتية، ودور النشر المحلية التي صَعَدتْ بصناعة النشر المحلية في السنوات الأخيرة إلى مستويات عالية.
هذا ما يتوجب أن ينتبه له المراقب الثقافي أو المتابع الثقافي سواء أكان صحفياً أم كان إعلامياً، أم كان مشتغلاً في قطاعي الثقافة والنشر في الإمارات، يتوجب أن ينتبه هؤلاء الزملاء الكرام إلى البُعد التعريفي العالمي الذي تقوم به أجنحة الشارقة في معارض الكتب الدولية، سواء أكانت ضيف شرف أو كانت مشاركة الشارقة في معارض الكتب مشاركة تقليدية.
طالما تحدث الكثير من الكتّاب العرب في مناسبات ثقافية ونشرية عديدة، عن ضرورة التعريف بثقافتنا العربية في العالم، وفي مؤسساته البحثية والأكاديمية والثقافية، لكن الحديث النظري شيء، والتطبيق العملي شيء آخر، والتطبيق في الحالة الإماراتية مرئي تماماً، وعملي تماماً في معارض الكتب الدولية.
أشرت في مقالة أمس، إلى أن إيطاليا ستكون ضيف شرف في معرض الشارقة الدولي للكتاب في دورته 41 المقبلة، وبالتالي فهي فرصة مفتوحة منذ الآن، لقراءة الأدب الإيطالي، والإحاطة التاريخية به للاحتفاء بأصدقائنا الكتّاب الإيطاليين الضيوف على الشارقة بعد سبعة أشهر من الآن. 
وفي الوقت نفسه، هي فرصة أيضاً للتعريف مرة ثانية، بثقافتنا العربية أمام ضيوفنا الذين تجمعنا بهم ذاكرة البحر الأبيض المتوسط.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"